وبحسب موقع "theconversation" يدرس مايكل جولدينغ، أستاذ علم وظائف الأعضاء بجامعة تكساس، تأثير تعاطي الآباء للكحول على نمو الجنين والصحة مدى الحياة.
يشار إلى أن الباحثين أدركوا منذ فترة طويلة أن تعاطي الأب للكحول يؤثر سلبا على الصحة العقلية لأطفاله ونموهم الاجتماعي، إلا أنه لم يتضح ما إذا كان شرب الأب له أي آثار بيولوجية دائمة على الصحة البدنية لنسله.
وأظهر بحث معملي أن تعاطي الكحول المزمن من كلا الوالدين له تأثير دائم على الجيل التالي من خلال التسبب في ظهور أعراض الشيخوخة على ذريتهم بشكل أسرع وزيادة تعرضهم للأمراض.
ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة، يعاني ما يقرب من 11% من البالغين في الولايات المتحدة من اضطراب تعاطي الكحول، حيث يسبب الإفراط في تناول الكحول مشاكل صحية متعددة، منها أمراض الكبد ومشاكل القلب وتدهور الوظائف الإدراكية والشيخوخة المبكرة.
وقد ينقل الآباء هذه المشاكل الصحية إلى أطفالهم، حيث تشير اضطرابات طيف الكحول الجنيني إلى مجموعة واسعة من التدهور البدني والسلوكي المرتبط بالكحول والتي تؤثر على ما يصل إلى 1 من كل 20 طفلًا في المدارس الأمريكية.
ويعاني الأطفال المصابون باضطرابات طيف الكحول الجنيني من ظهور مبكر لأمراض كبار السن، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب، حيث ظهرت أمراض القلب والأوعية الدموية لأول مرة أثناء فترة المراهقة للأشخاص المصابين بهذه الاضطرابات، بينما يصاب الأشخاص الطبيعيون بهذه الأمراض عادةً في الأربعينيات والخمسينيات من العمر.
كما أن الأطفال المصابين باضطرابات طيف الكحول الجنيني يصبحون أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى، كما يقل متوسط أعمارهم بنسبة 40% عن غيرهم من الأطفال الذين لا يعانون من هذه الحالات.
واستخدم جولدينغ وفريقه في دراسته نموذجاً للفئران لقياس التأثيرات التي يخلفها تعاطي الأم أو الأب أو كليهما للكحول في وقت الحمل على شيخوخة أطفالهم وأمراضهم المزمنة.
وجد الباحثون أن شرب الأب والأم للكحول يسبب تغييرات ضارة في الميتوكوندريا لدى أطفالهما، وتتحكم الميتوكوندريا (التي تسمى بطارية الخلية)، في العديد من جوانب الشيخوخة والصحة، ومثلها مثل بطارية الهاتف المحمول، تتدهور الميتوكوندريا بمرور الوقت وتتسبب في فقدان الخلايا لقدرتها على التشافي والتحكم في عملية التمثيل الغذائي.
أظهرت التجارب على الفئران أن شرب الأب للكحول يسبب خللاً في وظيفة الميتوكوندريا يظهر أولاً أثناء نمو الجنين ويستمر حتى مرحلة البلوغ، مما يتسبب في تسريع ظهور الشيخوخة.