https://sarabic.ae/20250709/ما-هي-تداعيات-الرسوم-الجمركية-الأمريكية-الجديدة-على-الاقتصاد-التونسي-1102511396.html
ما هي تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الاقتصاد التونسي؟
ما هي تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الاقتصاد التونسي؟
سبوتنيك عربي
أثار القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25 في المئة على واردات دول عدة، من بينها تونس، مخاوف واسعة في الأوساط الاقتصادية في البلاد. 09.07.2025, سبوتنيك عربي
2025-07-09T08:49+0000
2025-07-09T08:49+0000
2025-07-09T08:49+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
العالم
أخبار العالم الآن
الولايات المتحدة الأمريكية
تونس
دونالد ترامب
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/07/08/1102502619_0:0:3072:1728_1920x0_80_0_0_bbbdcbbb46ff083b0df0210373a3e216.jpg
ويتخوف متابعون من أن يؤدي هذا الإجراء إلى تقليص حجم الصادرات التونسية نحو السوق الأمريكية ومفاقمة أزمات الاقتصاد التونسي وهو ما دفع بعض النشطاء للدعوة إلى رد عكسي عبر منع استيراد السلع الأمريكية دعما لخيار المقاطعة.وبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، إبلاغ شركائه التجاريين، ومن بينهم تونس قرار تطبيق الرسوم الجمركية على الصادرات التونسية بواقع 25 في المئة، وذلك بعدما كشف أن واردات 14 دولة على الأقل ستواجه رسوما جمركية شاملة اعتبارا من بداية شهر أغسطس/ آب المقبل.وقال ترامب في رسالة وجهها إلى السلطات التونسية إن "العلاقة بين البلدين كانت بعيدة كل البعد عن المعاملة بالمثل وإن فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على المنتجات التونسية يهدف إلى تصحيح سنوات من السياسات التجارية التونسية التي أدت إلى عجز تجاري لصالح تونس على حساب الولايات المتحدة".يذكر أن ترامب توجه برسائل مماثلة إلى كل من اليابان وكوريا الجنوبية، واللتين تعتبران من أهم شركاء أمريكا التجاريين، حيث ستواجهان رسوما جمركية مماثلة، فضلا عن ماليزيا وكازاخستان وجنوب أفريقيا وميانمار ولاوس، والتي تواجه رسوما جمركية تصل إلى 40 في المئة.وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرض، في بداية أبريل/ نيسان الماضي، رسوما جمركية بنسبة 28 في المئة على الواردات التونسية.تضرر المنتوجات التونسية المصدرةوفي تصريحات لـ"سبوتنيك"، أوضح الخبير الاقتصادي ماهر قعيدة، أن قرار فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة يهدد بشكل مباشر صادرات تونس الزراعية نحو السوق الأمريكية، وخاصة زيت الزيتون والتمور من صنف "دقلة النور" المعروف بجودته العالية.وتعد الولايات المتحدة أحد أكبر مستوردي التمور التونسية، بأكثر من 40 ألف طن عام 2023 بقيمة فاقت 100 مليون دولار، ما يجعل هذا القطاع مهددًا بفقدان ميزة تنافسيته بفعل ارتفاع الأسعار النهائيّة للمستهلك الأمريكي.وبين أن الصادرات التونسية نحو السوق الأمريكية بلغت 2.016 مليار دينار في 2024، بفائض تجاري يناهز 216 مليون دينار، وهو رصيد قد يتقلص بشكل حاد بفعل الإجراءات الجمركية الجديدة، ما يهدد التوازن الهش للميزان التجاري بين البلدين.وتؤكد بيانات رسمية للمعهد الوطني للإحصاء أن الصادرات التونسية إلى السوق الأمريكية بلغت 869.3 مليون دينار (نحو 300 مليون دولار) خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، مقابل واردات بقيمة 1.023 مليار دينار (نحو 352 مليون دولار).وكشفت بيانات رسمية صادرة عن المرصد الوطني للفلاحة إلى أن دول أمريكا الشمالية استحوذت على حوالي 24 في المئة من صادرات زيت الزيتون التونسي إلى غاية نهاية فبراير/ شباط الماضي، ما يعكس حجم الرهانات الاقتصادية المرتبطة بهذه السوق الحيوية.تأثير على نسبة التضخممن جانبها، أوضحت الخبيرة الاقتصادية جنات بن عبد الله، في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية على الصادرات التونسية يُمثّل سياسة حمائية صريحة، تجعل النفاذ إلى السوق الأمريكية أكثر كلفة وتعقيدا بفعل الحواجز الجمركية.ولفتت إلى أن هذه الإجراءات ستحدّ من صادرات تونس نحو الولايات المتحدة، كما ستنعكس أيضا على كلفة المواد الموردة، بما قد يرفع أسعارها في السوق المحلية ويغذي معدلات التضخم، في ظرف اقتصادي تونسي حساس أصلا.ورأت أن هذه السياسة، وإن كانت تخدم مصالح الولايات المتحدة انتخابيًا واقتصاديًا، فإنها تهدد في المقابل بإضعاف مسار العولمة وتقويض حرية التجارة الدولية، ما قد يفضي إلى تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي، خصوصا على الدول النامية.وحذرت الخبيرة من أن على السلطات التونسية التعامل مع هذا القرار بحذر بالغ، مشيرة إلى أن الجزء الأكبر من الصادرات التونسية نحو الولايات المتحدة يتم إنجازه عبر شركات أجنبية غير مقيمة في تونس، بينما لا تتجاوز مساهمة الشركات التونسية الفعلية في هذه الصادرات 20 في المئة.وبيّنت أن الرسالة الضمنية التي يوجهها ترامب إلى الدول المعنية، ومنها تونس، هي دعوة صريحة لتحفيز الشركات الأجنبية على مغادرة أسواق هذه الدول وإعادة توطين نشاطها داخل الولايات المتحدة، في مسعى لفرض واقع اقتصادي جديد يخدم الأجندة الأمريكية بالدرجة الأولى.مقاطعة السلع الأمريكيةمن جهته، اعتبر غسان بن خليفة، عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، في تصريح لـ "سبوتنيك" أن قرار الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية على صادرات عدة دول، من بينها تونس، يمثل شكلا من أشكال "الاستحواذ" على التجارة العالمية، متهما الإدارة الأمريكية بإلحاق أضرار فادحة باقتصادات الجنوب وتقويض قدراتها التصديرية.ووصف بن خليفة هذه الخطوة بأنها "مناورة جديدة" لرئيس "متورط في إبادة جماعية بقطاع غزة"، عبر تكريس هيمنة أمريكية متجددة على النظام العالمي، وخاصة على الدول النامية.وشدد على ضرورة التركيز على تعزيز السيادة الغذائية والطاقية والمالية، وبناء شراكات استراتيجية مع دول مغاربية وأفريقية، من أجل دعم التنمي ة الوطنية وتحرير القرار الاقتصادي.يذكر أن تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين من بين أبرز المنظمات التي دعت صراحة إلى مقاطعة جميع المنتجات الداعمة لإسرائيل خلال الحرب الأخيرة، ونظمت تحركات أسبوعية متواصلة في تونس، سواء أمام المسرح البلدي في العاصمة أو أمام السفارة الأمريكية، مطالبة بوقف الحرب في غزة، وطرد السفير الأمريكي، ووقف استيراد السلع الأمريكية كجزء من استراتيجية المقاطعة.
https://sarabic.ae/20250707/البيت-الأبيض-يعلن-تلقي-12-دولة-أخرى-إشعارات-بالرسوم-الجمركية-الجديدة-من-ترامب-1102460320.html
https://sarabic.ae/20230718/تونس-تستلم-4-طائرات-عسكرية-من-أمريكا-1079198090.html
https://sarabic.ae/20210517/وزير-المالية-التونسي-الولايات-المتحدة-تمنحنا-500-مليون-دولار-لتمويل-مشاريع-1048988896.html
الولايات المتحدة الأمريكية
تونس
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/07/08/1102502619_0:0:2732:2048_1920x0_80_0_0_cfe50b714198b80fac1d09d0da0180b1.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, العالم, أخبار العالم الآن, الولايات المتحدة الأمريكية, تونس, دونالد ترامب
حصري, تقارير سبوتنيك, العالم, أخبار العالم الآن, الولايات المتحدة الأمريكية, تونس, دونالد ترامب
ما هي تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الاقتصاد التونسي؟
حصري
أثار القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25 في المئة على واردات دول عدة، من بينها تونس، مخاوف واسعة في الأوساط الاقتصادية في البلاد.
