مسؤول لـ"سبوتنيك": إسرائيل تسعى لاستدراج قوات الأمن الفلسطينية بالضفة لمربع الصدام

قال الدكتور أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن ما يحدث الآن في الضفة تكرار للاجتياح الإسرائيلي بقيادة شارون عام 1902م، ضمن حملة دمرت البنية التحتية والمدن والقرى الفلسطينية، وكذلك مقرات السلطة الوطنية الأمنية والمدنية.
Sputnik
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "حملة شارون لم تكن من أجل اغتيال الشهيد ياسر عرفات وقتها، لكن كانت مبرمجة لقتل الحل السياسي المبني على أساس حل الدولتين، تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
وأكد أن "ما فشل شارون في تحقيقه، يعيد نتنياهو وحكومته الفاشية تنفيذيه الآن في الضفة الغربية، حيث أن اجتياح المدن والمخيمات تهدف إلى تقويض وإنهاء السلطة الوطنية الفلسطينية، وليس كما تدعي إسرائيل لوجود بعض المسلحين الذين يقومون بمقاومة إسرائيل، حيث هناك تدمير ممنهج للبنى التحتية الفلسطينية المدنية والاجتماعية والاقتصادية".
قياديون في حركة فتح لـ"سبوتنيك": إسرائيل تنفذ أهدافها التخريبية ضد الشعب الفلسطيني
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لمحاولة استدراج قوات الأمن الفلسطينية للدخول في مربع الصدام كما جرى في عام 2001، وهذا الاستدراج مريح لإسرائيل التي تضمن تفوقها العسكري، وتضمن كذلك نجاحها في توجيه الاتهامات للقادة والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بأنهم تنظيمات إرهابية، لقطع الطريق أمام حملة التضامن مع الشعب، والاعترافات الدولية بفلسطين، وكذلك الملاحقة القانونية لنتنياهو ووزير حربه أمام الجنائية الدولية ومحكمة العدل.
ويرى مجدلاني أن الهدف الإسرائيلي واضح في التدمير الممنهج، عبر تصعيد خطير ونوعي، حيث أن الحملة التي بدأتها حكومة نتنياهو منذ سنوات تهدف إلى حسم الصراع مع الفلسطينيين وتدمير السلطة، وهو ما يعني عمليا القضاء على الحل السياسي المبني على أساس حل الدولتين والمتفق عليه دوليًا.
ووجه المسؤول الفلسطيني تحذيرًا للعالم من "مغبة الإجراءات والعدوان الإسرائيلي المتصاعد ضد الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، حيث هناك أكثر من 9 آلاف أسير فلسطيني تم اعتقالهم بالضفة، وأكثر من 638 شهيدًا سقطوا باستثناء ضحايا الحملة العسكرية أمس واليوم".
مسؤول لـ"سبوتنيك": العملية العسكرية الإسرائيلية تسعى لتغيير معالم الضفة الغربية
ومضى قائلًا: "نحن أمام مذبحة جدية وطهير عرقي كان يجري بصمت خلال الأشهر العشرة الماضية للتجمعات السكانية البدوية، هناك حوالي 31 تجمعا منتشرين في الضفة الغربية"، مؤكدًا أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى انفجار الأوضاع وسيكون أمنيا وأكثر عنفا ودموية مما هو عليه في قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن أمس الأربعاء، عن بدء عملية عسكرية واسعة في كل من جنين وطولكرم بالضفة الغربية في فلسطين.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان عبر حسابه على منصة "إكس": "بدأت قوات الأمن الآن عملية لمكافحة الإرهاب في جنين وطولكرم، ضمن منطقة فرقة مناشيه".
إسرائيل تتهم إيران بتهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية عبر الأردن
وفي وقت سابق، أفاد مراسل "سبوتنيك"، نقلاً عن مصدر فلسطيني محلي، قوله إنه "سُمع صوت إطلاق نار كثيف في مخيم جنين، وذلك بعد اكتشاف وحدات خاصة إسرائيلية بالقرب من مدخل المخيم".
وقال المصدر إنه "على إثر ذلك، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة جنين من حاجز الجلمة، وقامت بإطلاق النار"، مضيفاً أنه "تم إطلاق صفارات الإنذار داخل المخيم وفي محيطه، فيما دارت اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أكدت، أمس الأربعاء، مقتل 11 فلسطينيا خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية، 6 منهم في جنين و5 بطوباس.
ومنذ عملية "طوفان الأقصى"، صعّدت إسرائيل اعتداءاتها في الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 635 فلسطينيا واعتقال ما يزيد على 10 آلاف آخرين.
مناقشة