https://sarabic.ae/20251222/الشتاء-القاسي-يفاقم-مأساة-أطفال-غزة-ويعمق-معاناة-النازحين-فيديو--1108465591.html
الشتاء القاسي يفاقم مأساة أطفال غزة ويعمق معاناة النازحين... فيديو
الشتاء القاسي يفاقم مأساة أطفال غزة ويعمق معاناة النازحين... فيديو
سبوتنيك عربي
يفاقم الشتاء صعوبة حياة سكان قطاع غزة المثقلة من الحرب التي استمرت على مدار أكثر من عامين، وتضاعفت آثار المنخفضات الجوية والأمطار على آلاف الأسر الفلسطينية... 22.12.2025, سبوتنيك عربي
2025-12-22T16:22+0000
2025-12-22T16:22+0000
2025-12-22T16:22+0000
العالم العربي
حصري
تقارير سبوتنيك
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0c/16/1108466413_0:6:1126:639_1920x0_80_0_0_594d67d57c18aefa31a20cb5fab426e7.jpg
ولم تعد الخيام المهترئة قادرة على مواجهة الرياح العاتية، بل اقتلعت تلك الرياح والأمطار المتساقطة على غزة خيام النازحين، وفقد بعضهم المأوى ليتحول إلى مشرد بلا خيمة ولا مقتنيات، مما يجعل محاولات ترميم أوضاعهم غاية في الصعوبة.أطفال غزة يرتجفون من البرد ويحلمون بالدفءوداخل خيمة في مدينة غزة، يجتمع 17 طفلا يتيما من عائلة واحدة، بعدما قتل آباؤهم وأمهاتهم بصواريخ وقذائف الحرب الإسرائيلية، ولم يعد لهم سوى جدهم المتعب وجدتهم التي تحاول رعايتهم رغم بلوغها السبعين من العمر، بينما تنخر الأمطار الباردة أجساد الأطفال الصغيرة، داخل خيمة لا تقيهم برد ورياح وأمطار الشتاء.تقول النازحة أم سليم، جدة الأطفال الأيتام، لوكالة "سبوتنيك": "نعيش أكثر من 20 فردا في خيمة واحدة مهترئة، منهم 17حفيدا قتل آباؤهم وأمهاتهم خلال الحرب، أطفال ينهشهم البرد والمطر، وأكبرهم لا يتجاوز 14عام، والخيمة لا تقي المطر، فأقوم بوضع النايلون من خارجها، وكذلك أغطي به أحفادي علهم يشعرون ببعض الدفء، وجميع الفرشات والأغطية مبللة بالماء، ونعاني من كل شيء هنا".وتضيف: "لا أستطيع رعاية أحفادي في هذا العمر في ظل هذه الظروف الصعبة، وقد تقتلع الرياح الخيمة خلال المنخفض القادم، وحتى بعد توقف الأمطار لوقت قصير لا تكون الحياة سهلة، وتأمين الطعام مشكلة لمثل هذه العائلة الكبيرة، ولذلك عندما ينفذ الطعام أضطر لحيلة مؤلمة، فأضع قدر الماء على النار لإيهامهم بتحضير وجبة طعام حتى يناموا".وتغمر مياه الأمطار فرش ما تبقى من متاع النازحين، وتغرق مقتنياتهم المتبقية، وتواجه كثير من العائلات اقتلاع خيامهم، فيتشبثون بها في مواجهة الريح الشديدة، حتى لا يكون مصيرهم العراء بعد ذهابها أدراج الرياح، في ظل غياب بدائل حقيقية أو حلول عاجلة لتخفيف حجم الكارثة الإنسانية المستمرة والمتفاقمة في القطاع.وداخل إحدى خيام النازحين في غزة، تقاوم النازحة ناديا محمود وحدها برد الشتاء والرياح العاتية وقد أنهكها التعب، وربطت أطراف الخيمة بأسياخ من الحديد جلبتها من بين ركام المنازل المدمرة، في محاولة لمواجهة قوة الرياح، وقبل الفجر تبدأ ناديا في إخراج المياه من خيمتها المتهالكة، حتى تتمكن العيش داخلها بعد غروب الشمس.