ولليوم السادس على التوالي، تتواصل المعارك العنيفة في حي الشجاعية بمدينة غزة، بين القوات الإسرائيلية وفصائل المقاومة الفلسطينية، مما دفع عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار، وقام الجيش الإسرائيلي بحصار منازل المواطنين في شوارع مختلفة من حي الشجاعية الذي يتوغل به، وسط قصف صاروخي ومدفعي وإطلاق نار، وقد رصدت كاميرا "سبوتنيك"، الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على بعض أحياء الشجاعية.
ومن وسط الدمار، يقول الشاب صايل كايد، لوكالة "سبوتنيك" وهو يحاول التعرف على منزل عائلته الذي دُمر جراء القصف الإسرائيلي:
ويضيف: " لقد خرجت مع عائلتي من المنزل قبل تدميره بلحظات، خرجنا ولم نأخذ شيئا معنا، وقد قتل عدد من أقربائي وجيراني، ونزحنا تحت القصف، واليوم عدت كي أرى منزلنا، كي أجد ما نستفيد منه، لكن كما ترى كله مدمر، حتى أنني لم أتعرف عليه بسرعة، لقد تغيرت ملامح المنطقة وتحولت إلى كومة من الدمار".
ويعيش النازحون من
حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في مراكز إيواء تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وفي مدرسة فلسطين غرب مدينة غزة، يتواجد مئات النازحين دون طعام ولا ماء، وكثير منهم لم يستطع جلب شيء معه.
ويقول النازح عيسى عويص لـ "سبوتنيك": "كان القصف عنيفا جدا، وقد قتل جيراننا، وخرجت أبحث عن عائلتي ووجدتهم خرجوا قبل تدمير المنزل المكون من طابقين، وجئنا إلى مدرسة فلسطين، وهنا نعاني من نقص في كل شيء، فلا يوجد طعام ولا ماء، ولا أغطية، حيث ننام على الأرض".
ويصف النازح فادي العاصي أصعب مشهد مر في حياته عندما كان يحاول النجاة بنفسه، وسط القصف والدمار، ويقول:
ويضيف: "لقد قتل ثلاثة من أقربائي، وهدمت جميع منازلنا، واليوم نازحون غرب غزة، في مكان يفتقر لأبسط مقومات الحياة، فلا يوجد شيء هنا سوى مبنى، وغرف مدرسية، وربما يصل قريبا القصف إلى هنا، ونقتل جميعنا".
وأما النازح رفيق عبيد فيقول لوكالة "سبوتنيك:
"لقد بنيت بيتي وفي بداية الحرب دمر نصفه، ثم أعدت ترميمه، وعشت فيه، وبعد عودة القصف إلى الشجاعية دمر بالكامل، فكل شيء تبنيه في غزة بعد فترة يهدم، ونريد أن تتوقف الحرب".
وفي وقت سابق، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا): "
إنَّ ثمة مجاعة تلوح في الأفق مع إجبار 84 ألف شخص على النزوح من شرق مدينة غزة في غضون أيام، بسبب استمرار القتال الإسرائيلي العنيف خاصة في منطقة الشجاعية والذي تسبب بقطع الوصول إلى مركز رئيسي لتوزيع المساعدات".
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، وصفت المتحدثة باسم وكالة "الأونروا"، لويز ووتريدج، الدمار في المناطق المتضررة التي تمتد على نحو سبع كيلومترات مربعة بأنه "مروع"، مشيرة إلى أنَّ
معظم الناس فقدوا منازلهم بشكل جزئي أو كلي واضطروا إلى الفرار وليس بحوزتهم سوى القليل من الأمتعة التي يمكنهم حملها، مشيرة إلى أن الناس يأكلون أوراق الأشجار أو لا يحصلون إلا على الدقيق للبقاء على قيد الحياة.
وأكدت المسؤولة الأممية أنَّ استمرار العنف الإسرائيلي، حال دون أن تتمكن "الأونروا" من الوصول إلى مركز التوزيع التابع لها في
حي التفاح بمدينة غزة، بسبب قربه من خط المواجهة، وقالت "إنَّ الأونروا وزعت بالفعل المياه والطرود الغذائية والدقيق بهدف مساعدة النازحين"، مشيرة إلى استلام الوكالة بعض الوقود عبر السياج الذي يفصل غزة عن إسرائيل، حيث دخلت كمية محدودة من وقود الديزل إلى القطاع لتشغيل مولدات المستشفيات ومحطات تحلية المياه.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وفي اليوم الـ270 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 37,900 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 87,060 آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.