وجزم ملحم، في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "انزلاق نظام كييف نحو تلك الهاوية واختراقها حدود دولة روسيا، ما كان من الممكن أن يحصل من دون علم حلف شمال الأطلسي، على رأسه الولايات المتحدة وبريطانيا".
وأكد أن "الدعم الغربي المطلق لنظام كييف من شأنه أن ينقل المعركة إلى حيّز مختلف تماما، إذ إنّ روسيا هي الدولة المعنية برد صارم على كل ما يتهدد أمنها القومي".
وأدان ملحم "مواصلة أوكرانيا تهديد القانون والسلم الدوليين والاستقرار الإقليمي في منطقة أوراسيا"، داعيا الأمم المتحدة "إلى الإسراع في اتخاذ تدابير عاجلة لوقف التصعيد من قبل القوات المسلحة الأوكرانية".
وأوضح ملحم أن "ثبات روسيا طوال فترة الحرب، وصمودها أمام الهجمات الغربية، وإثباتها القدرة على الدفاع عن نفسها وشعبها وأمنها القومي، أغضب القادة الأوروبيين في الناتو".
وأضاف ملحم: "التنسيق بين الروس والإيرانيين والصينيين في ما يتعلق بمجريات الشرق الأوسط دفع بالولايات المتحدة وشركائها الغربيين إلى اتخاذ خطوات عدة لإفشال هذا التحالف المثمر".
وأكد ملحم أن "الإرباك والتخبط في الداخل الأوكراني، وفشل نظام كييف في تحقيق أهداف الحرب والانتصار على روسيا، دفع القوات المسلحة الروسية إلى تحقيق المزيد من الانتصارات في الميدان".
وجدّد ملحم تحذيره من أن "تدخل الناتو في الصراع الدائر سيؤدي إلى نقله لحيّز مختلف، ويجعل العالم على عتبة المواجهة المباشرة بين الدول الكبرى".
وحول فرضية الحرب العالمية الثالثة، اعتبر ملحم أنها "قد بدأت مع انطلاق حملات الربيع العربي في البلدان العربية، وبدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وإعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة".
وأشار إلى أن "الحرب العالمية الثالثة لن تشبه الحربين العالميتين السابقتين، وقد تؤدي إلى تصعيد غير مسبوق يتجاوز الخطوط الحمر ويهدد البشرية".
وبيّن ملحم أن "الحرب التي قد تحصل من شأنها أن تعيد النظر في الخارطة السياسية لمنطقة أوراسيا، لا سيما وأن روسيا استطاعت استعادة أقاليمها المسلوبة".
وحذّر من "تدهور الوضع الأمني عالميا"، قائلا إنّ "توسع رقعة الحرب لن يشمل أوكرانيا فحسب، بل دول عدة"، محملا الغرب المسؤولية، وداعيا المنظمات الدولية إلى "وقف التصعيد ومواجهة التعنت الغربي غير المقبول".