لماذا اضطرت "قسد" لتأجيل "انتخاباتها المحلية" شرقي سوريا

أعلنت "الإدارة الذاتية الكردية"، التي تعتبر الجناح الإداري لقوات "قسد" الموالية للجيش الأمريكي شرقي سوريا، عن تأجيل ما أسمته "انتخابات البلديات" التي كان من المقرر إجراؤها في 11 الشهر الجاري، إلى الشهر أغسطس/ آب المقبل، وجاء ذلك في بيان أصدرته ماتسمى "المفوضية العليا للانتخابات"، حيث أرجعت سبب التأجيل إلى مطالبات من قبل عدة أحزاب سياسية.
Sputnik
وجاء في نص البيان: "استجابة لمطالب الأحزاب والتحالفات السياسية المشاركة في العملية الانتخابية، وحرصاً على تنفيذ العملية الانتخابية بشكل ديمقراطي، قررت المفوضية العليا للانتخابات في إقليم شمال وشرق سوريا تأجيل موعد الانتخابات المزمع إجراؤها في الحادي عشر من الشهر الجاري إلى الشهر الثامن من العام الجاري شهر أغسطس، وجاء هذا التأجيل على خلفية المطالب التي وردت من قبل الأحزاب والتحالفات السياسية المشاركة في الانتخابات".
مقتل 4 مسلحين في غارة تركية على مقر لقوات "قسد" شرقي سوريا
يشار إلى أن "الإدارة الذاتية" كانت قد أعلنت عن إجراء انتخابات كانت مقررة في 11 من الشهر يونيو/ حزيران الجاري، ولاقت الكثير من الردود المعارضة والرافضة للانتخابات من قبل أبناء القبائل العربية والأحزاب السياسية الكردية في مناطق شمال وشرق سوريا، كما وجهت تركيا تهديدات مباشرة بشن عملية عسكرية في المنطقة في حال القيام بهذه الانتخابات، في حين لم تؤيد الولايات المتحدة الأمريكية اجراءها أيضاً.

رفض دولي

وأكد الكاتب والباحث السياسي، الدكتور فريد سعدون، من مدينة القامشلي شرقي سوريا في تصريح لــ "سبوتنيك" أن السبب الرئيسي لتأجيل الانتخابات للبلديات الذي كان من المقرر إقامتها في شمال وشمال شرق سوريا من قبل "الإدارة الذاتية" ليس كما أعلن ببيان "الإدارة" بل هو الرفض الأمريكي الواضح والقصف التركي وتهديده باجتياح عسكري جديد لمدن شرق سوريا ورفض الحكومة السورية القديم الجديد.
وتابع سعدون أن "فرض القرارات السيادية بشكل منفرد بعيدا عن باقي أطراف ومكونات وجغرافية سوريا، والتي هي بالأساس معنية بالشأن السوري عامة، وليس محافظة أو كانتون، لن ينجح، وسيعقد الأزمة أكثر".
وأضاف سعدون: "ما دمنا جزءا من سوريا فعلينا أن نعي أننا لسنا الوحيدين هنا نقرر مستقبل سوريا، وعلينا أن نكون جزءا من الحل ومشاركين فيه، لا أن نفرض حلولنا التي قد لا يوافق عليها شركاؤنا الآخرون.. من المستحسن أن نراهن على القواسم المشتركة".

رفض عشائري

في السياق، أعلن مجلس القبائل والعشائر السورية، معارضته لانتخابات المحلية لـ"قسد".
مقتل 3 مسلحين من "قسد" في قصف جوي تركي بالقرب من قاعدة أمريكية شرقي سوريا
وأكد شيخ مشايخ قبيلة (طي)، ضاري محمد الفارس، في تصريح لـ "سوتنيك" أن ما يجري هو محاولة فاشلة لتثبيت أمر واقع سياسي، وهؤلاء هم أدوات للولايات المتحدة تسعى من خلالهم لزرع الفتنة لكن هناك البعض ممن لا يملك الوعي السياسي الكافي ربما يسيرون في ركب ما يسمى "الإدارة الذاتية" التي أثبتت الأيام الماضية بأن مشروعها مرفوض حتى من داعميها في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع الفارس أنه بالنسبة للعشائر والقبائل العربية في الجزيرة السورية فهي ترفض هذه الخطوة وهناك شرذمة من "المتمشيخين" يسيرون مع "قسد" هم بالأصل أشخاص منبوذون ولا يمثلون إلا أنفسهم.

رفض سياسي

من جانبها، أدانت "هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة التي لها علاقات سياسية مع "مسد" دعوة ما تسمى "الإدارة الذاتية" وتحضيراتها لإجراء "انتخابات محلية" في مناطق خاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية – قسد" التي تهيمن على الإدارة، واعتبرت أن ذلك يتعدى على وحدة سورية أرضاً وشعباً.
غارات تركية لليوم الثالث على مواقع "قسد" شمالي وشرقي سوريا
وقالت "هيئة التنسيق" في بيان لها: "إننا ندين الدعوة والتحضير إلى انتخابات البلدية في شمال شرق سورية المستندة على "العقد الاجتماعي" المرفوض وطنياً، والذي يتعدى في حيثياته ونصوصه على وحدة سورية أرضاً وشعبا ويفرض تقسيمات إدارات حكم ذاتي من فوق إرادة الشعب السوري وقواه الوطنية".
بدورها، رأت الأمانة العامة "للمجلس الوطني الكردي المعارض" في سوريا أن اعتزام "الادارة الذاتية" إجراء انتخابات في بيئة غير محايدة ومحسومة النتائج، يكرس سلطة وهيمنة "قسد" والتي تستند إلى عقد اجتماعي مؤدلج، وتهدف إلى نسف الآخر.

موقف أمريكي واضح

وكان فيدانت باتيل، نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أكد عبر صفحة السفارة الأمريكية في سوريا على منصة "إكس"، أن أي انتخابات تجري في سوريا يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، كما يدعو إلى ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأضاف: "لا نعتقد أن الظروف الملائمة لمثل هذه الانتخابات متوفرة في شمال شرق سوريا في الوقت الحاضر".
مناقشة