ويقبع في السجن أبرز قيادات الحركة من بينهم رئيس الحركة راشد الغنوشي وأمينها العام العجمي الوريمي وعضو مجلس الشورى محمد الغنودي والناشط الشبابي بالحركة مصعب الغربي بتهم متعددة أبرزها "التآمر على أمن الدولة والتخابر الأجنبي".
وبينما يرى العديد من المتابعين للشأن السياسي أن حركة النهضة انتهت من الساحة السياسية تؤكد الحركة بأنها لا تزال ثابتة وتمتلك القدرة على تحريك الشارع.
حركة النهضة انتهت بالديمقراطية
ويرى المحلل السياسي عبد الواحد اليحياوي، أن حركة النهضة والإسلام السياسي لم تعد لهما مكانة سياسية في البلاد وأن نهايتهم كانت بالديمقراطية وليس بالاستبداد أو بعملية الاقصاء قائلا :"السياسة التي اعتمدتها حركة النهضة في النهاية لا تتماشى ما يحتاجه التونسيون".
ويضيف اليحياوي لـ "سبوتنيك": "فترة الانتقال الديمقراطي هي من جعلت الساحة السياسية مكشوفة ليتضح أن الإسلام السياسي عاجز عن بناء دولة ".
ويعتبر الناشط السياسي أن الحركة تعيش اليوم حالة من الضعف والفشل بفقدانها أغلب الأوراق السياسية التي كانت بيدها خاصة بعد تداول أنباء عن وجود نوايا لحل الحزب أو تجميد نشاطه على خلفية الملف القضائي المعروف باسم "الجهاز السري".
وتابع: "الإسلام السياسي وحتى في فترة نجاحه بعد الثورة واجه صعوبات في طريقة الحكم، لأن طبيعة بنيته الفكرية والعقائدية جعلته في تناقض مع الدولة ولذلك واجهت الحركة رفضا من داخل الدولة نفسها."
ويرى اليحياوي أن حركة النهضة والإسلام السياسي عموما لا يمتلك آليات البقاء في المشهد السياسي وليس له برامج للحكم ولا المقبولية لدى الشعب التونسي.
ولفت عبد الواحد اليحياوي إلى أن صعود حركة النهضة إلى الحكم بعد ثورة 2011 كانت تجربة مقترنة بأخطاء أولها أن الحركة كانت مبنية على الخلط بين السياسي والديني.
حركة النهضة فقدت شعبيتها
ويعتقد المحلل السياسي باسل ترجمان، أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي هو المتسبب في إنهاء الحركة من المشهد السياسي.
وقال ترجمان لـ "سبوتنيك": "بالعودة إلى سنة 2011 صوت مليونان لحركة النهضة في المجلس التأسيسي، وهذا العدد تقلص في المحطات الانتخابية الماضية التي عاشتها البلاد لأن الشعب التونسي اكتشف حقيقة خطاب هذه الحركة الذي لا علاقة له بالدين."
وإعتبر ترجمان أن رئيس الحركة راشد الغنوشي هو من دمر النهضة وحولها إلى "حديقة خلفية" له ولعائلته.
وحول ما إذا كان للحركة تأثير شعبي على الساحة السياسية خاصة مع بداية تقديم الترشحات للانتخابات الرئاسية، أفاد محدثنا بأن "حركة النهضة التي استطاعت أن تجمع في شارع محمد الخامس أكثر من خمسين ألف شخص بعد 2011 أصبحت عاجزة اليوم عن تجميع 50 شخصا أمام المسرح البلدي بالعاصمة تونس " .
الإيقافات لن تعيق الحركة
على الطرف المقابل، يرفض القيادي في حركة النهضة بلقاسم حسن، الحديث عن فرضية انتهاء الحركة سياسيا، معتبرا في تصريح لـ "سبوتنيك" أن الايقافات الأخيرة التي شملت أبرز قيادات حركة النهضة هي "ضريبة موقف أبناء الحركة من الوضع العام في البلاد".
ويضيف: "هذه الإيقافات والاتهامات لا تعيق حركة النهضة ولن تؤثر على وزنها السياسي. فالحركة تجتمع بهياكلها بصفة دورية وتعبر عن موقفها الرافض للانتهاكات التي يتعرض لها أعضاؤها".
ويشير القيادي في حركة النهضة إلى أن الحركة لم تختف من الشارع التونسي وهي موجودة من خلال مشاركتها في مسيرات ضمن جبهة الخلاص الوطني المعارضة للتعبير عن موقفها من الايقافات السياسية والوضع العام بالبلاد .
ويرى بلقاسم حسن أن الإيقافات السياسية لقيادات حركة النهضة لم تضعف الحركة بل جعلتها أقوى من خلال التعاطف الشعبي والوطني والديمقراطي الذي كسبته من أغلب أبناء الشعب.
من جانبه، يرى المحلل السياسي محمد ذويب في تعليق لـ "سبوتنيك"، أن حركة النهضة مازالت تمتلك قاعدة شعبية وقادرة على التأثير على المشهد السياسي، خاصة وأنها مدعومة من بعض الشخصيات ذات الثقل.