ومن حين إلى آخر، تصدر تقارير أمريكية تتحدث عما تصفه بـ"التهديد الصيني" في مجال السلاح النووي وتحذر من تنامي قدرات الصين في هذه المجال، لكن بكين تؤكد في كل مرة أنها لا تعتزم الدخول في سباق تسلح نووي مع أي دولة أخرى، وأنها تحرص على امتلاك الحد الأدنى من الأسلحة الذرية اللازمة لضمان أمنها.
ويؤكد ذلك ما تنص عليه العقيدة النووية الصينية، التي تقول إن "الصين لن تبدأ باستخدام السلاح النووي ضد أي طرف، وأن استخدامه سيكون قاصرا على ردع أي عدوان يمكن أن يستهدفها".
كما تؤكد الصين أنها "لن تستخدم السلاح النووي ضد أي دولة من الدول غير النووية المجاورة لها، وأنها لن تسعى لامتلاك ترسانة نووية مساوية للترسانة الأمريكية".
"التهديد" الصيني المزعوم
رغم أن قضية "الخوف" الأمريكي من النووي الصيني ليست جديدة، إلا أنه تم إثارتها مجددا إثر تصريحات الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة دونالد ترامب، التي قال فيها إن الصين "ستلحق بالولايات المتحدة أو حتى تتفوق عليها"، من حيث ترسانات الأسلحة النووية.
وردت وزارة الخارجية الصينية، أمس الأربعاء، على تصريحات ترامب مؤكدة أن الصين تحتفظ بقدرتها النووية عند الحد الأدنى الضروري للأمن القومي، ولا تدخل في سباق تسلح مع أحد.
ولفتت إلى أن حجم الترسانة النووية الصينية ليست بحجم الترسانة الأمريكية إطلاقا، مؤكدة على مبدأ عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية والالتزام باستراتيجية نووية للدفاع عن النفس.
وقال تقرير سابق لـ"البنتاغون"، إن "ترسانة الصين من الأسلحة النووية الصينية تنمو بسرعة كبيرة وأنها يمكن أن تتجاوز ألف رأس نووي في 2030، مع إمكانية تجاوز الترسانة النووية الأمريكية عام 2050"، لكن وسائل إعلام صينية وصفت ما جاء في التقرير بـ"التكهنات".
ويكشف آخر تحديث نشره موقع "فاس" (اتحاد العلماء الأمريكيين) في مارس/ أذار الماضي، عن وضع الأسلحة النووية في العالم، أن "ترسانة الصين النووية تضم 500 رأس نووي فقط، مقارنة بترسانة أمريكا النووية التي تضم أكثر من 5 آلاف قنبلة نووية".
ويعني ذلك أن حجم الترسانة النووية الأمريكية تساوي نحو 10 أضعاف الترسانة النووية الصينية، وهو ما يشير إلى أن التقارير الأمريكية عن التهديد الصيني تندرج في إطار الحرب النفسية والإعلامية، التي تحاول واشنطن استخدامها لتشويه سمعة الصين وتحويلها إلى فزاعة لدول أخرى خاصة الدول غير النووية المجاورة للصين.
"الثالوث النووي الصيني"
رغم الفارق الكبير في حجم الأسلحة النووية الأمريكية والصينية، إلا أن بكين تطور قدراتها في مجال الصواريخ ووسائل إطلاق الأسلحة النووية بصورة تثير "رعب" واشنطن، ويشمل ذلك تطوير وسائل إطلاق الصواريخ البالستية من البر والبحر والجو بتقنيات وتكتيكات تتفوق على التقنيات والتكتيكات العسكرية الأمريكية الموجودة حاليا.
التاريخ النووي للصين
أصبحت الصين خامس دولة نووية في العالم منذ 1964، ووقّعت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عام 1996، بعدما أجرت 45 تجربة نووية، وأصبحت تمتلك الصين قوة ردع نووي يطلق عليها "الثالوث النووي"، التي تعني امتلاك الدولة وسائل إطلاق السلاح النووي من البر والبحر والجو.
وتعمل الصين على زيادة حجم ترسانتها النووية في ذات الوقت الذي تطور فيه قوات الصواريخ الاستراتيجية وأسطول الغواصات النووية، حتى أصبحت ترسانتها النووية في المرتبة الثالثة عالميا بعد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وإضافة إلى الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، فإن هناك 4 دول نووية تمتلك السلاح ولا تعترف بذلك رسميا وهي إسرائيل وكوريا الشمالية والهند وباكستان.
أين توجد القنابل النووية الأمريكية في أوروبا وكم عددها؟
© Sputnik