ويرى الخبيران، أن أوكرانيا لا يمكنها القيام بالخطوة دون دعم غربي بقيادة واشنطن، الأمر الذي سيدفع روسيا إلى رد قوي وموسع للعملية العسكرية في أوكرانيا.
حرب عالمية ثالثة
أكد مساعد الرئيس الروسي، نيكولاي باتروشيف، اليوم الجمعة، أن هجوم القوات المسلحة الأوكرانية على مقاطعة كورسك الروسية، تم التخطيط له بمشاركة حلف شمال الأطلسي وأجهزة المخابرات الغربية، مشيرًا إلى أنه لم يكن بمقدور كييف أن تخاطر بدخول الأراضي الروسية، لولا مشاركة هذه القوى لها.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة "إزفستيا": "تصريحات القيادة الأمريكية بشأن عدم تورطها في جرائم كييف في منطقة كورسك، لا تتوافق مع الواقع".
في الإطار أكد النائب في مجلس الدوما الروسي عن جمهورية القرم، ميخائيل شيريميت، أن الدول الغربية، من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة لشن هجمات على روسيا، أوصلت العالم بالفعل إلى عتبة حرب عالمية ثالثة.
وقال شيريميت لوكالة "سبوتنيك": "استنادا إلى وجود معدات عسكرية غربية، وقصف البنية التحتية السلمية بذخائر وصواريخ أجنبية الصنع، فضلا عن وجود أدلة دامغة على مشاركة ممثلي دول أجنبية على نطاق واسع في الهجوم على الأراضي الروسية، يمكننا أن نستنتج أن العالم على عتبة حرب عالمية ثالثة".
تورط الغرب
في الإطار قال الكاتب والمحلل السياسي، حسن حردان، إن روسيا متأكدة من أن واشنطن وحلف الناتو وراء الهجوم الأوكراني على كورسك، ولديها معلومات مؤكدة في هذا الأمر.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن كييف لا يمكنها أن تقدم على هذه الخطوة التصعيدية دون تنسيق أمني وعسكري وسياسي مع حلف الناتو بقيادة أمريكا، ولا يستبعد أن تكون الأقمار الاصطناعية الأمريكية الغربية قد زودت كييف بالمعلومات حول المنطقة، إذ سبق لأمريكا أن زودت الجماعات الإرهابية في سورية بالمعلومات عن مناطق انتشار الجيش السوري، والثغرات التي يمكن أن يستهدفوا من خلالها مواقع الجيش ودفاعاته الجوية.
انعكاسات خطيرة
ويرى أن هذا التطور الخطير في الحرب الأمريكية الغربية التي تشن بوساطة أوكرانيا ضد روسيا، سيكون لها انعكاسات في عدة اتجاهات.
على الصعيد العسكري، يتوقع حردان أن ترد روسيا بتوسيع هجماتها في العمق الأوكراني، وتدفيع نظام كييف ثمن تجرؤه على مهاجمة الأراضي الروسية.
أما على الصعيد التفاوضي، يوضح أن الخطوة ستنعكس سلبيا، من خلال وقف المفاوضات، أو أي جهود تبذل في هذا الإطار.
من ناحيته قال الخبير الاستراتيجي اللبناني، محمد سعيد الرز، إنه "خلال اليومين الأولين من الهجوم الأوكراني على مقاطعة كورسك الروسية "حاول رئيس النظام العنصري الأوكراني زيلنسكي، تصوير الأمر على أنه إنجاز غير مسبوق".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أنه أوكرانيا استهدفت منطقة لم تدخل في المواجهة العسكرية، وقامت بقصف المدنيين خاصة في مدينة سودجا، ولم تمض 11 ساعة على الخطوة الأوكرانية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والاستخبارات الألمانية، حتى بدأت القوات الروسية بتصفيتها.
وأوضح أن القوات الروسية أجلت عددا كبيرا من المدنيين، تجنبا لجعلهم رهائن بشرية بيد القوة الأوكرانية، التي واجهت تصديا روسيا مكثفا أضطرها للانسحاب من معظم القرى، فيما يعمل الجيش الروسي على تطهير ما تبقى.
تراجع أوكراني
ولفت إلى أن مواقف زيلينسكي تراجعت في الاستثمار الإعلامي لعملية الاقتحام.
وتابع: "في الحرب العالمية الثانية توغلت قوات "هتلر" في الأراضي الروسية ودمرت كل شيء في طريقها نحو ليننغراد لكنها منيت بهزيمة قاتلة على يد الجيش الروسي أسهمت في إسقاط المشروع العنصري النازي".
مرحلة جديدة
ويرى أن عملية زيلينسكي لم تستوعب دروس الحروب ضد روسيا، وبالتالي فإنها فتحت مرحلة جديدة للحرب لن يكون بمقدورها تحمل نتائجها.
كما أفاد حاكم مقاطعة خيرسون، فلاديمير سالدو، اليوم الجمعة، بأن القوات الروسية، شنت هجومًا واسع النطاق على أنظمة الاتصالات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، المتموضعة في مدينة خيرسون على الضفة اليمنى من نهر دنيبر، بما في ذلك تدمير هوائيات "ستارلينك" الفضائية.
وكتب سالدو في منشور له عبر قناته على "تلغرام": "شن مقاتلو وحدات مجموعة "دنيبر" الروسية، هجوما واسع النطاق على أنظمة اتصالات العدو على الضفة اليمنى لمقاطعة خيرسون".
ووفقًا لسالدو، كان الهجوم على وجه الخصوص، في اتجاه كاخوفسكي، إذ قام مشغلو الطائرات المسيرة من لواء القطب الشمالي الروسي، بتسيير العديد من المسيرات من طراز "إف بي في" واستخدامها لتدمير العديد من الهوائيات وأجهزة إعادة الإرسال، التي يستخدمها العدو للتحكم في طائراته المسيرة.