وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن تنحّيه عن ترشّحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة في وقتٍ لاحق من هذا العام.
وقال بايدن، في بيان نشره عبر حسابه في منصة "إكس"، إنه "سيتحدث إلى الشعب الأمريكي في وقتٍ لاحق هذا الأسبوع بشأن قراره".
خطة أمريكية
اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن الانسحاب من سباق الانتخابات الأمريكية، لن يكون لها أي تأثير على الأوضاع في قطاع غزة، لا سيما فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الخطة التي نطق بها الرئيس بايدن من أجل وقف الحرب وإعادة تبادل الأسرى وقال إنها إسرائيلية في الأساس هي خطة الولايات المتحدة الأمريكية، ولن تتغير بتغير الرئيس الأمريكي، كما أن القرار رقم 2735 هو قرار أممي.
واستبعد أن تؤثر الخطوة التي اتخذها بايدن على سير المفاوضات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية من أجل وقف إطلاق النار، ولا على نتائجها المستقبلية.
وقال الرقب إن نتنياهو الذي يذهب إلى زيارة لواشنطن يتوعد قطاع غزة وفلسطين بالمزيد من الدماء، ما يعني أنه ليس هناك أي رؤية ستتغير تجاه هذا الملف بتنحي الرئيس بايدن.
الكيل بمكيالين
في السياق، أكد المحلل السياسي الفلسطيني، ثائر نوفل أبو عطيوي، أن انسحاب بايدن لن يكون لها تأثير بشكل عام على مسار مفاوضات الهدنة وصفقة تبادل الأسرى، لأن انسحابه أو استمراره أظهر الواقع أنهما واحد ولا اختلاف بينهما.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن المقترح المعدل الأخير بخصوص إبرام اتفاق الهدنة هو مقترح بايدن نفسه، وحتى اللحظة لم يستطع إنجازه أو جعل رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو أن يعطي مؤشرات إيجابية بالموافقة عليه.
وتابع: "لم يعد من المفيد أو الأهمية التعويل على الرئيس الأمريكي جو بايدن في إنجاز مقترح الهدنة الذي هو صاحبه، وهذا نظرا لتعامله بمكيالين مع الشأن الفلسطيني من جهة وانحيازه الواضح والصريح مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، الذي قدم لها ترسانة من الأسلحة المحرمة دوليا في حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر العاشر على التوالي".
ويرى أن بايدن لا يهتم برفع المعاناة والنكبة الإنسانية عن قطاع غزة، بل يتبع نهج التسويف والمماطلة والتهرب في أي مقترح أو قرار لصالح عدالة القضية الفلسطينية، حيث لم يقم بايدن بأي إنجاز يذكر منذ توليه الرئاسة على صعيد السياسية الخارجية المتعلقة بالشأن العربي والقضية الفلسطينية تحديدًا.
وقال إن الجولات المكوكية للمستشارين والمبعوثين الأمريكيين للمنطقة من أجل الدفع بمقترح الهدنة، والوصول لصفقة تبادل أسرى، كلها جولات لا تتعدى حدود العلاقات السياسية العامة والدبلوماسية، وهذا لعدم وجود أي تفاعل يذكر إيجابي يعطي مؤشرا على موافقة إسرائيل وقبولها لمقترح الهدنة.
ويعتقد أبو عطيوي أن أهمية ودور الوساطة العربية من مصر وقطر وكافة الدول العربية الداعمة للوصول إلى هدنة ووقف إطلاق نار دائم هو ما يعول عليه فلسطينيا، وكذلك التعويل على موقف العديد من دول العالم على المستوى الرسمي والشعبي الداعم لعدالة القضية والمطالب بوقف الحرب والعدوان على غزة.
وفي وقت سابق، صرح مسؤول أمني إسرائيلي، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اتهم رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بفرض مخطط الرئيس الأمريكي جو بايدن، عليه، ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤول أمني بارز، قوله إن "نتنياهو أوضح بأن مخططات الرئيس بايدن، قد فرضت عليه من قبل رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية".
وأشارت القناة على موقعها الإلكتروني إلى أن "نتنياهو يفرض شروطا على فريق التفاوض الإسرائيلي لن تقبل بها حركة حماس، وهو ما يعرقل إتمام صفقة تبادل الأسرى والرهائن والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة في قطاع غزة".
وفي السياق ذاته، أفادت تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، بأنه رغم مرور 9 أشهر كاملة على بدء الحرب على قطاع غزة، فإن حركة حماس لديها القدرة على إطلاق الصواريخ باتجاه مدينتي تل أبيب والقدس.
وذكر الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "واللا"، أنه "رغم مرور كل تلك الأيام والشهور، فإن حركة حماس لديها القدرة على إطلاق الصواريخ باتجاه مدينتي تل أبيب والقدس، رغم مقتل نحو 14 ألف عنصر من الحركة".
ونقل الموقع عن الجيش الإسرائيلي، قوله إنه "قُتل من عناصر حركة حماس نحو 14 ألف مقاتل، منهم 6 قادة ألوية و22 قائد كتيبة، و148 قائد سرية"، مضيفًا أن "هناك عنصرا مهما ما يزال بيد الحركة ويتمثل في الأنفاق، مع أن الجيش الإسرائيلي قد دمر عددا كبيرا منها في قطاع غزة".
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، ما أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 90 ألفا آخرين.