وتقول ناديا لـ "سبوتنيك": "وصلنا إلى مرحلة لا نستطيع فيها تحمل المزيد من المعاناة، لقد أنهكتنا الحرب وجاء الشتاء ليقضي على ما تبقى من قدرتنا على التحمل، خاصة خلال هذه الفترة تشهد منخفضات شديدة، ومنذ ساعات أحاول إخراج المياه من الخيمة، وأتمنى أن تصمد الخيمة في وجه الرياح، وقمت باستخدام أسياخ من الحديد متواجدة بين الركام لتثبيت الخيمة بما أملك من قوة، ووضعت أمتعتي وملابسي في زاوية الخيمة كي لا تقتلعها الرياح، وكما ترى تتسرب المياه إلى الخيمة طوال هطول الأمطار، ولا تتوفر خيام تصمد في فصل الشتاء أو شادر يمنع المطر من الدخول إلى الخيمة".ولم يكن الشتاء حالة عابرة على سكان القطاع، بل فصلا جديدا من المعاناة فاقم معاناة الغزيين، وجعل صمودهم أمام اختبار جديد وقاس يضاف إلى الأوضاع المتفاقمة جراء الحرب، وبات المشهد في غزة مع نزول زخات المطر يقتصر على أطفال يرتجفون من البرد، ونساء يبحثن عن بطانية جافة، وكبار سن يواجهون البرد القارس بأجساد المتعبة، ورجال يتشبثون بخيامهم حتى لا تقتلعها رياح الشتاء العاتية.وأما النازح رمزي جميل، فلم تعد أحلامه تذهب إلى البعيد، بل تقتصر على توفر شادر من البلاستيك يضعه على خيمته التي اخترقها الماء وأغرق الأغطية والأمتعة.ويقول النازح رمزي لوكالة "سبوتنيك: "لقد أغرقت المياه الخيمة وما فيها من أمتعة وأغطية، ولا نعرف ماذا نفعل في ظل وضع غاية في الصعوبة، ولم تعد أحلامي تتجاوز حد الدفء داخل خيمة، وأحتاج إلى شادر أضعه على خيمتي وبعض الأغطية لتدفئة أطفالي، ولا أستطيع توفيرها".وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا": "إن ما يقرب من 55 ألف عائلة تأثرت حتى الآن بالأمطار الأخيرة، في جميع أنحاء غزة، حيث تضررت ممتلكاتهم ومساكنهم أو دمرت جراء العاصفة المطرية".وأفاد المكتب بأن العاصفة ألحقت أضرارا بعشرات المساحات الصديقة للأطفال، مما أدى إلى تعطيل أو تعليق الأنشطة المتعلقة بحماية الطفل، وأثر على ما يقرب من 30 ألف طفل في جميع أنحاء القطاع.وقال مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة بسام زقوت: "إن معدل هجوم الأمراض يبلغ 30%، في حين يبلغ تفشي التهاب الكبد الوبائي 70 ألف حالة، وسط مخاطر من تفشي الكوليرا وشلل الأطفال، ونقص الإمكانات الطبية يحول دون مكافحة الأوبئة الآخذة في الانتشار".ويعاني قرابة 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة وفق تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من أوضاع إنسانية مأساوية وخطيرة، نتيجة انعدام مقومات الحياة، وصعوبة الحصول على المساعدات والمستلزمات الأساسية، ونقص الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع.
