تطور لافت، مثله حزب “فوكس” الإسباني، بعد أن اتهم ألبرتو أسارتا، المتحدث الرسمي باسم الحزب، خلال جلسة برلمانية، المغرب بـ"عدم السعي لإيجاد حل مقبول لقضية الصحراء في إطار أممي"، وفق "هسبريس".
كما انتقد أسارتا، موقف بلاده الداعم لمخطط الحكم الذاتي الذي اعتبره “شخصيا وأحاديا”، والذي تؤيده بعض الدول وتتحفظ عليه أخرى.
ويمثل صعود اليمين المتطرف هاجسا، إذ يتوقع خبراء انعكاسات سلبية على مستوى علاقات العالم العربي والإسلامي بأوروبا، إثر تبني بعض الأحزاب رؤى عدائية للمنطقة العربية والدول الإسلامية، وكذلك قضايا المهاجرين.
وتمثل القضية نقطة خلاف وتلاقي بين المغرب والعديد من الدول، إذ يعتبرها مقياس العلاقات مع أي دولة، كما تعد أساس الخلاف بين المغرب والجزائر، إضافة لكونها تمثل الملف الأبرز في تباين وتوافق العلاقات مع الدول الأوروبية.
بشأن موقف حزب "فوكس" في إسبانيا، وتأثيره على قضية الصحراء، ومسار العلاقات بين إسبانيا والمغرب، قال البرلماني المغربي، نور الدين قربال، إن المغرب يحتفظ بعلاقات وشراكات مع الجميع، منها روسيا والولايات المتحدة والصين والعديد من الأطراف الدولية.
وتابع " هناك أكثر من 30 دولة افتتحت قنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة، في ظل مساندة كبيرة من الدول الفاعلة لمشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك" أن حزب "فوكس" الإسباني اليميني لا يمكنه القيام بأي خطوة من شأنها التأثير في القضية، لافتا إلى أن المغرب في طريقه لمأسسة العلاقات مع إسبانيا على كافة المستويات.
ويرى أن صعود اليمين المتطرف في أوروبا، جاء نتيجة ابتعاد الأنظمة الأوروبية عن خط العدالة وحقوق الإنسان، في حين أن اليمين المتطرف هو بمثابة "مشروع انتحاري"، إذ لا يمكن العيش معهم في ظل الأفكار المتطرفة التي يحملها اليمين المتطرف.
وأشار إلى أن المغرب لن يتعامل مع الدول التي تتبنى مواقف معادية للمغرب، كما جاء في الخطاب الملكي بشكل واضح في وقت سابق.
وشدد على أن المغرب ينوع شراكاته من أجل تعزيز تأمين حدوده وسيادته على كامل أراضيه، وبناء علاقات استراتيجية متوازنة.
يقول المحلل السياسي المغربي محمد الطيار، إن مواقف حزب "فوكس" ليست بالجديدة، إذ يتم استخدامه بين الحين والآخر، لزعزعة العلاقات بين المغرب وإسبانيا.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن صعود اليمين المتطرف في أوروبا لا يؤثر بقدر كبير على مستوى المواقف في قضية "الصحراء".
ولفت إلى أن اليسار داخل البرلمان الأوروبي هو الذي يتخذ مواقف معادية للمغرب في قضية الصحراء، على عكس اليمين في بعض الدول الذي كان يساند الطرح المغربي.
في الإطار قال الدكتور علي السرحاني، إن السياسة الإسبانية مع المغرب لا يمكن أن تتبدل، وأن حزب "فوكس"، يتحدث بهذه النبرة من أجل الانتخابات.
ولفت إلى أن هناك العديد من العوامل تحكم العلاقة بين إسبانيا والمغرب، منها الحدود ووجود أكبر جالية مغربية هناك، وكذلك فيما يتعلق بالجزر المحتلة.
وشدد على أن المغرب مستعد للتعامل مع أي سيناريوهات أو متغيرات، وفق الآليات التي تحكم العلاقة، خاصة أن الأمن القومي للمغرب بمثابة الأمن القومي لإسبانيا أيضا.
كما سأل الحزب، "فوكس" على لسان ممثلته في مجلس الشيوخ بالوما غوميز، الحكومة المركزية في مدريد إن كانت "تعتبر التسلح العسكري المغربي بمثابة تهديد محتمل للأمن الإسباني بالنظر إلى المطالبات المغربية باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية". مشيرة إلى توجيه الرباط نسبة 9 % من ناتجها المحلي الإجمالي نحو الإنفاق الدفاعي.