ونشر بريك مقالا في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الخميس، أكد من خلاله أن هناك رغبة من مستوطني الشمال الإسرائيلي في العودة إلى حالة الهدوء التي سبقت السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنهم لا يدركون أن مواجهة "حزب الله" ستكون مدمرة على إسرائيل.
وحذر الجنرال إسحاق بريك، رئيس لجنة الشكاوى السابق في الجيش الإسرائيلي، من اتخاذ قرار سياسي بالهجوم على "حزب الله" اللبناني، باعتباره قرارا غير عقلاني وغير حكيم، مضيفًا أن كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، سيراهنون على مصير دولة إسرائيل في حال قيامهم بالهجوم على "حزب الله"، على حد قوله.
ولم يكتف الجنرال بريك بذلك، بل أوضح أن جيش بلاده ليس مستعدا لمهاجمة "حزب الله"، بعدما فشل أمام حركة حماس في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحزب اللبناني أقوى بمئات المرات من الحركة الفلسطينية، وهجومه على الجنوب اللبناني سيحول المنطقة إلى حرب إقليمية.
وشدد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد على أن غالانت وهاليفي ليسا مستعدين للاعتراف بضعف الجيش وعجزه، مطالبًا إياهما بتقديم استقالتهما لأن إسرائيل بحاجة إلى عامين لإعادة بناء الجيش.
ودعا إسحاق بريك إلى وقف جنون إقدام إسرائيل على مهاجمة حزب الله اللبناني لأنه سيكون قرارا كارثيا على بلاده، منوهًا إلى أنه من الأفضل قبول اقتراح الرئيس جو بايدن والخاص بوقف الحرب في قطاع غزة باعتباره سيجلب الهدوء إلى منطقة الشمال أيضا.
وفي السياق نفسه، ذكرت قناة إسرائيلية، أمس الأربعاء، أن هناك تقديرات إسرائيلية تفيد بأن الحرب مع "حزب الله" اللبناني، قد تندلع في الأسابيع المقبلة.
وأفادت القناة الـ14 الإسرائيلية، بأن "هناك تقديرات إسرائيلية تفيد بوصول نقطة الغليان مع "حزب الله" إلى أقصى ارتفاع لها، خاصة مع اتساع رقعة الحرائق في الشمال الإسرائيلي"، موضحةً أن "حالة التوتر المتزايد من قبل إسرائيل تجاه "حزب الله" اللبناني، تزداد يوما بعد يوم، خاصة وأنه لا تلوح في الأفق نقطة عودة للمستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطناتهم الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية".
ونقلت القناة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أنه في حال فرضت على بلادهم الحرب مع "حزب الله"، فإنه "من الأفضل البدء بها الآن، وليس في وقت لاحق"، بدعوى أن الجيش الإسرائيلي أكثر استعدادا في هذا التوقيت لتلك الحرب.
يأتي ذلك في أعقاب تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، أعلن فيها استعداد بلاده لعملية قوية للغاية على الحدود الشمالية، بحسب قوله.
وقال نتنياهو، خلال زيارته مستوطنة كريات شمونة، على الحدود اللبنانية، إن "من يظن أننا سنجلس مخطئ، ومن يظن أنه سيؤذينا وسنجلس مكتوفي الأيدي فقد أخطأ خطأ كبيراً. نحن مستعدون لنشاط مكثف في الشمال. بطريقة أو بأخرى سنعيد الأمن إلى الشمال".
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن "الحكومة الإسرائيلية قررت استدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافي استعدادا لأي تصعيد على جبهة لبنان".