الاتحاد الأوروبي "يلعب بنار الموثوقية"... بدء تحويل عائدات الأصول الروسية وتلويح "برد قاس"

بدأ الاتحاد الأوروبي، بتوجيه عوائد الأصول الروسية المجمدة لتمويل المساعدات العسكرية لنظام كييف، في خطوة يؤكد خبراء بأنها ستسبب حالة من انعدام الموثوقية حول نجاعة الاعتماد على الدول الغربية في ما يخص إيداع الأصول التابعة للحكومات حول العالم لدى دول الاتحاد الأوروبي، فيما شدد الكرملين على أن.
Sputnik
وأعلن جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية لدى الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، في تصريحات قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أن "الاتحاد الأوروبي بدأ توجيه عوائد الأصول الروسية المجمدة لتمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث تم تحويل 1.4 مليار يورو (نحو 1.55 مليار دولار) لهذا الغرض".

وقال بوريل: "لقد بدأنا بالفعل استغلال عوائد الأرباح غير المتوقعة للأصول الروسية المجمدة، وأُرسلت الأرباح من هذه الأصول المجمدة بالفعل إلى أوكرانيا والدول الأعضاء (بالاتحاد الأوروبي)"، زاعما أن ذلك سيسهم في "المزيد من المعدات العسكرية لأوكرانيا... تم تحويل 1.4 مليار يورو بالفعل".

عدم توافق داخلي و"عقاب شكلي"

وأشار بوريل إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يزال غير قادر على التوافق بشأن تخصيص 6 مليارات يورو من أموال ما يطلق عليه "صندوق السلام الأوروبي" المخصصة لتقديم مساعدات عسكرية لنظام كييف.
مساعد الرئيس الروسي: الدول التي استولت على الأصول الروسية ستدفع بالكامل ثمن تصرفاتها

وأوضح بوريل أن "هذه الأموال لا تزال في الحسابات، ولكن إحدى الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لا تزال تعطل القرار"، في إشارة إلى هنغاريا، التي لا تزال تحجب موافقتها على تحويل 6 مليارات يورو، كتعويضات عن المساعدات العسكرية التي يقدمها الاتحاد لأوكرانيا.

وبدوره، أكد وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، أن بلاده ستعارض السماح لكييف بتوجيه ضربات إلى الأراضي الروسية بأسلحة بعيدة المدى، مشيرًا إلى أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى "تصعيد خطير".

موسكو تلوح "برد قاس"

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد أكدت الثلاثاء الماضي، أن رد روسيا على تحويل عائدات الأصول الروسية إلى أوكرانيا سيكون قاسيا.
وقالت زاخاروفا: "لقد قلنا مرارا وتكرارا أننا سنرد بصرامة شديدة، وسيتم اتخاذ قرار بشأن كل بند حول كيفية الرد، بطبيعة الحال، سنتصرف بما يخدم المصلحة الوطنية، وسيشعرون بذلك".
وعلقت زاخاروفا، على تقديم فلاديمير زيلينسكي، مشروع قانون إلى البرلمان الأوكراني بشأن تمديد الأحكام العرفية في البلاد، ووصفته بأنه ينقذ نفسه فقط، ويدفع الثمن حياة الأوكرانيين، موضحة: "زيلينسكي ينقذ نفسه فقط، وهو مستعد لدفع ثمن باهظ من أجل خلاصه، وهو يدفع ثمن حياة المواطنين الأوكرانيين".

"سرقة العصر"

وبدوره، وصف أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية والباحث السياسي، جيرار ديب، قيام الاتحاد الأوروبي بمصادرة الأصول الروسية بـ"سرقة العصر".

وأوضح في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "روسيا لن تسكت عن هذا القرار وستقوم بالمواجهة عبر تغيير العقيدة النووية الرادعة في حال تعرض الأمن القومي الروسي للتهديد"، معتبرًا "هذه السرقة تهديد اقتصادي على الشعب الروسي".

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن "القرار الأوروبي من الناحية القانونية لا يستند إلى أي مرجعية قانونية وغير شرعي، ولكن الغرب يضع القوانين ويخترقها بحسب المصالح الأميركية".
نظام كييف يكشف كيفية إنفاقه لعوائد الأصول الروسية المسروقة

وشدّد ديب على "ضرورة انتهاء ممارسات الغرب الفوقية مع دول العالم، وعليه أن يتقبل، لا سيّما الولايات المتحدة. هناك حضارة روسية وصينية وإسلامية وغيرها بدأت تظهر على الساحة العالمية وتثبت حضورها على الصعيد الاقتصادي والصناعي والثقافي".

وفي هذا الإطار، استنكر ديب "قيام الولايات المتحدة باستغلال الشعوب لمحاربة القوى التي تطمح إلى عالم متعدد الأقطاب"، مشيراً إلى أن "المعركة الفعلية اليوم مع واشنطن و"الناتو" الذين يمارسان الحقارة السياسية في العالم".
مناقشة