ما مصير المفاوضات بين واشنطن وطهران بعد وفاة رئيسي

يترقب العالم نتائج تحقيقات سقوط طائرة الرئيس الإيراني، ووفاة جميع ركابها، وما يمكن أن يترتب على الحادثة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين إيران وواشنطن.
Sputnik

ضمن التساؤلات المرتبطة بالحادثة، تتعلق بمسار المفاوضات التي كانت تجرى بين واشنطن وطهران في مسقط، ومصيرها بعد مقتل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية.

وتحطمت طائرة مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وعدد من المسؤولين في منطقة فرزكان شمال غربي إيران بعد ظهر الأحد، ما أدى لمقتل جميع ركابها.
وسيشغل النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، منصب رئيس الدولة لمدة 50 يومًا حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة ينظمها مجلس خاص.
خبير في الشأن الإقليمي لـ"سبوتنيك": كلما فقدت إيران شخصية قيادية كلما التف الشعب الإيراني حول نظامه
وقبل الحادثة بيوم، أكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، الأحد، إجراء محادثات غير مباشرة بين بلاده وواشنطن في سلطنة عمان.

مفاوضات ثنائية

وصرح مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، للصحفيين، بأن "هذه المفاوضات عملية مستمرة"، مضيفًا أن "المفاوضات لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة"، وفقا لوكالة أنباء "مهر" الإيرانية".
وجاء تصريح الدبلوماسي الإيراني، تعليقًا على المعلومات التي نشرتها تقارير أمريكية، حول إجراء اثنين من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، محادثات غير مباشرة مع مسؤولين إيرانيين في سلطنة عمان، الأسبوع الماضي، حول كيفية تجنب تصعيد الهجمات الإقليمية.
وتناولت المحادثات مجموعة من القضايا، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني وهجمات "أنصار الله"، على السفن الأمريكية في البحر الأحمر.

ما مصير المفاوضات؟

حول مصير المفاوضات بين البلدين، يقول فادي السيد المحلل السياسي الإيراني، إن المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران التي كانت تجرى في سلطنة عمان ستتوقف بعد مقتل الرئيس.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الفاجعة التي ألمت بإيران ستقف حجر عثرة أمام استئناف المفاوضات بين البلدين، خاصة الأولوية في الوقت الراهن تتمثل في ترتيبات مراسم دفن الرئيس، وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، واستكمال عمل الحكومة والعجلة السياسية.
ولفت إلى أن الحكومة الحالية غير مستعدة لاستكمال أي مفاوضات مع الجانب الأمريكي، بعد مقتل وزير الخارجية، حتى في حال تعيين وزير خارجية جديد.
انتخاب مهدي كرماني رئيسا لمجلس خبراء القيادة في إيران لمدة عامين

توقف المفاوضات

وأشار إلى أن إيران قد تترك المفاوضات لما بعد انتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة جديدة، مع الوضع في الاعتبار أن غياب الفريق الذي الأساسي الذي كان يتابع المفاوضات مع الجانب الأمريكي، وعلى رأسهم وزير الخارجية الراحل عبد اللهيان، يدفع نحو تأجيل المفاوضات لفترة طويلة.
ولفت إلى أن أي خطوة مقبلة تتوقف على ما إن كانت هناك أطراف دولية متورطة في مقتل الرئيس، وأنه حال إثبات التحقيقات تورط أي جهة إقليمية أو دولية، فإن العديد من المتغيرات يمكن أن تقع على مستوى المفاوضات والمنطقة برمتها.
في الإطار قال الدكتور زكريا حمودان مدير المؤسسة الوطنية للدراسات في لبنان، إن إيران دولة مؤسسات، ما يعني أن الاتفاقيات بين البلدين لن تتأثر.

نتائج التحقيقات

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الانتهاء من المفاوضات أو توقيع اتفاقيات استراتيجية، قد تكون ذات قيمة في نهاية عهد بايدن، ما يعني أنها لن تصل إلى نهايتها في خلال ولاية بايدن.
ولفت إلى أن استئناف المفاوضات أو توقفها يرتبط بنتائج التحقيقات، المتعلقة بسقوط الطائرة.
تجدر الإشارة إلى أن المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي، الموقّع بين إيران من جهة والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى ألمانيا من جهة أخرى، تعثرت بسبب عدم اتفاق أمريكا وإيران، على النص النهائي للاتفاق الذي قدمه الوسيط الأوروبي.
وتطالب إيران بإغلاق ملف "الادعاءات" للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن العثور على آثار مواد نووية في 3 مواقع إيرانية غير معلنة، تندرج ضمن مسألة الضمانات، التي تطالب بها طهران لضمان استمرارية الاتفاق.
وانسحبت أمريكا، في أيار/ مايو 2018، بشكل أحادي من الاتفاق، وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وردت طهران بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي، المنصوص عليها في الاتفاق.
مناقشة