وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن الصين واحدة من القوى العالمية الكبرى، يمكن أن تجذب دعما دوليا للمبادرة، كونها تتوافق مع ما طالبت به محكمة العدل الدولية، وأيضًا الأمم المتحدة وغالبية المجتمع الدولي.
ويرى أبو بكر أن المبادرة تزيد من الضغط الدولي على الحكومة الإسرائيلية لوقف حربها على قطاع غزة، خاصة في ظل المعطيات المستجدة في المشهد السياسي الأمريكي والتوترات المتزايدة داخل إسرائيل وقناعة قادة الجيش الإسرائيلي بضرورة إنجاز الصفقة، معتبرًا أن كلها عوامل ضاغطة على نتنياهو الذي يعتبر هو وحلفاؤه من المتطرفين أمثال سموتريتش وبن غفير العائق الرئيسي أمام الصفقة، حيث يبدو أن نتنياهو قد وصل إلى مرحلة لا يمكن لسياساته الميكافيلية فيها أن تصمد وأن يطيل أمد الحرب أكثر.
ويعتقد المحلل الفلسطيني أن المبادرة الصينية تضيف بعداً جديداً لمعالم النقاش حول اليوم التالي للحرب، وهذا يشكل ضمانة وتعزيزاً للموقف الفلسطيني، وستشكل المبادرة الصينية بلا شك دعماً للمواقف السياسية الفلسطينية، ولكن الحصول على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة يبقى أمراً بعيد المنال في ظل وجود الفيتو الأمريكي بالانتظار دوماً.
ومضى قائلًا: "وهذا ما لم تؤد هذه المبادرة ومثيلاتها مستقبلاً إلى تغيير جوهري في مواقف المجتمع الدولي تجاه إسرائيل والولايات المتحدة أيضاً، التي ما زالت بالرغم مما يبدو من عدم رضا عن شخص نتنياهو، الداعم الأول والأكبر لإسرائيل على الأصعدة السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية، ولم تصل الدولة العميقة في الولايات المتحدة إلى قناعة بعد بضرورة حل الصراع، حيث أنها تعمل باستراتيجية إدارة الصراع".
أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، أن بكين اقترحت مبادرة من 3 خطوات للخروج من المأزق الحالي في غزة.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الصينية: "في 23 يوليو/ تموز 2024، حضر وزير الخارجية، وانغ يي، في بكين الحفل الختامي لمحادثات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وشهد توقيع 14 فصيلا فلسطينيا على إعلان بكين بشأن إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وبحسب البيان، أشار وانغ يي إلى أن "القضية الفلسطينية هي جوهر قضية الشرق الأوسط، وليس لدى الصين أبدا أي مصالح أنانية بشأن القضية الفلسطينية، وكانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين".
وأضاف البيان: "في الوقت الحاضر، يستمر الصراع في غزة، وتستمر آثاره في الانتشار، وهناك صراعات إقليمية متعددة مترابطة، وللمساعدة في الخروج من الصراع والمأزق الحالي، تقترح الصين مبادرة من ثلاث خطوات".
وتابع البيان: "الخطوة الأولى هي تحقيق وقف إطلاق نار شامل ودائم ومستدام في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإنقاذ على الأرض. وينبغي للمجتمع الدولي بناء المزيد من التآزر لإنهاء الأعمال العدائية وتحقيق وقف لإطلاق النار".
وأضاف: "الخطوة الثانية هي بذل جهود مشتركة نحو حكم غزة في مرحلة ما بعد الصراع بموجب مبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين". إن غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين، واستئناف عملية إعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع في أقرب وقت ممكن يشكل أولوية ملحة، ويتعين على المجتمع الدولي أن يدعم الفصائل الفلسطينية في تشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة وتحقيق الإدارة الفعالة لغزة والضفة الغربية".
وتابع: "الخطوة الثالثة هي مساعدة فلسطين على أن تصبح دولة عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة والشروع في تنفيذ حل الدولتين، ومن المهم دعم عقد مؤتمر سلام دولي واسع النطاق وأكثر موثوقية وفعالية لوضع جدول زمني وخريطة طريق لحل الدولتين".
وأوضح البيان أن "وقف إطلاق النار والإنقاذ الإنساني يعتبر من الأولويات الملحة. "الفلسطينيون يحكمون فلسطين" هو المبدأ الأساسي للحكم في غزة بعد الصراع".
وأكد البيان أن "حل الدولتين هو الطريق الأساسي للمضي قدما. وينبغي للمجتمع الدولي أن يدعم الأطراف في اتخاذ الخطوات الثلاث بجدية حقيقية".
وفي وقت سابق من اليوم، وقعت الفصائل الفلسطينية إعلانا في بكين، لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، حسبما ذكر مراسل "سبوتنيك".
وحضر وزير الخارجية الصيني وانغ يي مراسم التوقيع.
وأفاد حينها التلفزيون الصيني، أن قادة من حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين سيلتقون مع الصحفيين في بكين بحضور وزير الخارجية الصيني.