ويتخوف متابعون من أن يؤدي هذا الإجراء إلى تقليص حجم الصادرات التونسية نحو السوق الأمريكية ومفاقمة أزمات الاقتصاد التونسي وهو ما دفع بعض النشطاء للدعوة إلى رد عكسي عبر منع استيراد السلع الأمريكية دعما لخيار المقاطعة.
وبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، إبلاغ شركائه التجاريين، ومن بينهم
تونس قرار تطبيق الرسوم الجمركية على الصادرات التونسية بواقع 25 في المئة، وذلك بعدما كشف أن واردات 14 دولة على الأقل ستواجه رسوما جمركية شاملة اعتبارا من بداية شهر أغسطس/ آب المقبل.
وقال ترامب في رسالة وجهها إلى السلطات التونسية إن "العلاقة بين البلدين كانت بعيدة كل البعد عن المعاملة بالمثل وإن فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على المنتجات التونسية يهدف إلى تصحيح سنوات من السياسات التجارية التونسية التي أدت إلى عجز تجاري لصالح تونس على حساب الولايات المتحدة".
يذكر أن ترامب توجه برسائل مماثلة إلى كل من اليابان وكوريا الجنوبية، واللتين تعتبران من أهم شركاء أمريكا التجاريين، حيث ستواجهان رسوما جمركية مماثلة، فضلا عن ماليزيا وكازاخستان وجنوب أفريقيا وميانمار ولاوس، والتي تواجه رسوما جمركية تصل إلى 40 في المئة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرض، في بداية أبريل/ نيسان الماضي، رسوما جمركية بنسبة 28 في المئة على الواردات التونسية.
تضرر المنتوجات التونسية المصدرة
وفي تصريحات لـ"سبوتنيك"، أوضح الخبير الاقتصادي ماهر قعيدة، أن قرار فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة يهدد بشكل مباشر صادرات تونس الزراعية نحو السوق الأمريكية، وخاصة زيت الزيتون والتمور من صنف "دقلة النور" المعروف بجودته العالية.
وتعد
الولايات المتحدة أحد أكبر مستوردي التمور التونسية، بأكثر من 40 ألف طن عام 2023 بقيمة فاقت 100 مليون دولار، ما يجعل هذا القطاع مهددًا بفقدان ميزة تنافسيته بفعل ارتفاع الأسعار النهائيّة للمستهلك الأمريكي.
وقال ماهر قعيدة أن قطاع الصناعات الميكانيكية والإلكترونية وقطع غيار السيارات، الذي يمثل نحو 20 في المئة من إجمالي الصادرات التونسية إلى الولايات المتحدة بفضل التزامه بالمعايير الدولية، سيواجه بدوره تحديات كبيرة في الحفاظ على حصته السوقية.
وبين أن الصادرات التونسية نحو السوق الأمريكية بلغت 2.016 مليار دينار في 2024، بفائض تجاري يناهز 216 مليون دينار، وهو رصيد قد يتقلص بشكل حاد بفعل الإجراءات الجمركية الجديدة، ما يهدد التوازن الهش للميزان التجاري بين البلدين.
وتؤكد بيانات رسمية للمعهد الوطني للإحصاء أن الصادرات التونسية إلى السوق الأمريكية بلغت 869.3 مليون دينار (نحو 300 مليون دولار) خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، مقابل واردات بقيمة 1.023 مليار دينار (نحو 352 مليون دولار).