https://sarabic.ae/20251221/وزارة-الصحة-في-غزة-تحذر-من-نقص-حاد-في-الأدوية-والخدمات-الطبية-بسبب-الحصار-1108416089.html
https://sarabic.ae/20251221/منظمة-دولية-80-من-أطفال-قطاع-غزة-يدخلون-العام-الجديد-بمستويات-جوع-كارثية--1108431872.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/0c/16/1108466413_133:0:992:644_1920x0_80_0_0_dac91b49b89aaa5f39e1f9aeb6de1492.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
العالم العربي, حصري, تقارير سبوتنيك
العالم العربي, حصري, تقارير سبوتنيك
الشتاء القاسي يفاقم مأساة أطفال غزة ويعمق معاناة النازحين... فيديو
حصري
يفاقم الشتاء صعوبة حياة سكان قطاع غزة المثقلة من الحرب التي استمرت على مدار أكثر من عامين، وتضاعفت آثار المنخفضات الجوية والأمطار على آلاف الأسر الفلسطينية التي فقدت منازلها خلال الحرب، وتحولت مخيمات النازحين إلى برك من المياه والطين.
ولم تعد الخيام المهترئة قادرة على مواجهة الرياح العاتية، بل اقتلعت تلك الرياح والأمطار المتساقطة على غزة خيام النازحين، وفقد بعضهم المأوى ليتحول إلى مشرد بلا خيمة ولا مقتنيات، مما يجعل محاولات ترميم أوضاعهم غاية في الصعوبة.
أطفال غزة يرتجفون من البرد ويحلمون بالدفء
وداخل خيمة في مدينة غزة، يجتمع 17 طفلا يتيما من عائلة واحدة، بعدما قتل آباؤهم وأمهاتهم بصواريخ وقذائف الحرب الإسرائيلية، ولم يعد لهم سوى جدهم المتعب وجدتهم التي تحاول رعايتهم رغم بلوغها السبعين من العمر، بينما تنخر الأمطار الباردة أجساد الأطفال الصغيرة، داخل خيمة لا تقيهم برد ورياح وأمطار الشتاء.
تقول النازحة أم سليم، جدة الأطفال الأيتام، لوكالة "سبوتنيك": "نعيش أكثر من 20 فردا في خيمة واحدة مهترئة، منهم 17حفيدا قتل آباؤهم وأمهاتهم خلال الحرب، أطفال ينهشهم البرد والمطر، وأكبرهم لا يتجاوز 14عام، والخيمة لا تقي المطر، فأقوم بوضع النايلون من خارجها، وكذلك أغطي به أحفادي علهم يشعرون ببعض الدفء، وجميع الفرشات والأغطية مبللة بالماء، ونعاني من كل شيء هنا".
وتضيف: "لا أستطيع رعاية أحفادي في هذا العمر في ظل هذه الظروف الصعبة، وقد تقتلع الرياح الخيمة خلال المنخفض القادم، وحتى بعد توقف الأمطار لوقت قصير لا تكون الحياة سهلة، وتأمين الطعام مشكلة لمثل هذه العائلة الكبيرة، ولذلك عندما ينفذ الطعام أضطر لحيلة مؤلمة، فأضع قدر الماء على النار لإيهامهم بتحضير وجبة طعام حتى يناموا".
وتغمر مياه الأمطار فرش ما تبقى من متاع النازحين، وتغرق مقتنياتهم المتبقية، وتواجه كثير من العائلات اقتلاع خيامهم، فيتشبثون بها في مواجهة الريح الشديدة، حتى لا يكون مصيرهم العراء بعد ذهابها أدراج الرياح، في ظل غياب بدائل حقيقية أو حلول عاجلة لتخفيف حجم الكارثة الإنسانية المستمرة والمتفاقمة في القطاع.
وداخل إحدى خيام النازحين في غزة، تقاوم النازحة ناديا محمود وحدها برد الشتاء والرياح العاتية وقد أنهكها التعب، وربطت أطراف الخيمة بأسياخ من الحديد جلبتها من بين ركام المنازل المدمرة، في محاولة لمواجهة قوة الرياح، وقبل الفجر تبدأ ناديا في إخراج المياه من خيمتها المتهالكة، حتى تتمكن العيش داخلها بعد غروب الشمس.
