وبحسب تصريحاته لـ"سبوتنيك"، فإن "هذا يعني أن نتنياهو أراد أن يجعل إدارة بايدن تعلن عن المبادرة لوقف إطلاق اطلاق النار من جانبها، وبالتالي محاولة منه لكسب ثقة واشنطن مجددا، بينما يبدو بصورة البطل وفي نفس الوقت تبدو أمريكا بصورة الدولة الضاغطة على نتنياهو لوقف النار، والضامنة لإسرائيل بتنفيذ الاتفاق".
ووفقا لشعث، فإن "إسرائيل ترغب في وضع الكرة في ملعب الطرف الفلسطيني "حماس" والفصائل، ظنا أن "حماس" سترفضها أو تضع بعض الملاحظات عليها، وبالتالي تكون هي المعرقل وتبدو كرافض للمبادرة، بينما يكتسب هو ثقة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي مجددا قبل إعلان موافقته عليها".
وأكد أن "نتنياهو أراد جسّ نبض الداخل، وخاصة أعضاء حكومته، وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وكذلك المعارضة الإسرائيلية بشكل عام، فإذا عارضتها حكومته كما حدث في تصريحات بن غفير وسموتريتش، فإن نتنياهو سيرفضها فورا، ويتهرب منها وكأنه ليس على علم بها".
وتابع الخبير الفلسطيني موضحا: "وهو بذلك يظهر لأمريكا أنه مستعد لوقف النار لكن حكومته ترفض ذلك، ولذلك نتنياهو يرفض وقف إطلاق النار أمام الجميع، خوفا من سقوط حكومته وخسارته بالانتخابات المبكرة المحتملة، فضلا عن ملاحقته القضائية على تهم الفساد".
وأشار إلى أن "نتنياهو يعرف جيدا أين سيكون مصيره، في حال موافقته على وقف النار الدائم".
وكانت جولة جديدة من المحادثات بدأت، يوم الأربعاء الماضي، عندما التقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي إيه"، وليام بيرنز، بمسؤولين من قطر ومصر في الدوحة، لمناقشة الاقتراح الإسرائيلي الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأسبوع الماضي.
وأوضح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حينها أن "المقترح أو الخطة التي طرحتها إسرائيل، تتكون من 3 مراحل، أولها وقف النار لـ6 أسابيع، وإطلاق سراح 30 أسيرا، ثم إطلاق الأسرى كافة في مرحلة ثانية مع انسحاب إسرائيلي من غزة وعودة النازحين. لتأتي بعدها المرحلة الثالثة التي تتعلق بإعادة الإعمار وحكم القطاع".
وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تعرضه لضغوط من الائتلاف الحكومي للإفصاح عن تفاصيل صفقة التبادل مع حركة "حماس".
وقال نتنياهو في تصريحات لأعضاء لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست"، إن "الادعاء أننا وافقنا على وقف إطلاق النار دون تحقيق شروطنا ليس صحيحا"، مؤكدا أنه "تم الاتفاق في مجلس الحرب على عدم الإفصاح عن مسودة الصفقة".
وأوضح نتنياهو أنه بإمكان إسرائيل وقف الحرب لمدة 42 يوما فقط لاستعادة أسراها المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، بغير التنازل عما وصفه بـ "النصر المطلق".
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأسفرت حتى الآن، عن سقوط نحو 37 ألف قتيل ونحو 83 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.