أكد محمد عبد الواحد، الخبير العسكري والاستراتيجي، لوكالة "سبوتنيك"، إن مصر ترفض بشكل قاطع احتلال محور صلاح الدين لما ينطوي عليه ذلك من تهديد لأمنها القومي وتهديد لاتفاقية كامب ديفيد وملحقها الأمني.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي لمحور فيلادلفيا، يعزز أيضا سيناريو التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين عبر مصر، وهو أمر مرفوض أيضا من قبل مصر.
وأشار عبد الواحد إلى أن هناك في اتفاقية السلام بين البلدين آلية تسمى الآلية النشطة، وتعني أنه بالتفاهم بين الدولتين يمكن تحريك بعض القوات أو زيادتها حسب حاجة أمنها القومي وهو ما حدث مع مصر عقب أحداث 2011 .
ولفت عبد الواحد إلى أن ما يحدث الآن من احتلال لمحور فيلادلفيا لا ينطبق عليه هذه الآلية، لأن إسرائيل لم تنسق مع مصر كما يدّعي بذلك الجانب الإسرائيلي.
وقال إن هذه التطورات تستدعي سيناريو تجميد الاتفاقية كما تكفل ذلك اتفاقية فيينا لسنة 1969 المتعلقة بالاتفاقيات الدولية، والتي تنص على أنه في حالة تضرر أمن دولة ما القومي يحق لها أن تراجع الاتفاقية أو تجمدها تجميدا جزئيا أو كليا، مشيرًا إلى أن مصر هددت بذلك من خلال التهديد بتقليل التمثيل الدبلوماسي.
من جهته، قال المحلل السياسي جمال رائف، إنه يجب التثبت مما تقوله إسرائيل من سيطرتها على محور فيلادلفيا لأن مجريات الحرب يشوبها الضباب، مشيرًا إلى أن الإقليم مقبل على فوضى في ظل التهور الإسرائيلي، وأن هناك تصعيدا دبلوماسيا خشنا من القاهرة التي هددت بالانسحاب من المفاوضات.
وأضاف أن الدولة المصرية قادرة وبكافة أدواتها على الحفاظ على أمنها القومي، دون تبديد طاقتها في معارك جانبية، لافتًا إلى أن الخيار العسكري ربما يكون مستبعدا في هذه المرحلة.
إلى ذلك، قال هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، إنه ما دام هناك دعم أمريكي لإسرائيل فإن إسرائيل قادرة على مواصلة الحرب، مشيرًا إلى أن المواقف الأمريكية حتى الآن تسير في اتجاه الدعم المطلق لإسرائيل وبلا حدود.
وأشار جابر إلى أن احتلال فيلادلفيا لن يجر مصر إلى حرب مع إسرائيل، لافتًا إلى أن الضغوط الأمريكية من الممكن أن تلعب دورا في تهدئة الجبهة المصرية.
وأضاف جابر أن صورة النصر الذي تبحث عنه إسرائيل لم يتحقق لها من احتلالها محور صلاح الدين، ولم تحقق إسرائيل حتى الآن تحقيق أي منجز أو أي هدف معلن من هذه الحرب رغم كل المجازر.