وأضاف عباس في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، عن سؤال مفاده: كيف سيؤثر مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على عملية السلام والمفاوضات بشأن غزة وتسوية المشكلة الفلسطينية بشكل عام؟، أنه "ندين بشدة مقتل رئيس المكتب السياسي لـ"حركة حماس" ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق إسماعيل هنية. ونحن نعتبر هذا عملاً جباناً وتطوراً خطيراً في السياسة الإسرائيلية. ولا شك أن الهدف من قتل السيد هنية هو إطالة أمد الحرب وتوسيع نطاقها. وسيكون له تأثير سلبي على المفاوضات الجارية لإنهاء العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، لكننا ندعو شعبنا إلى البقاء صامدا وموحدا وصابرا في مواجهة هذا الاحتلال".
وعن سؤال، لماذا لم تنجح المصالحة الفلسطينية رغم أن العملية جرت في العديد من عواصم العالم؟
أجاب عباس: نعمل على تعزيز وحدة أرضنا وشعبنا والمصالحة الفلسطينية العامة”. ودعت كافة الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع في مدينة العلمين المصرية في يوليو الماضي، وقبل ذلك عقدت العديد من الفعاليات الأخرى لتحقيق المصالحة الوطنية. ورحبنا بجهود دول المنطقة والعالم، خاصة مصر والسعودية وقطر وروسيا والصين، الرامية إلى التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام ويساعد في تجاوز تداعيات انقلاب حماس في قطاع غزةـ كما أصدرنا عدداً من التعليمات الهادفة إلى تذليل العقبات التي تعترض المصالحة. إنه خيارنا الاستراتيجي الذي سيعزز صمود شعبنا ووطننا.
هل ستوافق السلطة الوطنية الفلسطينية على تشكيل حكومة وفاق وطني بعد انتهاء الحرب (في قطاع غزة – المحرر) على أساس نتائج الحوار الفلسطيني في بكين؟
عباس: الأولوية الآن هي وقف العدوان الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة. قبل ثلاثة أشهر، تم تشكيل حكومة تكنوقراط مؤلفة من مهنيين فلسطينيين لا ينتمون إلى فصائل سياسية. وهي تقوم بمسؤولياتها تجاه أهلنا في قطاع غزة بنفس القدر الذي تقوم به في الضفة الغربية والقدس. وإذا قبلت حماس شروط المصالحة الوطنية، فإن المشاورات القانونية بشأن تشكيل حكومة وفاق وطني ستبدأ بعد انتهاء الحرب في غزة.
سبق وأن اتهمت حماس حركة فتح بتعيين حكومة جديدة ورئيس وزراء دون الأخذ في الاعتبار رغباتهم، رغم الاتفاقيات القائمة. ما مدى واقعية تشكيل حكومة وحدة وطنية في فلسطين الآن؟ ما هي التنازلات التي مستعدة فتح لتقديمها في هذه القضية؟ ما مدى بعد فلسطين الآن عن حكومة موحدة؟ هل ساهمت حرب غزة في توحيد القوى السياسية الفلسطينية؟
عباس: سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في فلسطين بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وهذا يتطلب المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام على الأسس المذكورة أعلاه وتحت رعاية منظمة التحرير الفلسطينية. وهذا لم يتحقق بعد. وأؤكد مجددا التزامنا بالوحدة الوطنية، مشددا على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أراضي دولة فلسطين.
وأضاف عباس: هدفنا الأول هو وقف الحرب ضد الشعب الفلسطيني، والعمل على إعادة بناء كل ما تم تدميره في مسارها، وإنهاء المذبحة اليومية التي يموت فيها أبناؤنا وبناتنا، وتوفير المأوى لجميع المحتاجين وتلبية احتياجاتهم. الاحتياجات الحيوية لتعزيز صمود شعبنا والسماح له بمواصلة العيش على أرضه. قبل ثلاثة أشهر، تم تشكيل حكومة فلسطينية جديدة لإنعاش شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، فضلا عن تحسين مستوى الخدمات المقدمة للسكان وتنفيذ برنامج إصلاحي للمؤسسات الرئيسية.
