وتقول وسائل إعلام، إن لبنان أطلق حملة دبلوماسية في مسعى إلى تجنب الحرب الواسعة في الجنوب، واتجه لبنان لتفعيل الحركة الدبلوماسية، في مسعى لتجنب توسعة الحرب، والطلب من الجهات الدولية الفاعلة الضغط على إسرائيل.
وقالت مصادر لبنانية مواكبة لتلك التحركات، إن لبنان يعول على المساعي الدبلوماسية لمنع تمدد الحرب التي قد تؤدي إلى توسع يشمل المنطقة، وفقا لـ"الشرق الأوسط".
وبدأ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بوحبيب، جولة خارجية؛ استهلها من بروكسل لإجراء مباحثات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، وينتقل بعدها إلى الولايات المتحدة حيث سيجتمع مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن، ومسؤولين أمميين في منظمة الأمم المتحدة بنيويورك. كذلك سيُجري زيارة رسمية إلى كندا يلتقي خلالها نظيرته الكندية.
وطرح البعض تساؤلات بشأن أهمية التحركات الحكومية اللبنانية، ومدى إمكانية أن تساهم في الحد من التوترات بالجنوب، ومنع الدخول في حرب شاملة بين "حزب الله" وإسرائيل.
رغبة إسرائيلية للتهدئة
من جانبه اعتبر أسامة وهبي، أن هناك جهودا دبلوماسية تبذل من أجل تجنيب البلاد هذه الحرب، والمنطقة كذلك، حيث إذا وقعت ستكون واسعة، وإيران قد تدخل بها، وأمريكا لن تقف مكتوفي الأيدي، كما أعلن بايدن بدعم إسرائيل بالسلاح.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك حاجة إسرائيلية لتجنيب المنطقة هذه الحرب، لأنها غارقة في رمال غزة وعاجزة عن إنجاز أي هدف من أهداف الحرب المعلنة، بالتالي الجيش الإسرائيلي منهك، الروح القتالية مفقودة، وهناك حالات انتحار في صفوف الجيش، وهذا الجيش المنهك الذي يحارب في غزة 9 أشهر، غير قادر على الدخول في حرب مع "حزب الله".
وأكد أن "إسرائيل تعلم جيدًا بأن حزب الله يملك تجهيزات جيدة ولديه جيش كبير من المقاتلين، وخبرة كبيرة، وموجود في بلد غير محاصر، ولديه عمق جغرافي وبنى تحتية وخطوط إمداد، وبنية متماسكة عسكرية وحاضنة شعبية وحكومة تدعم خياراته في هذه الحرب، فحزب الله لديه روح قتالية وجهوزية للقتال أكثر من الجيش الإسرائيلي".
وتابع: "بالتالي إبعاد الحرب عن المنطقة هي حاجة إسرائيلية، وهو ما يجعل الوصول لتسوية أمر وارد، وقد تثمر هذه الجهود في التوصل لاتفاق، خاصة أن أمريكا تحضر للانتخابات الرئاسية وبغنى عن هذه الحرب التي قد تشغلها عن أمور تراها أكثر جدوى، ولديها أولوية ومعركة ليست سهلة".
ويرى وهبي أنه على الرغم من كل التهديدات الإسرائيلية، هناك فرصة جدية للتوصل إلى تسوية تجنب المنطقة ولبنان وإسرائيل هذه الحرب، التي إذا اندلعت ستكون عنيقة ومدمرة جدا، ولها أبعاد إقليمية قد تؤدي لتوسع رقعتها في أكثر من دولة بالمنطقة.
إرادة دولية
اعتبر داوود رمال، المحلل السياسي اللبناني، أن المساعي الدبلوماسية التي تبذل على مستوى رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، أو وزير الخارجية هدفها عدم توسعة الحرب القائمة بالفعل في جنوب لبنان، في ظل المعطيات التي وصلت إلى لبنان مؤخرا عن نية إسرائيل بشن حرب واسعة على الجنوب.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يجب رفع الصوت على المستوى والإقليمي والدولي لوضعهما أمام مسؤولياتهم، خاصة أن النوايا الإسرائيلية واضحة ويبدو أن الرهان على وهن وضعف الجيش الإسرائيلي نتيجة الاستنزاف في قطاع غزة، لن يكون رادعا عن القيام بحرب واسعة على لبنان، باعتبار أن حسابات الجبهة الشمالية لدى إسرائيل، مختلفة عن الجبهة الجنوبية، كونها منذ العام 2006 وهي تتحضر لهذه المواجهة مع لبنان.
وأكد أن "الدبلوماسية اللبنانية بالجهود التي تبذل تلاقي تجاوبا لفظيا من قبل الدول الإقليمية القريبة والبعيدة، بينما ما يصل للبنان من معطيات تفيد بأن هناك تشجيعا من عدد لا بأس به من الدول لإسرائيل على شن حرب في لبنان تحت عنوان القضاء على حزب الله".
ويرى رمال بأن "نجاح أو فشل مساعي التهدئة ليست إرادة لبنانية، بل إرادة دولية، فهل المجتمع الدولي والدول التي تعمل تحت الطاولة تريد أن تتحول لقوة مانعة لتوسعة الحرب، أم أنها تشجع على شن هذه الحرب"، مضيفًا: "يمكن الاستنتاج أن الكثيرين يحبذون شن الحرب، وربما مستعدون لدعم إسرائيل في عمليتها تحت عنوان القضاء على حزب الله، كما دعموها في القضاء على فصائل المقاومة في قطاع غزة، الفشل والنجاح بيد المجتمع الدولي".
ويتواصل الاستهداف المتبادل في جنوب لبنان بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ أكثر من 8 أشهر، وتتوسع العمليات بشكل يومي على طول الحدود الجنوبية من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا، وأدت إلى الكثير من الأضرار بالبنية التحتية والأراضي والمزروعات، وهجّرت قرابة 90 ألف مواطن لبناني من القرى الحدودية إلى مناطق أكثر أمانا.
ولا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مستمرة منذ أكثر من 9 أشهر، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبب بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة.