وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن "الولايات المتحدة تتفاوض مع مصر وقطر بشأن تفاصيل اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المعتقلين، وهو ما تعتزم تقديمه لإسرائيل و"حماس"، في الأسابيع المقبلة، وإذا فشلت الأطراف في قبول ذلك، فهذا يعني نهاية المفاوضات تحت قيادة واشنطن".
ويطرح بعض المراقبين تساؤلات بشأن إمكانية تمرير أي صفقة في ظل تعنّت إسرائيل، ورفض نتنياهو المضي قدما في مفاوضات وقف الحرب وتبادل الأسرى.
تعقيد المفاوضات
اعتبر فادي أبو بكر، المحلل السياسي الفلسطيني، أن "الحسابات السياسية لحكومة نتنياهو، بالإصرار على البقاء في محوري نتساريم وفيلادلفيا، تجعل التوصل إلى هدنة ضرباً من المستحيل، ما لم يكن هناك تحولات مفاجئة على رأسها ضغط حقيقي يمارس من قبل الولايات المتحدة".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، خطاب نتنياهو الأخير، جاء كخطوة استباقية لتعقيد مسار المفاوضات من حيث تحميل "حماس" مسؤولية تعثر المفاوضات، مع التركيز على التهديد الإيراني لتعزيز دعمه العسكري والسياسي الأمريكي والغربي.
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني أنه "رغم الجهود الأمريكية لطرح اقتراح نهائي لوقف إطلاق النار، تبدو فرص النجاح ضعيفة بسبب تعنّت نتنياهو، والتصعيد الخطير في الضفة الغربية".
ويرى أن "الضغط الأمريكي الحاسم وليس أدوات الضغط المستهلكة إعلامياً، قد يكون العامل الوحيد الذي يمكن أن يغير هذا المسار، لكن الوضع الحالي يشير إلى تعقيد المفاوضات واستمرار السياسات الإسرائيلية الحالية".
هروب أمريكي
بدوره، اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطينية، تصريحات الرئيس بايدن، حول علمه بعرقلة نتنياهو للصفقة، وأنه يعمل مع مصر وقطر، لتحديد صيغة جديدة يتم تنفيذها على الطرفين، كانت "مفاجئة".
وقال الرقب في حديثه لـ"سبوتنيك": "إذا كان بايدن صادقا في حديثه عليه الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، لاستصدار قرار تحت الفصل السابع بوقف الحرب على قطاع غزة، ومن ثم يلزم الأطراف بتنفيذه تحت قوة السلاح"، مؤكدًا أن "أمريكا لا يمكنها الإقدام على هذه الخطوة تجاه إسرائيل".
ويرى أن "تصريح بايدن وانتقاده لنتنياهو جاء بشكل غير مباشر، حيث قال إنه لم يبذل جهدا لإتمام صفقة تبادل الأسرى"، معتبرًا أن "التصريح هروب من قبل واشنطن بإلزام نتنياهو بقبول تنفيذ هذه الصفقة".
وأكد أن "نتنياهو في المقابل لا يريد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب، ويتمسك بالتواجد في محور فيلادلفيا، ويفشل كل جهد يبذل لتنفيذ التبادل، حيث يرى في استمرار الحرب طوق النجاة الوحيد له للاستمرار في الحياة السياسية".
والأسبوع الماضي، قال مسؤولون أمريكيون إن "المفاوضات في مرحلة أخيرة لسد الفجوات بين "حماس" وإسرائيل".
وأبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أول أمس الأحد، عائلات المحتجزين الأمريكيين في غزة، أن "الرئيس جو بايدن، يبحث تقديم عرض نهائي لإسرائيل وحركة حماس، لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة".
وتجري مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس"، منذ أشهر، تحت رعاية الولايات المتحدة ومصر وقطر، في محاولة للتوصل إلى اتفاق إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة، مقابل الأسرى الفلسطينيين ووقف مؤقت لإطلاق النار على أمل وضع الأساس لإنهاء الحرب بشكل كامل.
وأثارت استعادة الجثث، غضبا عارما في إسرائيل، وأشعلت احتجاجات جديدة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالتزامن مع بدء صباح اليوم الإضراب العام في إسرائيل، وشمل وزارات المالية والداخلية والاقتصاد والصناعة والتعليم والصحة والدفاع وشركة الكهرباء والبريد وهيئة الطبيعة والمتنزهات ومؤسسة التأمين الوطني ومصلحة الضرائب.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في بيان على موقع البيت الأبيض: "في وقت سابق، عثرت القوات الإسرائيلية على ست جثث لرهائن تحتجزهم حماس في نفق أسفل مدينة رفح. لقد أكدنا أن أحد الرهائن... مواطن أمريكي وهو هيرش غولدبرغ بولين".
وعبّر بايدن عن حزنه لوفاة هيرش، مشيرا إلى أنه سيواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى تفاق للإفراج عن بقية المحتجزين.
وفيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيداً أمنياً متواصلاً منذ الهجوم الإسرائيلي على القطاع، في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية عن مقتل أكثر من 600 فلسطيني واعتقال زهاء 9000 آخرين.