ويرى المراقبون أن التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، ينعكس على مفاوضات تبادل الأسرى مع "حماس"، ويعرقل إمكانية التوصل لحل سياسي يفضي إلى وقف الحرب على القطاع.
وزادت حدة التوتر بين "حزب الله" وإسرائيل، في أعقاب حادث مجدل شمس، ووعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لموقع سقوط الصاروخ في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة، بأن يكون "الرد قاسياً"، بحسب قوله.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن "حزب الله" سيدفع ثمنا غير مسبوق"، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن "حزب الله اللبناني سيواجه عواقب هجومه المميت على مجدل شمس، حتى مع إنكاره السخيف".
ووسط التهديدات الإسرائيلية، حذّر وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، من أن "شن حرب على لبنان سيكون مدمرا للجميع وليس فقط للبنان"، مشيرًا إلى أن الحكومة اللبنانية "طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية حثّ إسرائيل على ضبط النفس".
انعكاسات سياسية
اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن "تصاعد التوتر في جنوب لبنان قد يؤخر عقد صفقة تبادل الأسرى، ويعطل وقف الحرب في غزة، بسبب انعكاساته، فيما يكون هذا التوتر أحيانا مضبوطا وله إيقاع ضمن خطوط حمر مدروسة يتم الاتفاق عليها وضبطها عبر الأطراف المتنازعة واتصالات سرية واجتماعات تنظم هذا الوضع لمنع وصوله إلى حالة حرب شاملة مدمرة يخشاها الجميع".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، طالما هذا التوتر مستمرا يبقى وقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي لتبادل الأسرى مؤجلا، لكن التصعيد كذلك يفتح الباب أمام تسويات، ويؤكد على ضرورة التوصل لصفقة حتى لا يتم استمرار هذا التوتر وصولا للحرب الشاملة، بحسب قوله.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، طالما هذا التوتر مستمرا يبقى وقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي لتبادل الأسرى مؤجلا، لكن التصعيد كذلك يفتح الباب أمام تسويات، ويؤكد على ضرورة التوصل لصفقة حتى لا يتم استمرار هذا التوتر وصولا للحرب الشاملة، بحسب قوله.
وأكد أن "التصعيد ربما يفرض الوصول لحل سياسي أو وقف إطلاق النار تمهيدا لصفقة سياسية تؤدي إلى تبادل الأسرى ووقف الحرب، بمعنى أن التوتر له وجهان، الأول ربما يسّرع الحلول السياسية وعقد هدنة وقف الحرب وتبادل الأسرى، وأحيانا يمكن أن يؤدي إلى حذر أو خوف من توسيع الحرب، ولكل شكل أسباب ومبررات مرهونة بالنتائج ودلالات المواجهة".
ويرى أن "الحروب أحيانا قد تنزلق من حيث لا تدري إلى حرب شاملة، وأحيانا أخرى تكون هي المحفز لعقد تسويات وصفقات تؤدي للحلول"، مؤكدًا أن "ما يحصل الآن في لبنان يحتمل الوجهان، وهناك سباق ما بين التصعيد والحلول الجزئية التي تمهد لتسوية سياسية".
حرب إقليمية
في السياق، قال المحلل السياسي الفلسطيني، ثائر نوفل أبو عطيوي، إن "حالة الاشتباك والتصعيد على الجبهة الشمالية بين "حزب الله" وإسرائيل سوف تؤثر على إبرام صفقة التبادل ووقف الحرب والعدوان في قطاع غزة، هذا بعد هجوم مجدل شمس الذي أعلن"حزب الله" عدم مسؤوليته عن الهجوم، وكذلك نفي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، علاقة "حزب الله" أو لبنان بشكل عام المسؤولية عن الهجوم".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، حالة الاشتباك والتصعيد المرتقبة على الحدود الشمالية اللبنانية بين إسرائيل و"حزب الله" ستؤثر على المنطقة بأكملها، وهذا لتداعيات الانزلاق نحو هاوية حرب إقليمية إذا لم تتم السيطرة على الأوضاع لمنع التصعيد وخصوصا من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وخصوصا فرنسا، لما لها علاقات منفتحة مع لبنان وإسرائيل، بحسب قوله.
ويرى أنه "من المحتمل كذلك أن يكون الرد الإسرائيلي على هجوم مجدل شمس ردا يقتصر على عملية محدودة ومحددة الهدف، وهذا احتمال قائم، نظرا لاستمرار الحرب المستمرة على قطاع غزة، للشهر العاشر على التوالي، لأن إسرائيل لا تحبذ خوض الحرب على أكثر من جبهة في وقت واحد".
وأشار إلى أن "الأصوات العربية والعالمية التي تطالب إسرائيل بعدم توسيع رقعة الرد والصراع خوفا من الانزلاق لمواجهة مفتوحة تؤدي لحرب إقليمية، تدرك جيدا تلك الأصوات عبر تصريحاتها الإعلامية أنه لابد من ضبط النفس والتمسك بخيار محدودية الرد وعدم اتساعه، لأن الواقع الإقليمي لا يتحمل حروبا أخرى في ظل استمرار الحرب والعدوان المتواصل للشهر العاشر على التوالي على قطاع غزة".
وتابع: "الرد الإسرائيلي على هجوم مجدل شمس إذا كان غير محدود ومحدد الهدف، سيفتح باب المواجهة والتصعيد على الجبهة الشمالية اللبنانية وحينها لن يكون بمقدور أي أحد أن يتوقع طبيعة الحرب وكيفية توقفها وانتزاع فتيلها".
وقال إنه "من المؤكد والطبيعي أن يؤثر التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل على الحدود الشمالية على سير مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، ومن الطبيعي أنه في حالة استمرار التصعيد على الجبهة اللبنانية أن تتوقف جهود الوسطاء ومفاوضات صفقة التبادل، لأن الهدوء على كافة الجبهات مع إسرائيل مطلوب وشيء أساسي من أجل إنجاز صفقة التبادل".
وبين عطيوي أن "الأمور والأوضاع على الجبهة الشمالية قاب قوسين أو أدنى للتصعيد الذي سيؤدي لمواجهة مفتوحة وحرب في حال إذا لم تتم السيطرة على الأمور والتدخل العاجل والفعال من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لمنع إسرائيل القيام بالرد التصعيدي الذي يوتر الأوضاع أكثر مع حزب اللهط.
وأنهى حديثه قائلًا: "أصبح من الواضح على صعيد المفاوضات وصفقة التبادل أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موقف الهروب الدائم والانسحاب بشكل متعمد من أي تعهد يؤدي إلى انفراج الأزمة والوصول لصفقة تبادل تؤدي إلى وقف إطلاق النار الدائم والحرب بشكل نهائي على غزة، والمطلوب عربيا ودوليا ومن الوسطاء في القاهرة والدوحة الضغط أكثر من أجل إنجاز ونجاح الصفقة، لأنه لم يعد هناك أي مبررات للرفض من نتنياهو بعد التعديلات العديدة التي طالب بها على مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن لصفقة التبادل".
وأسفرت حادثة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 30 آخرين، حيث وجّه فيها الجيش الإسرائيلي أصابع الاتهام إلى "حزب الله"، في حين نفى الحزب نفيا قاطعا الأمر.
وتوعدت إسرائيل بالرد، فيما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى عقد مجلس الوزراء على الفور وإعلان الحرب في جبهة شمال البلاد على الفور.