تأتي زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي لواشنطن في وقت لم تهدأ فيه بعد العاصفة التي أثارها فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انتقد فيه تأخر مبيعات الأسلحة الأمريكية لتل أبيب، ما أثار غضب البيت الأبيض.
وتستهدف الزيارة رأب الصدع الذي أحدثته انتقادات نتنياهو للولايات المتحدة حول تأخر الأسلحة الأمريكية، ومناقشة تطورات الحرب في غزة، واحتمالات نشوب حرب مع "حزب الله" في لبنان.
وفي حديثه لـ "سبوتنيك" قال خبير العلاقات الدولية، أحمد عبد المجيد، إن "إسرائيل وواشنطن تقفان في مفترق طرق بعد تصاعد التصريحات والاختلافات في الاتجاه بين ما تريده واشنطن من تهدئة للصراع ومحاولة التوصل لحلول، وبين ما تسعى إليه إسرائيل دائما من علمية التصعيد لاستقطاب مزيد من المساعدات والأسلحة وتأمين الجبهة الداخلية".
وأشار إلى أن كلا الجانبين يسعيان إلى هذه الأهداف دون النظر إلى ما سيترتب على هذا الصراع في المستقبل.
وأكد أن "نتنياهو يسعى إلى تثبيت وجوده بينما الإدارة الأمريكية تسعى لتهدئة الأوضاع والانتخابات الأمريكية".
وأوضح أن "نتنياهو سياسي مخضرم يعرف أنه في وضع يسمح له بهذه المواقف في ظل ضعف الإدارة الأمريكية، ولهذا فالموقف متوتر داخل الولايات المتحدة ويستغل هذه الورقة للحصول على مزيد من الأسلحة، وهو يدفع اليوم بزيارة غالانت لتؤكد هذه الزيارة إن إسرائيل لا تريد فقط مجرد الحصول على الأسلحة وإنما موقف سياسي أمريكي واضح بشأن المستقبل".
من جانبه، أكد الباحث السياسي، ميخائيل عوض أن "غالانت هو رجل واشنطن والبنتاغون في المؤسسة العسكرية والحكومة الإسرائيلية ومعروف أنه متناقض مع نتنياهو في رؤيته، وقد فرضته واشنطن في الحكومة رغم امتعاض نتنياهو نفسه".
وقال إنه "لا شك أن ذهاب غالانت إلى إدارته ومهلليه لوضعهم في صورة ما يجري في المنطقة، وتوضيح مخاطر واحتمالات أن يرتكب نتنياهو والثلاثي المتطرف حماقة إذا ما تحرش بلبنان، وفرض حرب وهو ما يعرفه غالانت وحذر منه باكرا".
وتوقع عوض أن "أحدا لن ينجح في رأب الصدع بين نتنياهو والإدارة الأمريكية، وهذا الخلاف بين بايدن ونتنياهو له أبعاد أخرى حيث يتحدث الكثيرون الآن عن أن نتنياهو حليف ترامب وعازم على مواصلة الحرب حتى الانتخابات، ويعتبرون أن جزءا من تطاوله على بايدن هو لتوظيفه في الانتخابات، لهذا فإن زيارة غالانت عمليا ليس لها هدف ولن تنجح في رأب الصدع".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي