وقال سامي أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج، إن "اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأخ إسماعيل هنية هو تصعيد كبير يهدف إلى كسر إرادة (حماس) والشعب الفلسطيني، وتحقيق أهداف وهمية، نحن نؤكد أن هذا التصعيد سيفشل في تحقيق أهدافه".
وأضاف: "(حماس) فكرة، ومؤسسة وليست أشخاصاً، ونحن سنمضي على هذا الدرب، مهما بلغت التضحيات، ونحن واثقون من النصر".
يذكر أن هنية هو وجه الدبلوماسية الدولية للحركة الفلسطينية، في الوقت الذي اندلعت فيه الحرب على أثر الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في غزة، حيث قُتل ثلاثة من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية.
وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق هنية، بتهمة ارتكاب ما قال إنها جرائم حرب، في الوقت الذي قدَّم فيه طلباً مماثلاً ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تولّى هنية قيادة حماس في 2017، وكان يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة؛ ليتجنب قيود السفر في قطاع غزة المحاصَر، مما مكّنه من العمل مفاوضاً في محادثات وقف إطلاق النار.
يأتي اغتيال هنية في الوقت الذي تقترب فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية بقطاع غزة من نهاية الشهر العاشر، دون أي إشارة على نهاية الصراع الذي هزَّ الشرق الأوسط، وهدَّد بالتحول إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً.
ورغم الغضب الموجَّه لحكومة نتنياهو من عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين ما زالوا محتجَزين في القطاع، والضغوط الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار، يبدو أن المحادثات، التي توسطت فيها مصر وقطر، قد تعثرت.
وفي الوقت نفسه، ازداد خطر اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله، في أعقاب هجوم في هضبة الجولان أسفر عن مقتل 12 طفلاً في قرية درزية، يوم السبت الماضي، ومقتل القائد البارز في حزب الله، فؤاد شكر.
ويبدو أن مقتل هنية مِن شأنه أن يعرقل فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة. وجاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان إسرائيل أنها قتلت قيادياً في حزب الله اللبناني، قالت إنه كان وراء هجوم قاتل في هضبة الجولان المحتلّة
من جانبه قال سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن "استعمال الاغتيالات نابع من أن إسرائيل غير قادرة على تحقيق بعض الأمور الاستراتيجية التي فشلت بها مثل عدم تحقيق أهداف الحرب على غزة".
ولفت إلى أن "بنك الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل مقابل الأطراف الإيرانية أو اللبنانية، فلجوئها إلى الاغتيالات أمر تاريخي عند الكيان الإسرائيلي وهو الخيار الأسهل لها منذ قيام الدولة فقد قامت بألفين وسبعمئة عملية اغتيال منذ عام ثمانية وأربعين لتهديء بها الأوضاع الداخلية ويرفع معنويات الشعب الإسرائيلي الذي لا يثق في قدرة الحكومة على جلب الأمن لها".
وأشار دياب إلى أن النقاش الدائر في المجتمع الإسرائيلي والنخبة حول جدوى هذه الاغتيالات وهل تجلب تغييرا استراتيجيا لحاجات إسرائيل الأمنية سواء بتأمين الأمن الجمعي أم في تغيير قواعد الاشتباك واستعادة الردع، وكانت معظم الآراء تقول إن هذه الاغتيالات تعمق مأزق إسرائيل وتخدم أهدافًا تكتيكية قريبة المدى فقط.
أما طارق عبود الكاتب والمحلل السياسي، فقال إننا الآن انتقلنا لمرحلة جديدة اليوم، حيث قتل نتنياهو المفاوض الأول في الهدنة وإنهاء الحرب، لافتا إلى أنه حسب الأمريكيين فقد كانت المفاوضات قد وصلت لمرحلة متقدمة ثم يقتل المفاوض الاول إسماعيل هنية، فنحن في انتظار الرد وبعده يمكن الحديث عن مستقبل المفاوضات.
وأضاف عبود أن نتنياهو وضع المقاومة في مسار ضيق فاليوم ليس هناك خيارات سوى الرد الحازم والحاسم على عمليتي اغتيال فؤاد شكر وهنية، وإلا تكون المقاومة قد خسرت كل المنجز الذي حققته في الفترة الماضية وستترك إسرائيل تستعيد قوة الردع التي تآكلت بعد السابع من أكتوبر.