"حماس" تدرس ونتنياهو يراوغ... ما إمكانية تحقيق خطة بايدن لوقف الحرب في غزة؟

وسط مراوغة إسرائيلية مستمرة لكسب الوقت، وإعلان أطراف من الحكومة عن رفضهم المطلق لبنودها، لا تزال خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لوقف الحرب في غزة، مطروحة للنقاش وسط مساع عربية ودولية لتمريرها.
Sputnik
وأعلن مصدر مصري رفيع المستوى، اليوم الخميس، أن لقاءات واتصالات مصرية مكثفة جرت، خلال الساعات الأخيرة، لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية"، عن المصدر، قوله إن "مصر تلقت إشارات إيجابية من حركة حماس، تشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار".
وأضاف أن "قيادات الحركة أبلغت بأنها تدرس بجدية وإيجابية مقترح الهدنة".
وأوضح أن "هناك تحركات مصرية مكثفة خلال الـ24 ساعة الماضية، وزيارات لوفود حركة فتح والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لاستعادة مسار المصالحة الفلسطينية".
مصر: رد "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار خلال أيام
ولفت المصدر إلى أن "هناك دعوة مصرية لقيادات حماس لزيارة القاهرة، ومناقشة كافة التفصيلات المتعلقة بالأوضاع الحالية".
كما كشف المصدر المصري أن "حماس ستقدم ردها بشأن مقترح الهدنة، خلال الأيام القادمة".

"مراوغة" إسرائيلية

اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري، والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن "نتنياهو يحاول شراء الوقت، وعدم الكشف عن إفلاسه، وهذا واضح من مراوغته وأكاذيبه حتى مع الراعي الأساسي لإسرائيل، والضامن لبقائها الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يكرر نفس ما قاله عن القاهرة، وهذه المرة عن واشنطن، زاعما أن أمريكا لم تقدم للأمم المتحدة ومجلس الأمن الورقة الإسرائيلية، وتم إدخال تعديلات عليها".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، نتنياهو يمارس أكاذيبه محاولا الضغط على "حماس" من خلال الوسطاء، للتملص من مطالب الشارع الضاغطة عليه، ومن تهديدات غانتس بالانسحاب، ملوحا بأن هناك أولوية طارئة، تتمثل في الشمال الذي اشتعل، وأن هناك ضرورة لإيجاد حل عاجل لهجمات "حزب الله" المتصاعدة، ويجب إرجاء الحديث عن الصفقة.
تقرير: السنوار أبلغ المفاوضين العرب شرطه لقبول وقف إطلاق النار في غزة
وأضاف أنور: "في المقابل، يمكن الحديث عن سيناريو موازي يتم إعداده من خلال موافقة أكبر حزبين حريديم (شاس ويهودات هتوراه) على صفقة التبادل في حال إعلانها، لا سيما وأنهما يملكان 20 مقعدًا في الكنيست، وفي هذا السياق يمكن لنتنياهو أن يهبط من الجدار، الذي تسلقه ويستجيب لصوت العقل، لكن في النهاية هذا الأمر يتعلق بالإرادة السياسية وحسابات شخصية ضيقة".
وأكد أن "الجانب الأمريكي لديه انتخابات حتى يناير القادم، ومجال المناورة محدود أمام الرئيس الأمريكي، لهذا ما يحدث اليوم غير مسبوق، بأن يتحدث بايدن، في عام الانتخابات عن ضرورة نزول الشارع الإسرائيلي عن الاحتجاج على من يريدون في الائتلاف الحكومي أن يحاربوا حتى ما لا نهاية".
وقال إن "هناك تغيرا في السياسات الأمريكية ومراجعات لكنها غير كافية، وإذا كان هناك إرادة كاملة يمكن بمكالمة هاتفية أن يتم حل هذه الأمور ورفع الغطاء السياسي عن إسرائيل في مجلس الأمن بالامتناع عن استخدام الفيتو لصالح إسرائيل، أو تأجيل شحنات الأسلحة ولو كان بشكل غير معلن، أو عبر إجراءات بيروقراطية".
نتنياهو: نخوض معركة صعبة على 3 جبهات ونواجه ضغوطا دولية

موقف "حماس"

من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، إن "المقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أكد أنه مقترح بالأصل إسرائيلي، لكن الغريب أن إسرائيل لم تعلن الموافقة عليه حتى الآن".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، "الإعلام العبري يشير إلى أن الرئيس الأمريكي استعجل في الإعلان عنه، ونتنياهو أبلغ حلفاؤه في الحكومة خاصة سموتريتش، وبن غفير، أنه لن يوافق على أي خطة تؤدي لوقف النار بشكل عام، ويقبل بتطبيق المرحلة الأولى من هذه الخطة فقط".
وأكد أن "حركة حماس التي قبلت من قبل ورقة الهدنة المصرية، طلبت أن تستلم الخطة كاملة لتدرسها، وستطلب ضامنين دوليين للاحتلال وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وتدرك الحركة أن بالخطة الأمريكية تحتوي على مطبات كثيرة".
ومضى، قائلًا: "لكنها تحاول أن تخرج من الضغط لإدراكها أن نتنياهو سيسقط هذه الخطة، ومن الذكاء أن توافق على الخطة الأمريكية لو حصلت على ضمانات بوقف الحرب بعد المرحلة الثانية من تنفيذ الخطة".
وكانت جولة جديدة من المحادثات قد بدأت، أمس الأربعاء، عندما التقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، بمسؤولين من قطر ومصر في الدوحة، لمناقشة الاقتراح الإسرائيلي الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأسبوع الماضي.
وزير الدفاع الإسرائيلي: المفاوضات مع حماس لن تتم إلا تحت النار... فيديو
وأوضح الرئيس الأمريكي حينها أن "المقترح أو الخطة التي طرحتها إسرائيل، تتكون من 3 مراحل، أولها وقف النار لـ6 أسابيع، وإطلاق سراح 30 أسيرا، ثم إطلاق الأسرى كافة في مرحلة ثانية مع انسحاب إسرائيلي من غزة وعودة النازحين. لتأتي بعدها المرحلة الثالثة التي تتعلق بإعادة الإعمار وحكم القطاع".
وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تعرضه لضغوط من الائتلاف الحكومي للإفصاح عن تفاصيل صفقة التبادل مع حركة حماس.
وقال نتنياهو، في تصريحات لأعضاء لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست"، إن "الادعاء أننا وافقنا على وقف إطلاق النار دون تحقيق شروطنا ليس صحيحا"، مؤكدًا أنه "تم الاتفاق في مجلس الحرب على عدم الإفصاح عن مسودة الصفقة".
وأوضح نتنياهو أنه بإمكان إسرائيل وقف الحرب لمدة 42 يوما فقط لاستعادة أسراها المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، بغير التنازل عما وصفه بـ "النصر المطلق".
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأسفرت حتى الآن، عن سقوط نحو 37 ألف قتيل ونحو 83 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.
مناقشة