يعتبر قبر الفرعون زوسر، الذي تم تشييده منذ حوالي 4500 عام، أقدم مثال معروف للهياكل الحجرية الضخمة في مصر، وهو ليس مجرد نصب تذكاري للملك، بل وأيضًا للبراعة الهندسية للشعب الذي سكن الأرض منذ آلاف السنين.
هرم زوسر، هو مبنى ضخم من الحجر الجيري يطل على المقبرة المحيطة به في شكل ست "درجات" تمنحه مظهرًا مميزًا ورمزيًا في مواجهة السماء. وبحسب علماء الآثار، فإنه تم استخدام مصعد يعمل بالطاقة المائية، ساعد في نقل المواد المستخدمة في بناء الهرم، في سقارة.
وهذا ما يفسره الباحثون على أنه نوع من "الرفع الهيدروليكي"، وهو عمود مركزي يمكن أن يتدفق من خلاله الماء الموجه من الأسفل، مثل الحمم البركانية في البركان، مما يرفع منصة عائمة قادرة على نقل الصخور الكبيرة إلى قمة الهرم.
يكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: "تظهر النتائج أن سد "جسر المدير" يتميز بميزة السد الحاجز الذي يهدف إلى حبس الرواسب والمياه، في حين يجمع الخندق العميق بين المتطلبات الفنية لمنشأة معالجة المياه، لإزالة الرواسب والعكارة. معًا يشكل هذان الهيكلان نظامًا هيدروليكيًا موحدًا يعزز نقاء المياه وينظم التدفق للاستخدامات العملية والاحتياجات الحيوية. من بين الاستخدامات المحتملة، يظهر تحليلنا أنه يمكن استخدام هذه المياه الخالية من الرواسب لبناء الهرم بنظام مصعد هيدروليكي".
وبحسب التقرير الذي نشره الباحثون، فإن السور ربما كان يعمل كسد حاجز، مصمم لالتقاط المياه من السهل الفيضي الذي كان يملأ المنطقة ذات يوم. وكان من شأن توجيه المياه عبر الخندق أن يساعد في تصفية الرواسب أثناء مرور المياه عبر كل حجرة. وكان من الممكن استخدام المياه الصافية المتدفقة عبر السد، في رفع المواد الثقيلة إلى قمة الهرم.
يقول الباحثون: "يبدو أن آلية الرفع الهيدروليكي ثورية لبناء الهياكل الحجرية ولا يوجد لها مثيل في حضارتنا".
من المهم أيضًا ملاحظة أنه من المحتمل استخدام وسائل نقل أخرى، على الأقل لنقل المواد الثقيلة إلى المصعد أو رفعها عندما يكون إمداد المياه منخفضًا جدًا، بحيث لا يتمكن المصعد من العمل.
وبحسب التقرير المنشور في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإن النتائج تسلط الضوء على أننا قللنا من تقدير براعة المصريين القدماء، ويشير التقرير إلى أننا بحاجة إلى النظر عن كثب في تقنيات بناء الهرم مرة أخرى.