اغتيال هنية... ما المعادلات الجديدة التي يفرضها على المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"؟

جاءت عملية اغتيال القيادي في حركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، لتنذر بمرحلة جديدة من الصراع يصعب معها التوصل إلى صفقة قريبة لتبادل الأسرى أو لوقف الحرب على قطاع غزة.
Sputnik
ويرى مراقبون أن هذه العملية الإسرائيلية ستفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع لا يمكن معها التوصل لتسوية سياسية على المدى القريب، مؤكدين أن "المقاومة الفلسطينية سيكون لها رد على اغتيال هنية".
وكانت حركة حماس وإيران، قد أعلنتا صباح اليوم الأربعاء، اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، عقب مشاركته بحفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وحمّلت الحركة إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية مقتل هنية وقالت إن الهجوم لن يمر دون رد.
وزير الخارجية القطري: كيف تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه؟

"إفلاس" نتنياهو

اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن "اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، دليل على إفلاس حكومة نتنياهو على المستويين السياسي والعسكري".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، عملية الاغتيال هذه سيكون لها استحقاقات ودلالات واضحة، بأن نتنياهو "لا يريد إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، ولا يرغب في إنهاء هذه الحرب"، بحسب قوله.
وأكد أن "نتنياهو قام بهذه العملية لضمان استمرار الحرب ومن أجل إطالة عمره السياسي على رأس هذه الحكومة الفاشية المتطرفة لضمان عدم محاكمته في قضايا الفساد أو الإطاحة به سياسيا".
ويعتقد كنعان أن "إيران لا يمكنها الصمت على عملية اغتيال إسماعيل هنية، على أرضها وفي بلادها، وسيكون لها رد على إسرائيل في هذا الصدد".
الصفدي لبلينكن: اغتيال هنية جريمة نكراء وتصعيد خطير

رد فلسطيني

بدوره، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، إن "عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل، وقتلت خلالها فؤاد شكر، في لبنان، وإسماعيل هنية، في طهران، نوعية وجريئة".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، تمثل العملية استهدافا مباشرا إلى عاصمتين هما "محور المقاومة"، وهي تعبر عن "جرأة كبيرة لدى نتنياهو وإسرائيل"، ومن الواضح أن "نتنياهو أخذ الضوء الأخضر الأمريكي لتنفيذ ذلك خلال، زيارته الأخيرة".
وفيما يتعلق بالرد، قال إنه "لا يتوقع ردا قويا من حزب الله أو طهران، حيث كانت هناك تجارب سابقة مع إيران، سواء اغتيال قاسم سليماني، أو استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا، وكان الرد ضعيفًا، والمسيرات التي ذهبت لإسرائيل كانت دعائية أكثر منها تفجيرية".
وأوضح أن "هناك خللا أمنيا حدث في طهران، وإلا فكيف تمكن الاحتلال من الوصول إلى هنية في قلب طهران، وهو السؤال الذي يجب أن تجيب عليه القيادة الإيرانية".
الكرملين يعلق على مقتل هنية
ويرى الرقب أنه "من سيتحمل وزر الرد فقط المقاومة الفلسطينية وهي ستأخذ على عاتقها الرد على هذه الجرائم، رغم محدودية الإمكانيات الآن، بعد 10 أشهر من الحرب وحصار المقاومة في الضفة، لكن ليس لها أي سبيل سوى أن تحاول إيجاد الرد المؤلم على إسرائيل".
وفيما يتعلق بمفاوضات تبادل الأسرى، يعتقد أنها "ستشهد فترة توقف، وقد تتأخر حتى بعد الانتخابات الأمريكية، وهو ما يريده نتنياهو، بأن يكون هناك 4 أو 5 أشهر قبل التوصل لاتفاق وانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية وانعكاساتها على المعارك في المنطقة بشكل كامل".
وأنهى الرقب حديثه، قائلا: "لا أتوقع اتساع دائرة الحرب في المنطقة ضد إسرائيل، والرد الإيراني و"حزب الله" سيكون محدودا".

أزمة جديدة

بدوره، قال المحلل السياسي الفلسطيني، شرحبيل الغريب، إن "ما فشلت به إسرائيل على مدار عشرة أشهر تحاول تحقيقه في الخارج عبر تنفيذ سلسلة اغتيالات".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، ما نراه خلال الـ48 الساعة الماضية هو حصاد زيارة نتنياهو إلى واشنطن، من تنسيق الاغتيالات بين إسرائيل وأمريكا لتمرير اتفاق في غزة لإعلان النصر المطلق، الذي فشل في تحقيقه بغزة على مدار الأشهر الماضية، بحسب قوله.
الإذاعة الإسرائيلية: لن تكون هناك مشكلة في إيجاد بديل عن إسماعيل هنية من داخل "حماس"
ويعتقد الغريب أن "مفاوضات صفقة تبادل الأسرى دخلت في أزمة وقد تتعقد بسبب اغتيال هنية، الذي كان مرتكزا مهمًا في المعادلة".
أما عن الرد الإيراني، يرى الغريب أن "اغتيال الضاحية الجنوبية - طهران، يفرض على محور المقاومة خيار الحرب والمواجهة في الرد على المعادلات الجديدة، التي يريد نتنياهو فرضها في المنطقة، وقد نشهد ردا عاليا وكبيرا خلال أيام قليلة مقبلة، فطبيعة الاغتيالات تفرض ذلك بشدة".
وكانت إسرائيل قد أعلنت، أمس الثلاثاء، اغتيال القيادي البارز في "حزب الله"، فؤاد شكر، إثر غارة جوية استهدفت مبنى سكنيا في العاصمة اللبنانية بيروت، بينما قال الحزب إنه ينتظر رفع الأنقاض لتحديد مصيره.
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
مناقشة