زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
11:00 GMT 04.03.2025 (تم التحديث: 11:03 GMT 04.03.2025)
© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
يحل شهر رمضان هذا العام على قطاع غزة، في ظل دمار كبير جراء الحرب التي استمرت 15 شهرا، ويأتي شهر رمضان بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، ليزداد الوضع تعقيدا في قطاع غزة بشكل متسارع.
ويحمل شهر رمضان في غزة أجواءً من البهجة والفرح، رغم حالة الترقب على مصير الهدنة، حيث تزينت بعض الشوارع والمنازل بالزينة الرمضانية، وشهدت بعض المناطق في القطاع مبادرات جماعية لتزيين الشوارع والركام بزينة رمضان.
زينة تتحدى ظلمة الحرب
وفي معسكر خان يونس جنوبي القطاع، بادر سكان المنطقة إلى تزيين الشارع الرئيسي والحارة بشكل جميل، حيث انتشرت الزينة بألوانها الزاهية على طول الشارع والمنطقة المدمرة وفوق الركام.
زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وقال ياسر إبراهيم، صاحب المبادرة لوكالة "سبوتنيك": "هذه المبادرة كنا نقوم بها قبل الحرب في كل رمضان، حيث كنا نعمل على وضع الزينة، وبشكل أكبر بكثير، وبسبب الحرب لم نستطع عملها العام الماضي، ولكن بعد عودتنا إلى هنا، قمنا بشكل جماعي وتطوعي بعمل زينة رمضان بالرغم من الدمار الكبير، من أجل إدخال الفرحة على نفوس الأطفال والكبار".
زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضاف: "قمنا بهذه المبادرة من خلال جمع مبلغ مالي صغير من أهالي الحارة، ومن ثم شراء زينة رمضان، مثل الإنارة الملونة وأوراق الزينة والفوانيس، وقمنا بشراء التمر والحلوى لتوزيعها على الأهالي والأطفال بعد الإفطار، ومن خلال هذه المبادرة نقول للعالم إن سكان القطاع يريدون الحياة بسلام وأمان وحرية".
زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وانتشرت بعض مظاهر الزينة الرمضانية في بعض المناطق من غزة، ويبدأ شهر الصيام صعبا بالنسبة لكثيرين في ظل الأزمة الإنسانية الحادة التي يعانيها سكان القطاع، وقال الشاب أحمد مصطفى، لـ"سبوتنيك":
لقد كنا نازحين طيلة 15 شهر من الحرب في مواصي خان يونس، وعندما عدنا بعد الهدنة وجدنا بيوتنا والمنطقة مدمرة، ومع قدوم شهر رمضان، نبحث عن حياة من وسط الركام، فقمت بالتطوع مع الجيران لعمل هذه الزينة الجميلة، وأتمنى أن تنتهي الحرب ولا تعود، ويعم السلام على قطاع غزة والضفة الغربية.
زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وكان للأطفال نصيب من الفرحة التي رسمت على وجهوهم، فزينة رمضان تبعث الأمل بعد خوف وصدمات تعرضوا لها خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع، وقالت الطفلة الفلسطينية أماني محمود، لوكالة "سبوتنيك":
تحت الحصار والدمار نرى المستحيل يمكن تحقيقه، ونرى المشهد يتغير ويصبح أجمل على وجوه الأطفال، وهذا يدخل الفرحة والاحتفال في نفوسنا رغم الدمار والألم والحصار، ورغم المشاعر الخزينة في قلوبنا.
زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
© Sputnik . Ajwad Jradat
توقف المساعدات الإنسانية
وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقف دخول كل المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، وقال مكتب نتنياهو إن "إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار من دون الإفراج عن مختطفينا".
زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل اتخذت هذا القرار "في ضوء انتهاء وقف إطلاق النار رسميا (أول أمس) السبت، وبالتوازي مع رفض حركة حماس تمديد المرحلة الأولى من الصفقة".
زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويفاقم القرار الإسرائيلي بإغلاق المعابر في قطاع غزة الأزمة الإنسانية، التي يعاني منها السكان ومع منع السلطات الإسرائيلية دخول البضائع التجارية والمساعدات الإغاثية، سيتأثر عمل الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية في القطاع، ما يهدد بكارثة إنسانية، ويزيد من المعاناة اليومية للغزيين خلال شهر رمضان، وقد عادت الطوابير الطويلة أمام المخابز والمؤسسات الإغاثية وسط تخوف من انتشار الجوع في القطاع.
زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتوصلت إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بعد 15 شهرا من الحرب على القطاع، وتوصل الأطراف إلى اتفاق وقف إطلاق النار عقب اجتماعات في الدوحة.
زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وبحسب الاتفاق، كان من المقرر أن يبدأ التفاوض بشأن المرحلة الثانية، خلال المرحلة الأولى، ويفترض إعادة الرهائن المتبقين خلال المرحلة الثانية، التي تنص على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف الحرب.
زينة رمضان فوق الركام وعيون سكان قطاع غزة على مصير الهدنة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأكدت حركة حماس استعدادها لإعادة كل الرهائن "دفعة واحدة" خلال هذه المرحلة، وأما المرحلة الثالثة من الاتفاق فتخصص لإعادة إعمار قطاع غزة وهو مشروع كبير تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار، ويحتاج لسنوات عدة حتى يكتمل بعد إزالة الأنقاض.
