الجيش الليبي يدفع بتعزيزات عاجلة إلى مدينة غات لمواجهة السيول وبدء عمليات الإنقاذ والإغاثة

أكد مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، العقيد خليفة العبيدي، اليوم الجمعة، أن الجيش دفع بتعزيزات طارئة إلى مدينة غات جنوب غربي البلاد، وذلك لبدء عمليات الإنقاذ والإغاثة لمواجهة السيول والفيضانات، التي تجتاح المدينة.
Sputnik
بنغازي ــ سبوتنيك. وقال العبيدي، في تصريح لوكالة "سبوتنيك": "عندما تفاقمت الأوضاع وبدأت مناشدات المواطنين والجهات تصلنا تباعًا، اتخذنا كل الاحتياطات وسرعان ما تم توجيه وإرسال قوات الجيش الوطني الليبي إلى جنوب غرب البلاد في مدينة غات، وتحديدًا قوات اللواء طارق بن زياد المعزز".
جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي: مقتل 3 أطفال في منطقة تهالة نتيجة السيول
وأكد العبيدي أن "هذه القوات استجابت للنداء بسرعة ودخلت بجرافاتها وآلياتها وشاحناتها محملة بالمعونات والغطاء والمواد الغذائية والطبية وكل ما يلزم المواطنين، كما تم استخدام الجرافات لفتح الطرقات، وبدأت باقي الوحدات بالسيارات العسكرية في الانتشار بمدينة غات وتهالة، لإنقاذ الناس ومساعدتهم ونقلهم من الأماكن الخطيرة والمنحدرات إلى أماكن آمنة ومؤمّنة".
وأشار إلى أن "هذه التحركات جاءت تلبيةً للنداءات التي وجهها الشعب"، مشيرًا إلى "تشكيل غرفة عمليات بمتابعة فورية من اللواء صدام خليفة حفتر، رئيس أركان الوحدات البرية بالجيش الوطني الليبي، من خلال غرفة عمليات القوات البرية".
وأضاف: "هذا كله جاء بتوجيهات من القائد العام للجيش الوطني الليبي (خليفة حفتر) بأن نكون مستعدين لأي طارئ في أي لحظة وحاليًا قواتنا متواجدة وغرفة عمليات طارق بن زياد المعزز، تساند الأهالي وتقوم بمساعدتهم بكل الإمكانيات التي تم تسخيرها لإنقاذ ومساعدة أهالي مدينة غات وضواحيها جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت المدينة".
وأوضح القائد العسكري الليبي أنه "حتى اللحظة، لم يتم تسجيل أي ضحايا جراء السيول في مدينة غات"، مؤكدًا أن "المشكلة الرئيسية التي نواجهها حاليًا تتمثل في انقطاع الاتصالات والكهرباء، مما اضطرنا للاعتماد على اتصالات الثريا."
وفي وقت سابق، أفاد المتحدث الرسمي باسم جهاز الإسعاف والطوارئ في العاصمة الليبية طرابلس، أسامة علي، بمصرع 3 أطفال نتيجة السيول، التي اجتاحت مدينة غات جنوبي البلاد، مؤكدًا أن المدينة تواجه أوضاعًا صعبة وأن هناك توقعات بتدفق مياه السيول من الجبال الجزائرية، مع ساعات الصباح الأولى.
الداخلية الليبية تعلن حالة الطوارئ لمواجهة السيول والفيضانات في مدينة غات
وقال علي في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، إن "السيول تجتاح حاليًا منطقة تهالة بمدينة غات، ومن المتوقع وصول سيول من الجبال الجزائرية عند ساعات الصباح الأولى"، مشيرًا إلى أن "غرفة عمليات الجنوب التابعة لجهاز الإسعاف والطوارئ تحركت كل الفرق تجاه المدينة."
وأوضح أن "تغطية الهاتف والكهرباء هناك انقطعت تمامًا، والاعتماد الآن على الشبكة الجزائرية في الاتصالات"، موضحًا بالقول: "حسب الوارد من غرفة عمليات الجنوب، تم التواصل مع مكتب إسعاف مطار غات، ولكن المطار يعتبر خارج الخدمة حاليًا بسبب انقطاع الكهرباء".
وأضاف: "نخشى تدفق سيل كبير تجاه المطار مما يؤزم الأمر ويجعل وصول طائرات الدعم والإغاثة أمرًا مستحيلًا، وهذا ما لا نتمناه".
وعن عمليات إخلاء السكان أكد أن "كل عمليات الإخلاء تمت بجهود أهلية، الجهود من جهاز الإسعاف حاليًا تركز على رصد مستوى المياه في الوديان كإنذار مبكر قبل وصول السيل وتوجيه فرق دعم من كل مناطق الجنوب".
وأكد علي، بالقول: "وصلني بلاغ عن وفاة 3 أطفال جرفتهم السيول في مدينة غات. البلاغ وارد من غرفة عمليات الجنوب بجهاز الإسعاف، ولكن لم تتوفر حتى الآن تفاصيل إضافية حول الحادثة"، لافتًا إلى أن "فرق الإسعاف تواصل جهودها في المنطقة للتعامل مع تأثيرات السيول والأوضاع الصعبة التي تمر بها المدينة".
من جانب آخر، قال أحمد كليكيلي، عميد بلدية تهالة، لتلفزيون "المسار" الليبي، إن "السيول جرفت المنطقة بالكامل والمياه غمرت جميع الأحياء السكنية، والمياه غمرت كلا من حي الـ50 وسط البلد وحي الـ80 وحي الصينية والمجلس البلدي".
وأوضح أن "الخسائر المادية لا يمكن حصرها في الوقت الحالي، لأن المياه غمرت المنطقة بالكامل".
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية الليبية المكلفة من البرلمان عن حالة الطوارئ وتوجه آليات الإنقاذ إلى مدينة غات لمواجهة السيول والفيضانات.
وتواجه مدينة غات، الواقعة في جنوب غربي ليبيا، ظروفًا جوية قاسية تتمثل في عواصف رملية وأمطار غزيرة تسببت في سيول وفيضانات أدت إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية وعزل بعض المناطق.
مناقشة