بعد فشل جولة القاهرة.. ما سيناريوهات الحرب في قطاع غزة؟

بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة في التوصل لوقف إطلاق نار وعقد صفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة، تذهب الأوضاع إلى مزيد من التصعيد.
Sputnik
ويرى مراقبون أن السيناريوهات المقبلة تتركز حول زيادة إسرائيل من تصعيدها في غزة، وقصفها للمدنيين والأطفال للضغط على "حماس" للقبول بالتنازلات، فيما سيكون هناك جولة جديدة من التفاوض خلال أسبوع أو اثنين.
وقالت مصادر أمنية مصرية، ليل الأحد/ الاثنين، إن المحادثات التي جرت في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، انتهت.
أمريكا أرسلت أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل منذ بداية حرب غزة
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصدرين أمنيين مصريين، قولهما إن محادثات وقف إطلاق النار بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، التي جرت في القاهرة، انتهت دون التوصل إلى اتفاق.
وأشار المصدران المصريان إلى أن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وإسرائيل لم يوافقا على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء.

زيادة الضغط الإسرائيلي

قال الدكتور ماهر صافي، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، إن المحادثات بشأن اتفاق محتمل لوقف الحرب في غزة، انتهت دون التوصل إلى اتفاق بالقاهرة، حيث لم توافق إسرائيل على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء، فيما أصرت حركة حماس على تنفيذ البنود التي اتفق عليها سابقا.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، أوضح وفد حركة حماس أن إسرائيل لا تريد وقف إطلاق النار بعد اجتياح رفح، فيما تناولت المحادثات خمسة مواضيع مهمة منها الإصرار على وقف إطلاق النار، وسحب القوات من كل القطاع، وإغاثة النازحين وعودتهم لديارهم، ثم صفقة تبادل عادلة.
بعد أنباء عن فشل المفاوضات.. واشنطن: نبذل جهودا لإيقاف إطلاق النار في غزة
وأكد أن وقف العدوان هو أولوية أولى للحركة، إلا أن إسرائيل لا تزال تماطل حتى هذه اللحظة، ووضعت شروطاً جديدة لقبول الاتفاق، وتراجعت عما وافقت عليه مسبقا، حيث تريد الانسحاب فقط من 3 كيلومترات من محور فيلادلفيا.
وأوضح أن مصر ترى ضرورة انسحاب إسرائيل بشكل كامل من محور فيلادلفيا، ولكن لمنع تعطيل الصفقة تسعى القاهرة لأن يكون الانسحاب على مرحلتين.
وفيما يتعلق بسيناريوهات المرحلة القادمة، يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني أن إسرائيل ستزيد من الضغط على حماس من خلال استهداف المدنيين الفلسطينيين بشكل مكثف، وستزيد من عمليات أوامر الإخلاء وعملياتها العسكرية والبرية داخل قطاع غزة.

مفاوضات جديدة

في السياق، اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أن فشل المفاوضات التي جرت في القاهرة وقبلها في الدوحة، في التوصل لاتفاق هدنة وتبادل الأسرى في قطاع غزة، لا يعني أن الأبواب باتت مغلقة بشكل نهائي للتوصل إلى حل.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فالسيناريوهات المقبلة هي التفاوض، حيث لن يكون هناك هدنة أو وقف الحرب في غزة قبل شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وإسرائيل ستراوغ في هذه الفترة، إضافة إلى أن واشنطن غير جادة في الضغط على إسرائيل.
تغطية مباشرة لـ "طوفان الأقصى".. قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة
وطالب الرقب بضرورة بأن يتم العودة لمجلس الأمن لتحويل قرار رقم 2735 إلى قرار تحت البند السابع، وبالتالي إلزام كل الأطراف بوقف هذه الحرب التي تمارس الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
ويرى أن السيناريو الأقرب هو أن يتم الدعوة لجولة جديدة من المفاوضات بعد أسبوع أو أسبوعين، وهكذا حتى الوصول لمطلع أكتوبر واحتفال نتنياهو بنصره على الأبرياء من الأطفال والنساء في قطاع غزة، وبعد ذلك تبدأ أمريكا في الضغط لتنفيذ هدنة قبل الانتخابات الأمريكية.
وقال إن المفاوضات فشلت، لكن ربما تعقد جلسة أخرى الأسبوع المقبل، والأبواب لم تغلق بشكل كامل أمام التوصل لاتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى.
وأفادت مصادر إعلامية بأن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" رفضت، أمس الأحد، الشروط الجديدة التي طرحتها إسرائيل في محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وفد "حماس" يغادر القاهرة بعد التأكيد على الوسطاء بإلزام إسرائيل بمقترح بايدن وقرار مجلس الأمن
وتتضمن نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر "الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا".
وقالت "حماس" إن "إسرائيل تراجعت عن التزامها بسحب قواتها من هذا المحور ووضعت شروطا جديدة أخرى منها فحص الفلسطينيين النازحين أثناء عودتهم إلى شمال القطاع عندما يبدأ وقف إطلاق النار".
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني وإصابة نحو 94 ألفا آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
مناقشة