البطء في اتخاذ القرار يُنظر إليه غالبا باعتباره أحد أعراض الاضطرابات مثل القلق أو مجرد نقص الثقة بالنفس، ويمكن أن يُنظر إليه أيضاً باعتباره ضعفا.
ومع ذلك، فبينما قد يزن كثيرون الأدلة لاتخاذ قرار، فإن بعض آخر قد يندفع إلى اتخاذ القرار استنادا إلى الاستجابات الفطرية، أو ردود الفعل العاطفية أو الافتراضات الخاطئة أو عواقب القرارات السابقة.
أشارت الدراسة الجديدة إلى أن صناع القرار السريع يميلون إلى تفضيل الخيارات، التي تتوافق مع تحيزاتهم، حتى عندما يتم تقديم أدلة تتعارض مع تحيزاتهم، في حين أن صناع القرار البطيئين يتخذون في النهاية خيارات أفضل.
وكتب العلماء في ورقتهم البحثية: "لا تعتمد القرارات المتأخرة على التحيز الأولي ومن المرجح أن تكون صحيحة".
كان الوقت المستغرق لاتخاذ القرار متناسبًا عكسيًا مع قوة التحيز، وكان الأشخاص الذين استغرقوا وقتًا أطول في اتخاذ القرارات، هم الأقل تأثرًا بتحيزهم الأولي، وكانت قراراتهم أكثر احتمالية للصواب من صناع القرار المتسرعين.
يقول الباحثون: "غالبًا ما تتأثر قراراتنا بالمعلومات التي حصلنا عليها سابقًا والميول التي نطورها. لقد أظهرنا أن هذه التحيزات الأولية تحدد القرارات المبكرة ولها تأثير متناقص على القرارات اللاحقة".
إذا كنت قد اتخذت قرارًا بالفعل بشأن شيء ما، فلن تضطر حقًا إلى التفكير فيه لفترة طويلة عندما يُعرض عليك خيار.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإنه نظرًا لأن كل هذه النتائج تتعلق بالرياضيات، فلا يمكننا استقراء علم النفس عليه. فالبحث يدور حول السبب والنتيجة، دون التعمق في السلوك البشري المعقد الكامن وراءه ولكن يمكن استخدامه كأساس لفهم أفضل للسلوك البشري، وكيف يمكن أن تكون أفعالنا مدفوعة بالمعتقدات التي نتمسك بها.