وشدد غالانت على ضرورة تمكين السكان من العودة إلى مناطقهم في شمال إسرائيل والتي تم إجلاؤها بسبب هجمات حزب الله اللبناني المتحالف مع إيران.
وأكد أن مهمتهم على الجبهة الشمالية واضحة، ضمان عودة سكان بلدات الشمال إلى ديارهم بسلام، مضيفًا: "من أجل تحقيق هذا الهدف، لا بد أن نوسع أهداف الحرب وأن نضم إلى الأهداف عودة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم".
وطرح البعض تساؤلات بشأن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، وما إن كانت تشير إلى إمكانية توسيع الحرب الإسرائيلية في المنطقة لتشمل لبنان.
المسرح الثالث
اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تأتي في سياق التحضير للمسرح الثالث للاعتداءات الإسرائيلية، حيث كان المسرح الأول قطاع غزة، وربما تفترض إسرائيل أنها حققت جزءا من أهدافها وغايتها عبر تدمير القطاع وتهجير سكانه، وإفقاده القدرة على إسناد الضفة الغربية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، نقل الاحتلال مسرح الحرب إلى الضفة الغربية في سياق مشروعه لتهويد فلسطين وتصفية الوجود الاجتماعي والبشري للفلسطينيين كتجمعات، ولو تسنى له تحقيق أهدافه في الضفة وغزة، سيكون المرحلة الثالثة في لبنان.
وأكد عوض أن التصريحات الإسرائيلية تندرج فيما يمكن أن نسميه بتأهيل المسرح الإعلامي والسياسي استعدادا لنقل المعركة إلى جبهة لبنان، مؤكدًا أن نتنياهو وغالانت يمكنهما القيام بهذه الخطوة التي يرونها مجدية لإسرائيل، فيما يحفزهم الموقف العربي والإسلامي الصامت على الاستمرار في هذه الحماقة والمغامرة.
ويرى أن أداء محور المقاومة في جبهاته التي تبدو منخفضة الوتيرة ويتردد الكثير من الأوهام والرهاب من التدحرج لحرب إقليمية واسعة وتأكيد فصائل الجبهات وقواها أنهم لا يريدون حربا إقليمية، يغري نتنياهو وغالانت بارتكاب حماقة بتوسيع دائرة الاشتباك واستهداف الجبهة الشمالية.
وأوضح أنه في حال تورط إسرائيل على هذه الخطوة ستكون لبنان مقبرة ونهاية لهذه الحرب الوجودية والمصيرية كما وصفها حسن نصر الله زعيم خزب الله في خطابه الأخير، وستكون الحرب الأخيرة بين العرب وإسرائيل، وتشير المعطيات إلى استحالة انتصار إسرائيل فيها.
تسوية أو الذهاب للحرب
من جانبه اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن توسيع الحرب لتشمل جبهة لبنان ليس جديدا، حيث هناك داخل الحكومة الإسرائيلية عدة وجهات نظر متفاوتة حول هذه النقطة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يوجد فريق يؤيد توسيع الحرب ومحاولة جر أمريكا لحرب واسعة يستقوون بها لتوجيه ضربة لأخصام إسرائيل في المنطقة، وخلق عداوة بين واشنطن وطهران، مما ينهي الاتصالات ومحاولات التقارب بينهما والتي يعتبرها هذا الفريق بأنها تمس بالمصالح الاستراتيجية لإسرائيل.
وتابع: "في المقابل، هناك فريق آخر يعتبر بأن توسيع الحرب يمكن أن يكون مؤثرا، ويشكل خطرا وجوديًا على إسرائيل، وهو يريد أن يذهب إلى تسوية وإيجاد حل وعدم الانجرار لحرب طويلة الأمد، فيما لا يزال هذا الموضوع مجالا للتجاذب داخل الحكومة الإسرائيلية، وكذلك مع موازين القوى في المنطقة".
ويرى أن هناك سباقا بين تسوية تنطلق من وقف إطلاق النار في غزة، وتسعى بعض الأطراف لترتيبها، وبين فريق آخر يريد الأمور كما هو عليه الآن، لكن هناك خطر أن تدحرج وتذهب لمواجهة وحرب شاملة ستكون مضرة على جميع الأطراف.
وأكد أبو زيد أن بعض العقلاء يسعون لاحتواء الأزمة قبل أن تذهب لحرب مدمرة ومخربة، وأطراف أخرى تريد أن تغامر بالحرب حيث تتوهم أنها ستكون المنتصرة، فيما تراوح المنطقة بين هذين الحلين، وترتفع أسهم الحرب الشاملة أحيانا، وفي أوقات أخرى أسهم المساعي الجدية للتوصل إلى تسوية.
وتستمر المعارك في جنوب لبنان بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، حيث دخلت يومها الـ323، وتتوسع العمليات بشكل يومي على طول الحدود الجنوبية من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا.
وازدادت حدة التوترات بعد استهداف الجيش الإسرائيلي للضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، واغتيال القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر، ورد "حزب الله" على 11 موقعًا إسرائيليًا بينهم مقر الوحدة 8200 في مارغليلوت.