وقال في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "العالم اليوم ليس هو عالم تسعينيات القرن الماضي، خاصة بعد إفشال روسيا للاستراتيجية الأمريكية في سوريا، وتمدد نفوذها لتضعف دور فرنسا أحد حلفاء أمريكا في النيجر ومالي وبوركينافاسو وأفريقيا الوسطى، وكذلك تنامي النفوذ الصيني الإيراني التركي، في ظل َفشل الإستراتيجية الأمريكية في ترويض كوريا الشمالية و"طالبان" أفغانستان".
وأضاف مصطفى أن "أمريكا وحلفاءها لم ينجحوا في العراق وليبيا، علاوة على أن غالبية الدول الآن أصبحت تميل إلى التحالف مع روسيا بسبب مصداقيتها العالية، ووفائها ودعمها اللا محدود ووقوفها الصلب بجانب حلفائها، عكس أمريكا المقيّدة بدرجة عالية من البيروقراطية، وتقاطعات اللوبيات، والمصالح المدعومة من السيولة الديمقراطية".
وأشار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى أن "الحجج التي تقدّمت بها حكومة السودان لشرح موقفها من مفاوضات جنيف، هي دفوعات قانونية منطقية وموضوعية لن تستطيع أمريكا وحلفائها تجاوزها تحت أي دوافع، لذلك لا مفر من العودة إلى المشاورات التي حتما ستفضي إلى تنفيذ إعلان جدة والدخول في مفاوضات جادة وحاسمة".
واستضافت سويسرا، الأربعاء الماضي الموافق 14 أغسطس/ أب الجاري، محادثات سلام بوساطة أمريكية لإنهاء الحرب في السودان. وكانت الحكومة السودانية، قد أعلنت في وقت سابق، عدم مشاركتها في محادثات جنيف مع قوات الدعم السريع.
فيما أعلنت الأخيرة الاستجابة لدعوة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للتفاوض مع الحكومة السودانية في جنيف، التي تستضيف مباحثات بين أطراف سودانية ووسطاء بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الوزير، أنتوني بلينكن، تحدث هاتفيا مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، وأكد له ضرورة المشاركة في محادثات السلام الجارية في سويسرا، لتحقيق التنفيذ الكامل لإعلان جدة، للالتزام بحماية المدنيين في السودان.
ودعا بيان لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات لفرض حظر على الطيران الحربي في جميع مناطق السودان، لإنهاء إراقة دماء الأبرياء والحفاظ على ما تبقى من المنشآت الأساسية.
ونددت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان بمقتل وإصابة مدنيين نتيجة قصف سلاح الجو لمستشفى "الضعين"، أول أمس الثلاثاء، واعتبرت ذلك عملا غير مقبول ولا مبررا وجريمة تستحق الإدانة.
وأكدت اللجنة، في بيان لها، أن "القصف أسفر عن وقوع عدد من المدنيين بين قتلى وجرحى، ومن بينهم أعضاء من الطاقم الطبي"، مشيرة إلى أن البلاد "تواجه الآن خطر انهيار أسس الدولة واللجوء إلى التفرق، وأصبح معظم سكانها إما نازحين أو لاجئين أو مهددين في منازلهم".
وفي وقت سابق، أصدر الجيش السوداني، أمس الأربعاء، بيانا نفى فيه مزاعم متداولة تفيد بأنه حصل على طائرات من طراز "كي-8" من مصر.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا)، عن القوات المسلحة بيانا وصفت فيه أنباء حصولها على تلك الطائرات من مصر بالأنباء "المضللة"، وأكد البيان أن "الجيش السوداني يمتلك أسرابا من هذا الطراز من الطائرات منذ مطلع الألفية الحالية وحصلت عليها مباشرة من دولة المنشأ الصين".
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 ما أسفر عن نحو13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.