وأشار بوتين إلى أن علاقات روسيا مع عدد من الدول الأوروبية تدهورت الآن، ولكن ليس بسبب خطأ روسيا، وقال بوتين: "إن الحملة الدعائية المناهضة لروسيا، والتي تشارك فيها شخصيات أوروبية رفيعة المستوى، مصحوبة بتكهنات بأن روسيا ستهاجم أوروبا، لقد تحدثت عن هذا عدة مرات، وليس هناك ما يمكن تكراره في هذه القاعة، ونحن جميعا نفهم أن هذا هراء مطلق، وهو المبرر الوحيد لسباق التسلح".
وأضاف بوتين، خلال لقائه مع قيادة وزارة الخارجية الروسية: "إذا أرادت أوروبا أن تبقى كأحد المراكز المستقلة للتنمية العالمية والأحزمة الثقافية والحضارية للكوكب، فمن دون شك يلزم أن تكون لها علاقة جيدة وودية مع روسيا، ونحن، الشيء الهام، مستعدون لذلك".
وأكد بوتين أن أنانية وغطرسة الدول الغربية أدت إلى الوضع الحالي، وقد اقترب العالم من نقطة اللاعودة.
وتابع بوتين: "إن الخطر على أوروبا لا يأتي من روسيا، فالتهديد الرئيسي للأوروبيين يكمن في الاعتماد الحاسم والمتزايد والذي يكاد يكون شبه كامل، على الولايات المتحدة في المجالات العسكرية والسياسية والتكنولوجية والأيديولوجية والمعلوماتية.. أوروبا تُدفع بشكل متزايد إلى هامش التنمية الاقتصادية العالمية، وتغرق في فوضى الهجرة وغيرها من المشاكل الحادة، وتُحرم من الذاتية الدولية والهوية الثقافية".
وفي تعليقه على التعددية القطبية قال بوتين: "على أساس الواقع السياسي والاقتصادي الجديد بالذات، تتشكل اليوم معالم نظام عالمي متعدد الأقطاب ومتعدد الأطراف، وهذه عملية موضوعية .. إن تأكيد مبادئ التعددية القطبية، والتعددية في الشؤون الدولية، بما في ذلك احترام القانون الدولي، والتمثيل الواسع .. يسمح لنا معاً بحل المشاكل الأكثر تعقيدا، وبناء علاقات متبادلة المنفعة".
وفي سياق متصل، أكد بوتين أن النظام الأمني الأوروأطلسي إنهار ولابد من إنشاء نظام جديد، وعلق قائلا: "أتيحت للمجتمع الدولي فرصة فريدة لبناء نظام موثوق وعادل في مجال الأمن. وهذا لا يتطلب الكثير، قدرة بسيطة على الإصغاء إلى آراء جميع الأطراف المعنية واستعداد متبادل لأخذها في الاعتبار... لقد أشرنا باستمرار إلى خطأ مسار الغرب... نحن نشهد انهيار الأمن الأوروبي الأطلسي. في الواقع، نحن بحاجة إلى إعادة إنشائه من جديد وصياغة معالم لأمن جديد في أوراسيا".
وفيما يتعلق بشأن الحل السلمي للأزمة الأوكرانية، اعتبر بوتين أنه من الطبيعي أن يتم اقتراح رفع العقوبات المفروضة على روسيا، وعلّق قائلا: "بالطبع، يجب ضمان حقوق وحريات ومصالح المواطنين الناطقين بالروسية في أوكرانيا بشكل كامل، ويجب وضع حقائق إقليمية جديدة، واعتبار شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول، وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه، كيانات في قوام روسيا الاتحادية".
وفي المستقبل، يجب تسجيل كل هذه الأحكام الأساسية في شكل اتفاقيات دولية أساسية. وبطبيعة الحال، فإن هذا يفترض أيضًا رفع جميع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
وقال بوتين إن روسيا تقدم اقتراح سلام حقيقي لحل الصراع في أوكرانيا، لكن إذا رفض الغرب وكييف، فسيكون ذلك مسؤوليتهم عن إراقة الدماء.
وقد أشارت موسكو مراراً وتكراراً إلى أنها مستعدة للمفاوضات، لكن كييف فرضت حظراً عليها على المستوى التشريعي. ويدعو الغرب روسيا إلى المفاوضات، التي تبدي موسكو استعدادها لها، ولكن في الوقت نفسه يتجاهل الغرب رفض كييف المستمر للدخول في حوار.
وفي وقت سابق، صرح الكرملين أنه لا توجد الآن أي متطلبات مسبقة لانتقال الوضع في أوكرانيا إلى الاتجاه السلمي، والأولوية المطلقة بالنسبة لروسيا هي تحقيق أهداف العملية الخاصة، في الوقت الحالي، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الوسائل العسكرية.