قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي، يوسف العقوري، في لقاء مع وكالة "سبوتنيك" ردا على سؤال فيما يتعلق بتصريحات الحكومة المالية، والادعاءات بوجود تحالف بين "النازية الجديدة" التي يمثلها الأوكران و"داعش" في الساحل الأفريقي: "نتابع باهتمام تطورات الأحداث في مالي، وخاصة بعد الهجوم الأخير على أفراد من الجيش المالي وتصريحات الجانب الأوكراني، نشعر بقلق بالغ من توسع الصراع إلى منطقة الساحل، وبالطبع من المرفوض عودة أي شكل من أشكال النازية أو العنصرية، أو توظيف المجموعات المسلحة أو المتطرفة في منطقة الساحل لزعزعة الاستقرار في المنطقة".
وفي سؤاله عن كيفية تأثير هذه التصريحات والتوترات على الأمن والاستقرار في أفريقيا بشكل عام، وفي منطقة الساحل الأفريقي بشكل خاص، قال العقوري: "بصفة عامة للتصريحات الإعلامية، والتلاعب بالمعلومات والأخبار، أثار سلبية كبيرة على الاستقرار، ولذلك ندعو لوضع استراتيجية أفريقية لمحاربة التلاعب بالمعلومات الإخبارية. ومنع توظيفها لأهداف مشبوهة . كما يجب أن يكون هناك موقف حازم ضد أي جهة تحاول نقل الدعاية الإعلامية الجارية إلى أفريقيا".
وفيما يتعلق بدور فرنسا في أفريقيا، خصوصًا في منطقة الساحل، وأن تصرفاتها كانت سببا في التحركات الأخيرة ضدها، أكد العقوري أن "الموقف الفرنسي معقد لعدد من الأسباب، وهناك تراجع كبير في دور فرنسا، وربما يتعلق بالأوضاع الداخلية في فرنسا، نشعر بأن الماضي الاستعماري لفرنسا في أفريقيا يترك أثرا سلبيا على جهود فرنسا للعب دور إيجابي في المنطقة، كما نعتقد أن التدخل الفرنسي، في الفترة الماضية، كان يفتقر للمقاربة التنموية وهو عامل هام في تعزيز السلام والاستقرار".
وأجاب العقوري عن سؤال فيما يتعلق بالأولويات الاستراتيجية للجنة الشؤون الخارجية لضمان حماية المصالح الليبية، في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، وكيف يمكن تعزيز التعاون الأمني مع دول الجوار لمواجهة التهديدات المشتركة، قائلا: "ندرك جيدا الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا نتيجة الانقسام السياسي والتدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية، ولذلك أولوية اللجنة الخارجية هي خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، وألا تصبح بلادنا ساحة لصراع الدول الإقيليمية، والدولية وهي سياسة عامة أكد عليها مجلس النواب الليبي بشكل دائم".
وأضاف العقوري: "بالطبع نرحب بجميع الشراكات والتعاون مع دول الجوار، والدول الصديقة، والقائم على الاحترام و المصالح المتبادلة. ونؤكد أن مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال التعاون، والتنسيق المشترك".