جاء إعلان التنظيم الإرهابي، فيما لم تصدر عن الجهات الأمنية في السلطنة أي بيانات بشأن الجهة، التي تقف وراء العملية الإرهابية، فيما تواصل الجهات المختصة في السلطنة التحقيقات بشأن العملية، التي أسفرت عن وفاة 5 أشخاص وأحد رجال الشرطة ومنفذي عملية إطلاق النار وإصابة 28 شخصا، وفق بيان الشرطة المحلية.
ويعد الهجوم الذي استهدف مسجدا، الأول من نوعه الذي تشهده السلطنة خلال السنوات الأخيرة، خاصة أنها بقيت بعيدة عن التجاذبات والصراعات الحاصلة في عدد من دول المنطقة.
وطرحت العملية العديد من التساؤلات من حيث التوقيت، وخاصة في الوقت الذي تتمسك فيه السلطنة بمواقف ثابتة وعلنية ومتقدمة بشأن القضية الفلسطينية، كما أنها تقوم بوساطة هامة لإعادة العلاقات بين إيران والبحرين، وظلت السلطنة بعيدة عن العديد من الصراعات العربية والأزمات التي انهكت العديد من الدول على مدار السنوات الماضية.
حول رسائل وأهداف العملية، قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد سلطان، إن "التنظيم الإرهابي "داعش" أسس استراتيجيته العالمية على ارتكاز وفكرة العداء للشيعة، وهو لا ينصب على المتواجدين في سوريا والعراق فقط، بل يمتد لجميع أنحاء العالم".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "التنظيم نفذ هجمات مشابهة في العديد من الدول، في حين أن الهجوم في السلطنة هو الأول من نوعه، والذي يريد أن يبعث برسالة مفادها أنه قادر على البقاء والتمدد، خاصة بعد أن تراجعت عملياته العام الماضي إلى نحو 50%، وفقا لوكالته الرسمية".
ولفت إلى أن "التنظيم، خلال سنواته الأخيرة، بعد تولي أبو حفص الهاشمي، بدأ يحرك بعض الخلايا في عديد من الدول، بما فيها الخلايا التي نفذت عملية سلطنة عمان".
ويرى سلطان أن "الهدف الثاني من وراء عملية التنظيم، التأكيد على فكرة العداء للشيعة، كما يؤكد العداء لليهود، وهو الإطار الذي جاء فيه الهجوم على سفارة إسرائيل في صربيا، في قوت سابق".
أما الهدف الثالث من وراء العملية، وفق سلطان، يتمثل في رسالة التنظيم بأنه "قادر على التوسع وتنفيذ عمليات، وأن زعيمه الحالي، قادر على تنفيذ عمليات في أي منطقة، وقادر على تجنيد خلايا وعناصر جديدة".
ويرى أن "التنظيم قد يسعى من وراء العملية لعدم إتمام التقارب بين إيران ودول المنطقة، وإشعال الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة"، مستبعدًا أن "يتحقق ذلك في سلطنة عمان التي عُرفت تاريخيا بالاستقرار والسلام، والانسجام بين مكونات الشعب العماني".
في الإطار، قال الكاتب والمحلل السياسي العماني خميس القطيطي، إن "السلطات في سلطنة عمان، لم تعلن بعد عن تفاصيل العملية وأسبابها ودوافعها حتى الآن، مع وجوب الإشارة إلى يقظة وقدرة رجال الأمن بشأن السيطرة على العملية بشكل سريع".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "المواقف العمانية في نصرة القضايا العادلة لها تكلفتها".
متابعا: "لا تعتقد تلك القوى المشغلة للإرهاب لأغراضها الخاصة الدنيئة أن تلك الأساليب القذرة والممارسات الخبيثة المشابهة للأعمال الإرهابية الصهيونية، أنها سوف تثني سلطنة عمان عن لعب دورها وأداء رسالتها واستمرار مواقفها الثابتة".
واستطرد القطيطي، بقوله: "للأسف بدلا من دعم المواقف المعززة للأمن والسلم الدولي، يتم زعزعة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وهذه الأعمال ترتد على كل من يقف خلف قوى الإرهاب في العالم".
وشدد على أن "موقف سلطنة عمان ثابت وأصيل في دعم القضية الفلسطينية، ولن تألو جهدا في سبيل رفع المعاناة عن الفلسطينيين ودعم هذه القضية المحورية العادلة حتى يتم استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، وفق قوله.
ونشر الحساب الرسمي للشيخ أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام للسلطنة، بيانا عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه: "ساءنا الحدث الذي وقع في الوادي الكبير بين إحدى الجاليات المقيمة في السلطنة".
وتابع: "مهما يكن من اختلاف بين فئات الأمة في الاعتقاد أو الشعائر الدينية؛ فإنه يجب ألا يؤدي إلى عدوان بعضهم على بعض، وأن تكون ديار التعبد والتوجه إلى الله تعالى خطا أحمر؛ ليسود الاحترام المتبادل بين الجميع".