وقال خبراء، إن أكثر من مليون شخص تضرروا نتيجة تساقط الأمطار، في ظل ضعف البنى التحتية، وتساقطات مطرية مفاجئة في بعض الأقاليم، والأودية التي يقيم فيها بعض السكان، خاصة أن بعضها اعتاد سكانها على الجفاف المستمر منذ عقود.
ولقي 145 شخصا حتفهم جراء الفيضانات التي اجتاحت جميع الولايات التشادية البالغ عددها 23 ولاية، والتي تفاوتت فيها الأمطار من إقليم لآخر، وفق تقارير صحفية.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن الأمطار تسببت في تشريد أكثر من مليون نسمة، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية والزراعة وفقدان الآلاف منازلهم وممتلكاتهم.
أرقام غير دقيقة
من ناحيته قال الدكتور، العابد مصطفى البشير، مفوض لجنة حقوق الإنسان بتشاد، إن الأرقام الحالية بشأن ضحايا الفيضانات غير دقيقة حتى الآن.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الأمطار الغزيرة في عموم تشاد، ومناطق صحراوية لم تهطل بها الأمطار منذ عقود، وخصوصا شمال تشاد ووسطه، شكلت أزمة كبيرة، خاصة في العاصمة انجمينا، وأقاليم "شاري باقرمي، إقليم السلامات، إقليم كانم، إقليم بحر الغزال".
وأوضح أن المتضررين من الأمطار فاق عددهم مليون مواطن، يتفاوت حجم الضرر من إقليم لأخر.
ولفت إلى أن الأضرار في تزايد بسبب استمرار هطول الأمطار بغزارة، في مناطق ومدن صحراوية لم تعهد تساقط الأمطار.
بشأن الجهود الحكومية، أوضح الحقوقي التشادي، أن " الرئيس حلق بطائرة عمودية فوق المناطق التي غمرتها المياه، وأعطى تعليماته بضرورة تكثيف الجهود، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن بدأ برئيس بلدية انجمينا ومرورا بوزراء الشئون الاجتماعية ووزير البنية التحتية والتمدن".
أوبئة وأمراض
وأشار الحقوقي التشادي، إلى أن أبرز المخاوف تتمثل في إزديات هطول الأمطار، مما يعني مزيدا من الإضرار، وكذلك انتشار بعض الأمراض بين المتضررين الذين جمعتهم الحكومة في مواقع بدون صرف صحي جيد، وخصوصا إزدياد الأمراض الموسمية المصاحبة لفصل هطول الأمطار، ومنها "الملاريا" التي تؤدي بمئات الأرواح، وغيرها من الأمراض، ومن غير المستبعد وجود مجاعة جزئية لبعض المتضررين، الذين فقدوا مصادر دخلهم بدون أي بديل للدخل المعيشي، وحتى المساعدات الإنسانية".
في الإطار قال إسماعيل محمد الطاهر، الأكاديمي التشادي، إن التغيرات المناخية أدت لتساقط الأمطار في أماكن لم تشهد أي أمطار منذ سنوات طويلة.
أمطار غير متوقعة
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن العديد من الأقاليم وفي مقدمتها العاصمة، هطلت فيها كميات كبيرة من الأمطار، وخلفت العديد من الأضرار، حيث عانت بعض الأماكن من السيول التي أتلفت المحاصيل الزراعية، وهدم بعض المنازل في أماكن عدة.
موضحا، أن السيول دفعت مئات الأسر إلى ترك القرى والانتقال إلى أماكن آمنة، في ظل ضعف البنى التحتية، وعدم القدرة على مواجهة التساقطات المطرية بهذه الكميات.
ولفت إلى أن بعض الدول قدمت المساعدات، بالإضافة للمساعدات التي تقدمها الحكومة المركزية لمتضرري الزلزال.
وأطلقت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية نداء عاجلا لتقديم المساعدات الطارئة للمتضررين، حيث يحتاجون بشكل عاجل إلى مأوى وغذاء ورعاية طبية.
وفق تقارير صحفية، من المتوقع أن تشهد دول مثل مالي والنيجر وتشاد، أمطارا غزيرة وعواصف رعدية قوية خلال الأيام المقبلة.