القاهرة - سبوتنيك. وأفاد مصدر عسكري يمني لـ "سبوتنيك" بأن مقاتلين من "أنصار الله" شنوا قصفاً بقذائف الهاون على مواقع للجيش اليمني وقبليين موالين له في جبهة الزور غرب محافظة مأرب، مما أسفر عن مقتل 6 جنود وإصابة 8 آخرين من الجيش اليمني.
ولم يصدر تعليق فوري من جماعة "أنصار الله" بشأن القصف المنسوب لها.
يأتي القصف بعد أيام من اندلاع مواجهات بمختلف الأسلحة بينها الثقيلة بين القوات اليمنية المشتركة ومسلحين من "أنصار الله"، الذين هاجموا منطقة الجفرة في مديرية العبدية جنوب مأرب في 18 مايو الماضي، مما أسفر عن مقتل 3 جنود و5 من صفوف الجماعة، بينما أصيب 13 من الجانبين.
تعد مأرب مسرح الصراع الأعنف بين الجيش اليمني و"أنصار الله" منذ إطلاق الجماعة مطلع عام 2021 حملة للسيطرة على كامل محافظة مأرب وخاصة مركزها مدينة مأرب. تمكنت الجماعة من السيطرة على عدة مناطق في المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
تكتسب مدينة مأرب التي يسيطر عليها الجيش اليمني أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن، حيث تضم مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش اليمني، إضافة إلى حقول ومصفاة صافر وأكبر محطة لتوليد الكهرباء بالغاز في البلاد بقدرة 341 ميغاواط.
وفي 13 مايو الماضي، أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي، عن "القلق إزاء استمرار الأنشطة العسكرية في الضالع والحديدة ولحج ومأرب وصعدة وشبوة وتعز"، داعياً أطراف الصراع إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في أفعالهم وخطابهم خلال هذه المرحلة الهشة"، مؤكداً أن "الوصول إلى حل سلمي وعادل ما زال ممكناً".
يشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة في 2 أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
يعاني البلد العربي للسنة العاشرة على التوالي من صراع مستمر على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله"، مما تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
تسيطر جماعة "أنصار الله" منذ سبتمبر 2014 على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء. فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية في 26 مارس 2015 عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
أودت الحرب الدائرة في اليمن حتى أواخر 2021 بحياة 377 ألف شخص، وألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، بينما بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.