الحكومة اليمنية: اعتقال الموظفين الأمميين نتيجة مباشرة لتساهل المجتمع الدولي مع "أنصار الله"

أدانت الحكومة اليمنية، بأشد العبارات إقدام جماعة "أنصار الله"، على شن حملة اختطافات واسعة طالت العشرات من موظفي الأمم المتحدة والوكالات الأممية التابعة لها، ومكتب المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، وعدد من المنظمات الدولية.
Sputnik
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، إن ما قامت به جماعة "أنصار الله"، "تصعيد غير مسبوق، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية"، مشيرا إلى أن "مليشيا الحوثي سبق وأن قامت خلال الأعوام الماضية باختطاف العشرات من موظفي الأمم المتحدة، وإحدى عشر من موظفي السفارة الأمريكية لدى اليمن والوكالة الأمريكية للتنمية المحليين السابقين، والحاليين، واخفائهم قسرا في ظروف غامضة، ودون أن توجه لهم أي تهم، أو السماح لهم بمقابلة سرهم".
وأكد أن "هذه الأعمال الإرهابية هي نتيجة مباشرة لتساهل المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات التابعة في التعامل مع مليشيا الحوثي الإرهابية، وتدليلها، وغض الطرف المتواصل عن الجرائم والانتهاكات المروعة التي ترتكبها بحق اليمنيين منذ انقلابها الغاشم على الدولة، والذي دفعها للتمادي أكثر".
وجدد الإرياني، "الدعوة لبعثة الأمم المتحدة، وكافة الوكالات الأممية، والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها"، لنقل مقراتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، والمناطق المحررة"، مشيراً إلى أنه "حان الأوان لاتخاذ هذا الإجراء حفاظا على أرواح العاملين في تلك المكاتب في المقام الاول، وضمان المناخ الملائم لأداء مهامها الإنسانية، حيث يمكنها العمل بأمان وبشكل أكثر فعالية لخدمة المحتاجين وتقديم المساعدات الإنسانية دون تعرضها لمثل هذه المخاطر".
وطالب الإرياني، "المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن ومنظمات حقوق الإنسان، بمغادرة مربع الصمت المُخزي، وإصدار إدانة واضحة لهذه الممارسات الإجرامية، وممارسة ضغط حقيقي على مليشيا الحوثي لإطلاق المختطفين فورا، والكشف عن مصير كافة المخفيين قسرا في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية، ودعم الحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية".
"أنصار الله" تعلن مهاجمة هدف عسكري في إسرائيل بالصاروخ الباليستي الجديد "فلسطين"
وكانت الأمم المتحدة أكدت أن 11 من موظفيها محتجزون لدى جماعة "أنصار الله" في اليمن وطالبت بالإفراج غير المشروط عنهم.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إن "الحوثيين احتجزوا 11 موظفا أمميا محليا، يعملون في اليمن"، معربا عن قلقه البالغ بشأن تلك التطورات.
وأضاف: "نسعى للحصول على إيضاحات، من سلطات الحوثيين، بشأن ملابسات هذه الاحتجازات"، مشددا على أهمية ضمان الوصول الفوري لهؤلاء الموظفين، مشيرا إلى أنه "تجري المتابعة عبر جميع القنوات المتاحة، لتأمين الإفراج الآمن، عنهم جميعاً، دون أي شروط، في أقرب وقت ممكن".
وكانت وكالة الأنباء اليمنية، قد ذكرت في وقت سابق، أن جهاز الأمن التابع لـ"أنصار الله" "نفذ حملة مسلحة متزامنة استهدفت موظفين يمنيين يعملون لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية".
مقتل وإصابة 14 جنديا يمنيا إثر قصف منسوب لـ "أنصار الله" غرب محافظة مأرب
وأوضحت أن عددا من هؤلاء "تمت مداهمة منازلهم والتحقيق معهم داخلها ومصادرة هواتفهم وحواسيبهم قبل اقتيادهم على متن مركبات عسكرية إلى جهة مجهولة".
كما أدانت "بأشد العبارات هذا التصعيد الخطير الذي يشكل انتهاكا لامتيازات وحصانات موظفي الأمم المتحدة الممنوحة لهم بموجب القانون الدولي".
مناقشة