وتقول ناديا لـ "سبوتنيك": "وصلنا إلى مرحلة لا نستطيع فيها تحمل المزيد من المعاناة، لقد أنهكتنا الحرب وجاء الشتاء ليقضي على ما تبقى من قدرتنا على التحمل، خاصة خلال هذه الفترة تشهد منخفضات شديدة، ومنذ ساعات أحاول إخراج المياه من الخيمة، وأتمنى أن تصمد الخيمة في وجه الرياح، وقمت باستخدام أسياخ من الحديد متواجدة بين الركام لتثبيت الخيمة بما أملك من قوة، ووضعت أمتعتي وملابسي في زاوية الخيمة كي لا تقتلعها الرياح، وكما ترى تتسرب المياه إلى الخيمة طوال هطول الأمطار، ولا تتوفر خيام تصمد في فصل الشتاء أو شادر يمنع المطر من الدخول إلى الخيمة".
ولم يكن الشتاء حالة عابرة على سكان القطاع، بل فصلا جديدا من المعاناة فاقم معاناة الغزيين، وجعل صمودهم أمام اختبار جديد وقاس يضاف إلى الأوضاع المتفاقمة جراء الحرب، وبات المشهد في غزة مع نزول زخات المطر يقتصر على أطفال يرتجفون من البرد، ونساء يبحثن عن بطانية جافة، وكبار سن يواجهون البرد القارس بأجساد المتعبة، ورجال يتشبثون بخيامهم حتى لا تقتلعها رياح الشتاء العاتية.
وأما النازح رمزي جميل، فلم تعد أحلامه تذهب إلى البعيد، بل تقتصر على توفر شادر من البلاستيك يضعه على خيمته التي اخترقها الماء وأغرق الأغطية والأمتعة.
ويقول النازح رمزي لوكالة "سبوتنيك: "لقد أغرقت المياه الخيمة وما فيها من أمتعة وأغطية، ولا نعرف ماذا نفعل في ظل وضع غاية في الصعوبة، ولم تعد أحلامي تتجاوز حد الدفء داخل خيمة، وأحتاج إلى شادر أضعه على خيمتي وبعض الأغطية لتدفئة أطفالي، ولا أستطيع توفيرها".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا": "إن ما يقرب من 55 ألف عائلة تأثرت حتى الآن بالأمطار الأخيرة، في جميع أنحاء غزة، حيث تضررت ممتلكاتهم ومساكنهم أو دمرت جراء العاصفة المطرية".
وأفاد المكتب بأن العاصفة ألحقت أضرارا بعشرات المساحات الصديقة للأطفال، مما أدى إلى تعطيل أو تعليق الأنشطة المتعلقة بحماية الطفل، وأثر على ما يقرب من 30 ألف طفل في جميع أنحاء القطاع.
وحذرت منظمات طبية من انتشار الأوبئة، وخاصة الكوليرا وشلل الأطفال في أوساط النازحين في قطاع غزة، في ظل منع السلطات الإسرائيلية إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى القطاع، وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن فرقها في قطاع غزة سجلت معدلات مرتفعة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، مضيفة أنها تتوقع أن تزداد الحالات طوال فصل الشتاء.
وقال مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة بسام زقوت: "إن معدل هجوم الأمراض يبلغ 30%، في حين يبلغ تفشي التهاب الكبد الوبائي 70 ألف حالة، وسط مخاطر من تفشي الكوليرا وشلل الأطفال، ونقص الإمكانات الطبية يحول دون مكافحة الأوبئة الآخذة في الانتشار".
ويعاني قرابة 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة وفق تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من أوضاع إنسانية مأساوية وخطيرة، نتيجة انعدام مقومات الحياة، وصعوبة الحصول على المساعدات والمستلزمات الأساسية، ونقص الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع.