ويعد المعالج الدقيق أحد العناصر الأساسية لأنظمة الحوسبة، إذ أنه يحدد إلى حد كبير مدى سرعة قيام الحاسوب بحل مشكلات معينة، ويقوم المعالج الدقيق بإجراء العمليات الحسابية والمنطقية ويتحكم في الحالة العامة للأنظمة الإلكترونية، ليس فقط في أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية، ولكن أيضًا في السيارات والأجهزة المنزلية.
يقول علماء جامعة نيجني نوفغورود الحكومية أنه يوجد حاليًا نوعان من بنيات المعالجات الدقيقة، وإن هذه البنيات هي التي تحدد قدراتها في معالجة البيانات والتعليمات المخزنة في الذاكرة، وإدخالها في السجلات الداخلية وتنفيذ عمليات معينة.
إن ما يسمى بنوع "سي أي إس سي" من المعالجات الدقيقة قادر على معالجة الأوامر المعقدة من مجموعة العمليات الدقيقة، التي يمكن تكرارها مرات عدة. هذا المبدأ يجعل التعليمات البرمجية أكثر إحكاما، ولكنه يزيد من وقت تنفيذ الأوامر، على العكس من ذلك، فإن نوع "آر أي إس سي" قادر على تنفيذ سلسلة من العمليات البدائية بسرعة، لكن الكود الخاص بهذه المعالجات الدقيقة يستهلك المزيد من الذاكرة.
إن بنية المعالجات الدقيقة "آر أي إس سي - في"، التي يعمل بها متخصصو جامعة نيجني نوفغورود مفتوحة ومجانية، ويتم تصميم المعالجات المعتمدة على هذه البنية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين وروسيا. المعالجات ذات إنتاج ضخم ومناسبة للبحث العلمي والاستخدام العملي ومتاحة بالفعل في السوق.
واقترح المتخصصون في جامعة لوباتشيفسكي طريقة للاستخدام الرشيد لموارد المعالجات الدقيقة (أر أي إس سي - في)، والتي تسمح لك بتسريع تنفيذ بعض خوارزميات مكتبة "أوبن- سي في"على أساس "رؤية الحاسب" للروبوتات، والطب والتصوير الفوتوغرافي المتنقل و تطوير الطيارين الآليين.
يقول جوزيف ميروف، رئيس قسم الحوسبة عالية الأداء وبرمجة الأنظمة في معهد تكنولوجيا المعلومات والرياضيات والميكانيكا بجامعة نيجني نوفغورود، وأحد مؤلفي الدراسة: "لقد وجدنا طريقة لاستخدام موارد الحوسبة المتجهة بطريقة عقلانية وتسريع بعض الخوارزميات من مكتبة "أوبن-سي في" بعشرة بالمئة".
وأوضح ميروف أنه مع الحسابات المتجهة، أثناء تنفيذ تعليمات واحدة، يقوم المعالج الدقيق بنفس العملية بالتوازي على عدة "أجزاء" من البيانات، والتي يمكن أن تسرع العمليات الحسابية بشكل كبير.
وأكد ميروف أنه "باستخدام الهاتف الذكي، نتوقع أن يتم تنفيذ جميع العمليات بسرعة كبيرة، دون توقف أو تجميد، وفي الوقت نفسه، أصبحت المهام التي نعهد بها إلى الأجهزة المحمولة أكثر تعقيدًا، لذلك يحاول مطورو البرامج كتابة البرامج بطريقة تحقق أقصى استفادة من قدرات المعالج والنظام الفرعي للذاكرة، بحيث تعمل في النهاية بسرعة. وهناك أمل في أن نرى معالجات (أر أي إس سي - في)، قريبًا في الأجهزة المحمولة وأجهزة الخادم".
وبحسب المقال المنشور في مجلة "لوباتشيفسكي" العلمية للرياضيات، فإن هذه الأساليب ستتيح زيادة سرعة تنفيذ خوارزميات بعض البرامج بنسبة عشرة بالمئة وستساعد في حل العديد من المشاكل العلمية والتطبيقية.