وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن واشنطن ومنذ اللحظة الأولى من إعلان نيتها عن إنشاء ميناء أمريكي لإدخال مساعدات إنسانية، كانت لها أهداف ليست نبيلة وغير معلنة من وراء هذه الخطوة.
وأكد أن من بين هذه الأهداف، "أن تكون المساعدات الإغاثية للقطاع، غطاءً لشرعنة عمل القوات الأمريكية لاحقًا، وكذلك إظهار الإدارة الأمريكية بدور إنساني لمواجهة الرأي العام الأمريكي المناهض للحرب".
وأوضح أن فتح ممر بحري إلى قبرص كان الهدف منه تسهيل حركة نقل الأفراد وتهجيرهم طوعيًا عبر الميناء، ليكون بديلا عن معبر رفح البري، بعدما يتم إغلاق واحتلال رفح، مؤكدًا أن الميناء كان يهدف كذلك إلى عزل قطاع غزة وفصله تماما عن عمقه الفلسطيني والعربي، وإفشال أي جهد سياسي لحل الدولتين.
وتابع: "سعت واشنطن عبر هذا المشروع إلى مساعدة إسرائيل في الأنشطة الأمنية والاستخباراتية، وقد رأينا كيف ساعد الميناء في تنفيذ عملية معقدة، وإدخال قوات إسرائيلية عبر شاحنات إنسانية لتحرير سجناء إسرائيليين في مخيم النصيرات، وتهريبهم من الميناء مباشرة".
ويرى شعث أن إلغاء العمل بالميناء دليل فشل الإدارة الأمريكية في تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة، فقد سقطت شعبية بايدن ولم تسعفه كل الجهود الدبلوماسية والميناء وغيرها من استعادته شعبيته لدى المواطن الأمريكي من الحزب الديمقراطي.
وأشار إلى أن الميناء لم ينجح في أن يكون بديلا عن معبر رفح المصري، لأن قدرة المعبر في إدخال المساعدات تصل إلى 600 شاحنة يوميا، بينما الميناء لم يستطع إدخال 137 شاحنة في أسبوع ما يعني أنه لا يمكن أن يكون بديلا عن المعبر.
وقال إن فشل الميناء جاء بعد رفض الشعب الفلسطيني التعامل معه، وعدم الثقة بالإدارة الأمريكية مطلقًا، خاصة بعد إعلان السلطة الوطنية رفضها إقامة هذا الميناء، فيما لم ترغب الإدارة الأمريكية أن يصبح الميناء هدفا للمسلحين، خاصة بعد تورط قوات الميناء في المساعدة على تحرير السجناء الإسرائيليين.
وقبل يومين، أعلن مسؤول في القيادة المركزية الأمريكية، أنه سيتم تفكيك الرصيف الذي أقامه الجيش الأمريكي لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة وإعادته إلى الولايات المتحدة.
وقال الأدميرال براد كوبر، نائب القائد في القيادة المركزية الأمريكية، للصحفيين في مؤتمر صحفي في البنتاغون إن الرصيف حقق التأثير المقصود فيما أسماه "عملية غير مسبوقة".
وأضاف كوبر أن جهود توزيع المساعدات المنقولة بحرا في غزة ستتحول الآن إلى ميناء أشدود في إسرائيل، وفقا لـ"سكاي نيوز".
وتابع كوبر: "يشير تقييمنا إلى أن الرصيف المؤقت حقق أثره المنشود بزيادة كمية كبيرة جدا من المساعدات إلى غزة وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة بسرعة"، مضيفا أن قرابة 20 مليون رطل من المساعدات جرى إيصالها إلى غزة.
وتعاني جميع مناطق قطاع غزة أزمة كبيرة في المياه والغذاء، جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات أزمة الجوع التي يتخبط فيها سكان غزة مع استمرار الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أحكم الجيش الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، الذين يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.