أستاذ قانون: الرئاسي الليبي غير مخول بالدعوة للانتخابات أو تعيين محافظ المصرف المركزي

قال الدكتور عمر عبد الله، أستاذ القانون العام بجامعة سرت الليبية، إن دعوة رئيس المجلس الرئاسي لاختيار محافظ مصرف ليبيا المركزي يؤكد عدم صحة الخطوة الأخيرة التي اتخذها المجلس الرئاسي بتعيين محافظ جديد للمصرف، وهو القرار الذي رفضه مجلس النواب.
Sputnik
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن البرلمان الليبي، أكد استمرار الصديق الكبير في منصبه، وإيقاف تكليف محمد الشكري، في وقت سابق، ما أدى إلى أزمة كانت من ضمن داعياتها إعلان الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب حالة القوة القاهرة على قطاع النفط، وتوقف عمليات الإنتاج والتصدير.
أزمة المصرف المركزي.. المجلس الرئاسي الليبي يراهن على "المؤسسة العسكرية"
ويرى أن قيام المجلس الرئاسي بهذا العمل زاد من حدة الأزمة؛ وتعقيد المشهد السياسي الليبي، وتعميق فجوة الخلاف بين المؤسسات، وهذه المرة بين مجلس النواب، والمجلس الرئاسي.
ولفت إلى أن الاختصاص المتعلق بتعيين وإقالة المحافظ ونائبة مسألة حسمها قانون المصارف، حيث أن السلطة التشريعية المتمثلة في مجلس النواب هي المختصة بذلك، وقد أكد القانون على تبعية المصرف لها. كما أن الاتفاق السياسي الليبي 2015 ينص على ضرورة أن يتم التشاور والتوافق بين مجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة عندما يتعلق الأمر بالتعيين في المناصب السيادية، ويعد منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه من ضمنها.
وتابع: "حدد القانون أيضا تشكيل مجلس إدارة المصرف، ولا يجوز مخالفة ما نص عليه القانون في هذا الشأن، وأي مخالفة له تجعل القرار معيبا".
أما بخصوص الدعوة إلى إجراء انتخابات بحد أقصى 17 فبراير/شباط المقبل، يرى أستاذ القانون أن مثل هذه الدعوات ليست جديدة، فبالرغم من صدور قانوني انتخاب مجلس الأمة، وانتخاب رئيس الدولة السنة الماضية، والتوافق عليها في اجتماع القاهرة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، فأن الاتفاق بين الطرفين ينص على تشكيل حكومة جديدة موحدة تكون مهمتها الرئيسة الإعداد لهذه الانتخابات وفق ما ورد ضمن بنود ملتقى الحوار السياسي الليبي بجنيف.
وأشار إلى الخطوات الواجب اتباعها بتشكيل حكومة لإجراء الانتخابات تعترض عليه حكومة الوحدة الوطنية، كما أن هذه الخطوة لم تجد دعما من البعثة الأممية، وكان قد اعتبر المبعوث السابق عبدالله باتيلي مسألة تشكيل حكومة جديدة قضية خلافية.
هل سعى " المجلس الرئاسي" لحل "البرلمان" الليبي... خبراء يوضحون التفاصيل؟
وتابع بقوله "إن الدعوة إلى إجراء انتخابات في ظل هذه الظروف، وفي ظل وجود حكومتين، هي دعوة لن يكتب لها النجاح، والمجلس الرئاسي غير مختص بذلك، فالجهة التي خولها المشرع بالإشراف على العملية الانتخابية وإدارتها، وأوكل لها القانون هذا الاختصاص هي المفوضية العليا للانتخابات، لكن هذا يتطلب وجود حكومة موحدة تتولى تقديم الدعم اللازم لتنفيذ الاستحقاق الانتخابي، وتوفير كافة الاحتياجات المالية والفنية، ووضع الخطة الأمنية لتأمين الانتخابات".
وكانت الانتخابات هي المهمة الأولى لحكومة الوحدة الوطنية وفق خارطة الحوار السياسي الليبي.
أما الدعوة إلى إجراء انتخابات، وتحديد موعد لها في ظل وجود حكومتين هو أمر صعب للغاية، خصوصا في ظل وجود مناخ سياسي مضطرب يسود البلاد، وانقسام حكومي حاد، فهذه كلها عوامل لن تسمح بإجراء انتخابات حرة وشفافة تنهي الأزمة، وفق الأكاديمي الليبي.
وتضمن بيان المجلس الرئاسي صباح اليوم عدة نقاط، أهمها أن المجلس مارس مهامه بحسب الاتفاق السياسي في تعيين كبار الموظفين وأنه حقق التمثيل السياسي الواسع لكافة القوى والأطراف تعزيزا للاستقرار.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمس الاثنين، عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة المتعلقة بأزمة مصرف ليبيا المركزي، مؤكدةً أن "القرارات أحادية الجانب المتخذة في الآونة الأخيرة تهدد بحدوث انهيار مالي واقتصادي في البلاد".
رئيس النقابة العامة للنفط في ليبيا: يجب الابتعاد عن استخدام النفط کورقة ضغط لتمرير أجندات سياسية
وفي وقت سابق أعلن المجلس الرئاسي تعيين محمد الشكري محافظا جديدا للمركزي، وإقالة المحافظ الحالي الصديق الكبير، وهو ما سارع مجلس النواب وكذلك المجلس الأعلى للدولة لرفضه، مؤكدين أن تعيين المحافظ من اختصاصاتهما، وليس اختصاص المجلس الرئاسي.
وفي هذا الصدد، شدد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح على أن البرلمان قرر استمرار الصديق الكبير في منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي لضمان استكمال عملية توحيد المصرف.
واشترط محمد الشكري، توافق مجلسي النواب والدولة على تعيينه محافظا لمصرف ليبيا المركزي، مشددا على أن استقرار ليبيا النقدي والاقتصادي يتطلب التزاما بالقوانين والاتفاقات.
مناقشة