وعاد مسبار "تشانغ إي-5" عاد إلى الأرض في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2020، بعدما استعاد 1731 غراما من عينات القمر، التي تتكون في المقام الأول من الصخور والتربة من سطح القمر، وهي المرة الأولى التي يسترد فيها البشر عينات من القمر منذ 44 عاما.
واكتشفت باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم التي تديرها الدولة، أن المعادن الموجودة في "تربة القمر" هذه تحتوي على كميات كبيرة من الهيدروجين، والتي تتفاعل مع عناصر أخرى عند تسخينها إلى درجات حرارة عالية جدا، مما ينتج بخار الماء، وفقا لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية.
وتم استنتاج نتائج البحث العلمي الجديدة من الاستكشافات القمرية السابقة، والتي توصلت إلى أن الجليد قد يوجد في حالة طبيعية عند القطبين الشمالي والجنوبي للقمر، وفي مناطقه المظللة بشكل دائم.
ووجد الباحثون أن الرياح الشمسية كانت تشعع المعادن في تربة القمر لمليارات السنين، وتخزن كميات وفيرة من الهيدروجين. وعند تسخينها إلى درجات حرارة عالية، يتفاعل الهيدروجين مع أكاسيد الحديد الموجودة في المعادن لتكوين الحديد العنصري وكميات كبيرة من الماء.
وعندما ترتفع درجة الحرارة عن 1000 درجة مئوية، تذوب تربة القمر، وينطلق الماء الناتج عن هذا التفاعل على شكل بخار.
وقال تلفزيون الصين المركزي إنه "بعد 3 سنوات من البحث المتعمق والتحقق المتكرر، تم اكتشاف طريقة جديدة تماما لاستخدام تربة القمر لإنتاج كميات كبيرة من المياه، ومن المتوقع أن توفر أساس تصميم مهم لبناء محطات البحث العلمي القمري المستقبلية ومحطات الفضاء".
و"باستخدام الطريقة الجديدة، سيكون طن واحد من تربة القمر قادرا على إنتاج نحو 51-76 كيلوغراما من الماء، وهو ما يعادل أكثر من 100 زجاجة مياه سعة 500 ملليلتر، أو الاستهلاك اليومي لمياه الشرب لـ50 شخصا"، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة الحكومية الصينية.
ويأتي الإعلان عن الاكتشاف، في وقت يجري فيه العلماء الصينيون بالفعل تجارب على عينات قمرية جلبتها مهمة "تشانغ إي-6"، في شهر يونيو/ حزيران الماضي.
وبينما أعادت مهمة "تشانغ إي 5" عينات من الجانب القريب من القمر، فقد استعادت "تشانغ إي 6" تربة القمر من الجانب البعيد من القمر، والذي يواجه الأرض دائما.
وتأمل الصين أن تضع البعثات القمرية الأخيرة والمستقبلية الأساس لبناء محطة أبحاث القمر الدولية (ILRS)، وهي مبادرة تقودها بالاشتراك مع روسيا.
وحددت وكالة الفضاء الصينية عام 2035 موعدا لبناء "محطة أساسية" على القطب الجنوبي للقمر، مع إضافة محطة فضائية تدور حول القمر بحلول عام 2045.