قبل عدة سنوات من التصعيد الحالي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حاولت روسيا تنظيم لقاءكم مع نتنياهو، وكنتم تؤيدون هذا الاقتراح بشكل عام. فهل تتم مناقشة هذا الموضوع مع الجانب الروسي، خاصة في إطار المفاوضات المقبلة مع الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو؟ هل تواصلون دعم المفاوضات المباشرة مع إسرائيل على أعلى المستويات؟ هل لدى السلطة الفلسطينية خيارات بديلة لمقاومة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية؟
عباس: إننا نتبادل وجهات النظر باستمرار مع الرئيس الروسي ونتشاور بشأن كافة القضايا الأكثر أهمية من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام، فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية والإقليمية. سنفعل ذلك خلال زيارتنا القادمة إلى روسيا.
ونؤكد من جديد أن الطريق إلى تحقيق السلام والأمن العالميين يمر عبر الحل السياسي المبني على القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية. ولم نرفض اللقاءات مع الجانب الإسرائيلي، لكنهم ابتعدوا عن المسار السلمي. وينطبق هذا بشكل خاص على الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي أصدرت عددًا من القوانين لمعارضة إنشاء دولة فلسطينية وتقويض احتمالات حل الدولتين على الأرض، وبدلا من التسوية السلمية، تنفذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي برنامجا عسكريا لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس، لكن سياستها لن تنجح، وسنواصل عملنا في الأمم المتحدة، بهدف الحصول على العضوية الكاملة في المنظمة والاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل دول جديدة، وسنواصل جهودنا السياسية والدبلوماسية والقانونية لإنهاء احتلال أراضي دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف عباس: إننا نركز الآن قبل كل شيء على إنهاء الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والمذابح اليومية والدمار الهائل. وبالتوازي، فإننا نعمل مع الدول العربية وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها من القوى العالمية المهتمة للتخلي عن الحلول العسكرية التي تسعى إليها إسرائيل والعودة إلى تسوية سياسية تنهي الحرب وتعزز تحقيق سلام حقيقي ودائم.
كيف سيكون رد فعل فلسطين على نتائج التصويت في الكنيست الإسرائيلي على رفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة؟
عباس: لا يمكن تحقيق السلام والأمن في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أراضيها ومنح الشعب الفلسطيني الحق في أن يعيش حياة حرة كريمة واختيار مستقبله. ولا يمكن للدولة الفلسطينية أن يكون لها مؤسساتها الخاصة إذا كانت تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي وتسعى إلى التخلص منه.
وأضاف عباس: إن التصويت في الكنيست الإسرائيلي يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وجميع الاتفاقيات الموقعة سابقا والتي تشكل أساس التسوية السياسية للصراع في الشرق الأوسط. وهو يتناقض مع مبدأ الدولتين الذي تبنته الأمم المتحدة والقوى العالمية، والذي على أساسه أعلنت عدة دول مؤخراً اعترافها بالدولة الفلسطينية، فضلاً عن حقيقة أن دولة فلسطين تشارك بشكل كامل في أكثر من مائة منظمة دولية ومنظمة دولية. الاتفاقيات.
اعترفت عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية. هل هناك إشارات من العواصم الأوروبية حول سلسلة جديدة من الاعترافات؟ إذا كان الأمر كذلك، ما هي الدول التي من المتوقع أن تعترف بفلسطين؟ ومتى يمكن أن نتوقع هذه القرارات؟ إلى أي مدى تعتقد أن فلسطين بعيدة عن العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟
عباس: نحن ممتنون لجميع الدول التي اعترفت بدولة فلسطين. وبلغ عددهم 149. وآخر من فعل ذلك كانت خمس دول كاريبية وخمس دول أوروبية: إسبانيا والنرويج وأيرلندا وسلوفينيا وأرمينيا. وفي هذا الصدد، ندعو الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك. ومن شأن هذه الخطوة أن تدعم حق الشعب الفلسطيني في اختيار مستقبله وسلامه على أساس مبدأ الدولتين. وسنواصل العمل من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن.
هل هناك اتفاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي بشأن ما سيحدث في اليوم التالي لانتهاء الحرب في قطاع غزة، وكذلك بشأن مسألة وصول السلطة الفلسطينية إلى السلطة في القطاع؟
عباس: دولة فلسطين شكلت رؤية سياسية وأعدت خارطة الطريق والتي وافقت عليها مجموعة الدول العربية الست وممثلها.
وفي الأسبوع الماضي، قُتل رئيس المكتب السياسي لـ"حركة حماس"، إسماعيل هنية، في طهران، وبعد ذلك توعدت إيران بالانتقام من إسرائيل لمقتله.