الرئيس الأسبق لهيئة المواد النووية المصرية: ضرب الوقود المخصب بمفاعل "فوردو" كان ليحدث كارثة نووية
13:55 GMT 30.06.2025 (تم التحديث: 15:46 GMT 30.06.2025)
© Dr. Abu al-Huda al-Sayrafi
تابعنا عبر
حصري
صرح الدكتور أبو الهدى الصيرفي، الرئيس الأسبق لهيئة المواد النووية المصرية، مستشار الرئيس الحالي، والمشرف على مشروع الاستكشاف الجوي، بأن "الضربة الأمريكية لمفاعل "فوردو" الإيراني، كانت قوية ومؤثرة، حيث استخدمت قنابل مجهزة لاختراق العمق المطلوب (80 مترًا)، عبر طائرات B2 المجهزة".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن "الجانب الإيراني أكد على إخلاء المفاعل من الوقود المخصب، ونقله إلى مناطق آمنة تقع في شرق إيران، قبل يومين أو ثلاثة أيام من الضربة الأمريكية، ما جنّب إيران والمنطقة كارثة نووية حقيقية".
وتابع: "في حال لم تنقل إيران اليورانيوم المخصب من مفاعل "فوردو"، الذي تعرض للقصف الأمريكي، كنا شهدنا على كارثة نووية حقيقية، لا تعرف حدود الجغرافيا، حيث أن تأثير انفجار مفاعلات تشرنوبل و فوكوشيما كان كارثيًا، ولا تزال بعض المناطق في شمال أوروبا تعاني من التسرب الإشعاعي الذي تم تسجيله".
وأوضح أنه "حتى الآن لم يتم تسجيل أي تسرب إشعاعي في إيران أو المناطق المحيطة، بيد أن ضرب موقع نطنز الإيراني في بداية القصف الإسرائيلي، صاحبه تسرب إشعاعي كيماوي، كما صرحت طهران، ولا يزال هناك محاولات لتقييم الوضع بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية الدولية، وإلى الآن لم يظهر أي تأثير في الدول المحيطة، لا سيما شمال المملكة العربية السعودية ومصر".
وشدد الصيرفي على "ضرورة إنشاء شبكة عربية موحدة تضم مصر والسعودية والأردن وسوريا، لرصد أي تغييرات في المستوى الإشعاعي، حيث أن هذه الدول قريبة من مفاعل ديمونة في جنوب صحراء النقب".
وأوضح الصيرفي أن مصر تملك طائرة استكشاف التابعة للهيئة، وهي الوحيدة في مصر المخصصة لأغراض البحث عن الإشعاعات النووية، والقيام بمهام الرصد والمراقبة الإشعاعية في حالة وجود تلوث إشعاعي.
طائرة استكشاف تابعة لهيئة المواد النووية المصرية، وهي الوحيدة في مصر المخصصة لأغراض البحث عن الإشعاعات النووية.
© Photo / Dr. Abu al-Huda al-Sayrafi
وقال إن هذه الطائرة محملة بمنظومةأجهزة الاستكشاف، والتي تشمل منظومة متكاملة من أجهزة رصد إشعاعي طيفي، وأجهزة كشف مغناطيسية، وكاميرا تصوير رقمية.
طائرة استكشاف تابعة لهيئة المواد النووية المصرية، وهي الوحيدة في مصر المخصصة لأغراض البحث عن الإشعاعات النووية.
© Photo / Dr. Abu al-Huda al-Sayrafi
وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الخميس الماضي، أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، بعد 12 يوما من الحرب مع إسرائيل، "كبيرة"، لكنه أشار إلى أن تقييمًا تفصيليًا لا يزال جاريًا.
كما أكد عراقجي أن تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بات "ملزما"، بعدما أقره المشرعون، ووافقت عليه هيئة دستورية ورقابية عليا في البلاد.
في السياق، نفت إيران وجود أي خطط لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، وذلك عقب انتهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، متهمة واشنطن بـ"المبالغة" في تقدير آثار الضربات الجوية التي نفذتها ضد منشآت نووية إيرانية.
وفي أول ظهور له منذ إعلان وقف إطلاق النار، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي، ما حدث بأنه "نصر لإيران"، مؤكدًا أن "طهران لن ترضخ لأي ضغوط أمريكية، وأن واشنطن تلقت صفعة مذلة"، على حد قوله.
وقال خامنئي: "الرئيس الأمريكي بالغ في سرد الأحداث بشكل غير مألوف، لأنه ببساطة كان بحاجة إلى ذلك... الجمهورية الإسلامية انتصرت، وردّت بصفعة قوية على أمريكا".
وفي المقابل، صرّح ترامب بأن منشآت رئيسية مثل فوردو قد تم "تدميرها بالكامل" بواسطة قاذفات "بي- 2"، نافيًا أن تكون إيران قد نقلت اليورانيوم المخصّب قبل الضربات، مشيرًا إلى أن "ذلك خطير وصعب للغاية".
ونشر ترامب عبر منصة "تروث سوشال"، صورًا ملتقطة بالأقمار الصناعية تظهر شاحنات قرب الموقع المستهدف، زاعمًا أنها كانت محاولة إيرانية لتدعيم المنشآت بالخرسانة.
وفي 13 يونيو/ حزيران الجاري، شنّت إسرائيل ضربات جوية مفاجئة في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، أهمها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
وردت إيران، بضربات جوية ضد إسرائيل، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل، مؤكدة أن العملية ستتواصل طالما اقتضت الضرورة.
وبررت إسرائيل هجماتها بأن إيران وصلت إلى "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتصر دائما على أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط.
