وقال البرغوثي، في حديثه لإذاعة "سبوتنيك": "قضايا أخرى قد تؤدي إلى انهيار الائتلاف الحكومي في إسرائيل، أهمها قضية تجنيد يهود الحريديم المتديّنين، وقطع التمويل عن المؤسسات الدينية".
وأضاف الخبير: "استقالة غانتس جاءت بعد عدم التجاوب مع تحذيراته ومطالبه، وعدم وضع نتنياهو خططا استراتيجية للتعامل مع الحرب في غزة، ومستقبل القطاع بعد انتهاء المعارك".
واوضح أن "عملية إنقاذ الأسرى الأربعة، الأسبوع الماضي، لم تشكل سببا يمنع غانتس من الاستقالة، فلا يزال هناك 120 رهينة بقبضة حركة حماس الفلسطينية، ومصيرهم مجهول حتى الساعة".
واستبعد الخبير أن "تكون استقالة غانتس استعراضية، فالزعيم الإسرائيلي يريد إنهاء الحرب لأنه على يقين بنتائجها المدمرة، كالانقسام الحاد في الشارع الإسرائيلي وتشويه صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي".
وأشار إلى أنه "من الصعب انضمام وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير إلى غانتس"، وأوضح أنّه "إذا شعر نتنياهو بأي ضغط من قبلهما قد يضطر إلى حل مجلس الحرب واللجوء إلى اللجان المختصة التي يديرها قادة المنظومة الأمنية، رؤساء الأركان والشاباك والموساد والأمن القومي".
الخبير البرغوثي الذي حذر من "زيادة الحكومة الإسرائيلية من وتيرة التشدد في التعامل مع الحرب في غزة"، توقّع أن "تستمر الحرب لسنوات، فهذا ما يريده نتنياهو للهروب من المحاسبة".
وأشار إلى أنّ "تقدير مدى تماسك الائتلاف الحكومي في إسرائيل أمر صعب"، مشيرًا إلى "وجود جهود أمريكية حثيثة لإقناع بعض أعضاء الكنيست بالانشقاق عنه".
وأضاف: "للموقف الأمريكي تأثير قوي في كل ما يتعلق بإسرائيل، فالإدارة الأمريكية حريصة على أمن الإسرائيليين، وتقوم بكل ما تقوم به من أجل حماية مصلحتهم وإنقاذهم من سياسات بنيامين نتنياهو".
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، يوم أمس، استقالته من مجلس الحرب الإسرائيلي، بعد اتهامه نتنياهو بسوء إدارة ملف الحرب في غزة.
وكان غانتس قد أمهل نتنياهو ثلاثة أسابيع لتغيير سياساته ووضع استراتيجية واضحة لمرحلة الحرب وما بعدها وإلا فأنه سيستقيل من مجلس الحرب.
وأكد غانتس أن الحرب ستستمر لسنوات وأنه لا يضمن انتصارا سهلا وسريعا، مضيفًا أن الانتصار الحقيقي يتمثل بإعادة المخطوفين، وأن النصر العسكري ليس كافيا، ولكن يجب الانتصار دبلوماسيا.
من جهته، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الوزير المستقيل في حكومة الحرب بيني غانتس، مؤكدًا أن إسرائيل في حرب وجودية على عدة جبهات.
وقال نتنياهو: "إن هذا ليس وقت الاستقالة من الحكومة بل وقت توحيد القوى"، وأكد مواصلة إسرائيل الحرب حتى تحقيق النصر والقضاء على حماس واستعادة المحتجزين.