وكشفت بيانات رسمية صادرة عن المرصد الوطني للفلاحة إلى أن دول أمريكا الشمالية استحوذت على حوالي 24 في المئة من صادرات زيت الزيتون التونسي إلى غاية نهاية فبراير/ شباط الماضي، ما يعكس حجم الرهانات الاقتصادية المرتبطة بهذه السوق الحيوية.
من جانبها، أوضحت الخبيرة الاقتصادية جنات بن عبد الله، في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية على الصادرات التونسية يُمثّل سياسة حمائية صريحة، تجعل النفاذ إلى السوق الأمريكية أكثر كلفة وتعقيدا بفعل الحواجز الجمركية.
ولفتت إلى أن هذه الإجراءات ستحدّ من صادرات تونس نحو الولايات المتحدة، كما ستنعكس أيضا على كلفة المواد الموردة، بما قد يرفع أسعارها في السوق المحلية ويغذي معدلات التضخم، في ظرف اقتصادي تونسي حساس أصلا.
وقالت جنات بن عبد الله إن قرار فرض الرسوم على عدد من الدول ليس سوى خطوة محسوبة لتهيئة المناخ لتنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر دفع الشركات الأمريكية للعودة والاستثمار محليا من أجل خلق مواطن شغل جديدة وتحفيز الاقتصاد الوطني الأمريكي.
ورأت أن هذه السياسة، وإن كانت تخدم مصالح الولايات المتحدة انتخابيًا واقتصاديًا، فإنها تهدد في المقابل بإضعاف مسار العولمة وتقويض حرية التجارة الدولية، ما قد يفضي إلى تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي، خصوصا على الدول النامية.
وحذرت الخبيرة من أن على السلطات التونسية التعامل مع هذا القرار بحذر بالغ، مشيرة إلى أن الجزء الأكبر من الصادرات التونسية نحو الولايات المتحدة يتم إنجازه عبر شركات أجنبية غير مقيمة في تونس، بينما لا تتجاوز مساهمة الشركات التونسية الفعلية في هذه الصادرات 20 في المئة.
وبيّنت أن الرسالة الضمنية التي يوجهها ترامب إلى الدول المعنية، ومنها تونس، هي دعوة صريحة لتحفيز الشركات الأجنبية على مغادرة أسواق هذه الدول وإعادة توطين نشاطها داخل الولايات المتحدة، في مسعى لفرض واقع اقتصادي جديد يخدم الأجندة الأمريكية بالدرجة الأولى.
من جهته، اعتبر غسان بن خليفة، عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، في تصريح لـ "
سبوتنيك" أن قرار الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية على صادرات عدة دول، من بينها تونس، يمثل شكلا من أشكال "الاستحواذ" على التجارة العالمية، متهما الإدارة الأمريكية بإلحاق أضرار فادحة باقتصادات الجنوب وتقويض قدراتها التصديرية.
ووصف بن خليفة هذه الخطوة بأنها "مناورة جديدة" لرئيس "متورط في إبادة جماعية بقطاع غزة"، عبر تكريس هيمنة أمريكية متجددة على النظام العالمي، وخاصة على الدول النامية.
وقال غسان بن خليفة إنه يجب على السلطات التونسية أن تتبني سياسات اقتصادية بديلة تقوم على "التعويل على الذات"، لتفادي التبعية المستمرة للمراكز الاستعمارية التقليدية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وشدد على ضرورة التركيز على تعزيز السيادة الغذائية والطاقية والمالية، وبناء شراكات استراتيجية مع دول مغاربية وأفريقية، من أجل دعم التنمي ة الوطنية وتحرير القرار الاقتصادي.
يذكر أن تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين من بين أبرز المنظمات التي دعت صراحة إلى مقاطعة جميع المنتجات الداعمة لإسرائيل خلال الحرب الأخيرة، ونظمت تحركات أسبوعية متواصلة في تونس، سواء أمام المسرح البلدي في العاصمة أو أمام السفارة الأمريكية، مطالبة بوقف الحرب في غزة، وطرد السفير الأمريكي، ووقف استيراد السلع الأمريكية كجزء من استراتيجية المقاطعة.