حقوقي سوداني لـ"سبوتنيك": إيصال المساعدات لن يوقف معاناة النازحين طالما استمرت الحرب

أزمة النازحين في السودان
أكد مدير "مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان"، والمسؤول السابق والخبير في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، الدكتور أحمد المفتي، اليوم الخميس، أن المشكلة الحقيقية ليست في الاتفاق على إيصال المساعدات للنازحين الذين تتزايد أعدادهم كل يوم، بل يفترض السعي لوقف الحرب التي أوصلت البلاد لهذا الوضع.
Sputnik
وقال في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "المشكلة في تقديري ليس في دخول المساعدات، لأن أعداد من يستحقوها تزداد يوميا بسبب الهجوم علي المدنيين وتدمير أماكن تواجدهم، والمنطق يقول إن الأولى من السعي لإيصال المساعدات، أن يتم صبّ كل التحركات والجهود نحو وقف ما يسبب نزوح المواطنين، وجعلهم مستحقي مساعدات، أو جعل ذلك نقطة البداية، لأنه يمكن وقف الهجوم على المدنيين ووقف تدوينهم حتى قبل بدء المفاوضات".
وأشار المفتي إلى أن "وقف الحرب يتكون من عدة عناصر، ويتطلب مفاوضات مطولة وتمويل، فلماذا لا تبدأ الأطراف فورا في تنفيذ العناصر التي لا تحتاج إلى مفاوضات أو تمويل، وفي اعتقاد الحركة الجماهيرية الحقوقية المطالبات بوقف الحرب أولا ترد على لسان كل مواطن سوداني بغض النظرعن انتمائه السياسي، لأن وقف الهجوم علي المدنيين ووقف تدوينهم ، يصب مباشرة في مصلحة كل مواطن، ويمكن أن يتحقق فورا، لأنه لا يحتاج إلى جنيف أو جدة أو أي أموال".

وتابع: "كل جماهير الشعب السوداني في انتظار قحت (تقدم) لتباشره فورا وكتابة بتحقق ذلك الطلب، أو توضيح الأسباب التي تحول دون وقف الهجوم على المدنيين ووقف تدوين أماكن تواجدهم، أما تجاهل (تقدم) لهذا الطلب البسيط أو عدم قدرتها علي حمل الأطراف المعنية على تنفيذه فورا، فإنه يقف شاهدا على أنه لا تأثير لـ(قحت/ تقدم) على مجرى الأحداث السياسية بكل ما يعني ذلك".

ورحبت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في السودان، أمس الأربعاء، "بموقف طرفي الحرب، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بموافقتهما على فتح المعابر الحيوية لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في السودان".
الحركة الشعبية لـ"سبوتنيك": أمريكا لا تستطيع وضع السودان مجددا تحت البند السابع للأمم المتحدة
وقالت "تقدم" في بيان لها، إنها "تتطلع إلى أن يلتزم الطرفان بهذا التعهد المهم بما يتيح إيصال المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وإمدادات طبية لكل السودانيين والسودانيات في كل مناطق ومدن وقرى السودان دون تمييز أو استثناء، للتصدي للوضع الإنساني الكارثي الذي يهدد حياة أكثر من عشرين مليون مواطن".
وأدانت بأشد العبارات "الانتهاكات المستمرة والمتواصلة ضد المدنيين من قبل طرفي الحرب، منذ بداية مباحثات جنيف، وعلى رأسها القصف المدفعي للطرفين الذي طال عدة مناطق وأعيان مدنية في عدة مناطق مثل أم درمان وبحري والفاشر والأبيض، والقصف الجوي للطيران الحربي لمناطق مدنية في عدة مناطق كالخرطوم ومدني والضعين والحصاحيصا ومليط والطويشة، واستيلاء مقاتلين من الدعم السريع على المواد الغذائية الخاصة بتكايا شمبات".
وطالبت "تقدم"، طرفي الحرب بالتمسك بالسلام كخيار وسلوك والحرص على استمرار مباحثات جنيف بكل صدق وجدية، بالإيفاء الفعلي والصارم بكل الالتزامات الملقاة على عاتقهما وما تم الاتفاق عليه بينهما قبل مباحثات جنيف، سواء كانت في جدة أو المنامة، خاصة الجوانب المتعلقة بحماية المدنيين، ويشمل ذلك حياتهم وممتلكاتهم وأعراضهم بجانب سلامتهم من الإيذاء الجسدي والنفسي.
وأعربت عن أملها في "استثمار طرفي الحرب فرصة مباحثات جنيف وتعزيز الاتفاق الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية، والاستجابة لتطلعات وآمال وأمنيات الشعب السوداني بالوصول إلى اتفاق لوقف العدائيات، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار يوقف هذه الحرب".
السودان يتهم الإمارات بالدعوة لانتهاك سيادته تحت غطاء المساعدات
وأصدرت أمريكا وسويسرا ومصر والسعودية والإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، السبت الماضي، بيانا مشتركا جديدا بشأن محادثات جنيف حول السودان.
ورحبت الدول الخمس والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، في بيانهم، "بقرار مجلس السيادة السوداني فتح معبر أدري مع تشاد لدخول المساعدات اللازمة"، مرحبين أيضا بقرار قوات الدعم السريع بالالتزام بتسليم المساعدات من خلال طريق الدباح إلى دارفور وكردفان.
واستضافت سويسرا، يوم الأربعاء الماضي، محادثات سلام بوساطة أمريكية لإنهاء الحرب في السودان. وكانت الحكومة السودانية، قد أعلنت في وقت سابق، عدم مشاركتها في محادثات جنيف مع قوات الدعم السريع.
فيما أعلنت الأخيرة الاستجابة لدعوة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للتفاوض مع الحكومة السودانية في جنيف، التي تستضيف مباحثات بين أطراف سودانية ووسطاء بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، أن الوزير أنتوني بلينكن، تحدث هاتفيًا مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وأكد له ضرورة المشاركة في محادثات السلام الجارية في سويسرا، لتحقيق التنفيذ الكامل لإعلان جدة، للالتزام بحماية المدنيين في السودان.
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 ما أسفر عن نحو13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
مناقشة