ويعد أطول جينوم (مجموعة كاملة من المعلومات الوراثية للإنسان) لجميع الحيوانات على الأرض لا ينتمي إلى عملاق أو مخلوق متقدم معرفيًا، بل إلى مخلوق يشبه الأسماك يتلوى ويعيش في الماء ويبدو وكأنه متجمد في الزمن، وعلى وشك التطور إلى وحش يمكنه العيش على الأرض.
وأشار العلماء إلى أن هذه هي الأسماك الرئوية، وهي فئة من الفقاريات التي تعيش في المياه العذبة والتي تنعكس خصائصها الغريبة في شفرة وراثية هائلة.
ويعتقد العلماء أن هذه المخلوقات القديمة الغريبة القادرة على تنفس الهواء والماء، ولديها زعانف تشبه الأطراف، وبنية هيكلية متطورة، تشترك في سلف مشترك مع جميع الفقاريات ذات الأطراف الأربعة المعروفة باسم رباعيات الأرجل.
وأوضح العلماء أن معرفة ما يحتويه هذا الجينوم الطويل قد يعطينا معلومات عن كيفية خروج أسلافنا من الأعماق الرطبة للمشي على الأرض، وقد حقق العلماء اختراقًا، حيث قاموا بتسلسل أكبر جينومات سمك الرئة، وهو جينوم سمك الرئة في أمريكا الجنوبية.
وقال عالم الأحياء التطوري، أكسل ماير، من جامعة "كونستانز" في ألمانيا: "مع أكثر من 90 جيجا قاعدة (بعبارة أخرى، 90 مليار قاعدة)، فإن الحمض النووي للأنواع في أمريكا الجنوبية هو الأكبر بين جميع الجينومات الحيوانية وأكثر من ضعف حجم جينوم حامل الرقم القياسي السابق، سمك الرئة الأسترالي".
وتابع: "ثمانية عشر من أصل 19 كروموسومًا لسمك الرئة في أمريكا الجنوبية أكبر كل منها على حدة من الجينوم البشري بأكمله الذي يبلغ عدد قواعده نحو 3 مليارات قاعدة".
ويعد هذا الماراثون من قواعد الحمض النووي يساوي نحو 30 ضعف طول الجينوم البشري، لوضعه في المنظور الصحيح، ومن الغريب أن الفريق أحصى نحو 20 ألف تسلسل ترميز بروتيني فقط، بحسب مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
يذكر ان الأسماك الرئوية سُميت بهذا الاسم لأنها، على عكس الأنواع الأخرى من الأسماك، تمتلك رئة أو اثنتين للتنفس، وهي السمة التي كانت مفتاحًا لتمكين الانتقال إلى حياة رباعيات الأرجل.