واعتبر في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "شكل الحضور في المؤتمر كان بالغ الاهمية، إذ نتحدث عن مشاركة ماليزيا والصين، مما يعكس عمق العلاقات بين موسكو وبكين، إضافة إلى الحضور الهائل للشركات العالمية العالية المستوى".
وأضاف أن "اللافت في الموضوع هو أنه إلى جانب حجم الحضور الهائل وكسر منطق العقوبات، يبرز الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ليتحدث بوضوح أمام هذه الشركات والضيوف الكبار، ويؤكد أن استراتيجية موسكو متوجهة شرقا، وأن مفتاح الآفاق الاقتصادية الجديدة للعالم سيكون في الشرق".
وتابع موسى: "انطلق بوتين من عدة عوامل أساسية، ليؤكد أن روسيا منذ عام 2022 تتبنى توجها اقتصاديا جديدا، يركّز على تسهيل الاستثمارات، ويشمل هذا التوجه السماح للصين وبيلاروسيا ودول مجموعة "بريكس" الأخرى بالاستثمار المباشر، لا سيّما في الشرق والجنوب الشرقي".
ومضى، لافتًا إلى أن "حديث بوتين يكمن أساسه عن شراكة استراتيجية مع الصين، بالإضافة إلى توسيع العلاقات بشكل هائل مع الهند، إلى جانب التركيز على مسألتين أساسيتين هما تركيا وإيران، فضلا عن التعاون مع المملكة العربية السعودية، وبالتالي نحن بصدد شبكة جديدة من العلاقات تشملها التوجيهات الروسية من الرئاسة إلى كافة المعنيين بالاقتصاد، لتسهيل الاستثمارات والتمويل، بالإضافة إلى استثمارات عديدة ستنفذها روسيا في تطوير السكك الحديدية وشبكات النقل، وكذلك تطوير الحقول في هذه المنطقة".
وشدد الأستاذ في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، الدكتور محمد موسى، على أن " إعلان الرئيس الروسي أن هذه الآفاق المتجهة شرقا تبدأ من الاستراتيجية الروسية المتصاعدة والتكامل مع الصين، يمكننا أن نفهم ما يجري في الشرق، حيث يتجه الاقتصاد اليوم نحو التكتلات الكبرى والتوازن الدولي، مما يؤدي إلى كسر هيمنة القطب الواحد".
وأردف معتبرا أن "هذه الاستراتيجية تبدأ مع مجموعة "بريكس"، التي تضم حاليا 10 دول، مع دخول السعودية ومصر وغيرها من الدول في المستقبل".
وواصل موسى أنه "بعد مرور 15 جولة من العقوبات، فإن الاقتصاد الروسي يحتل اليوم الموقع الرابع عالميا، بحسب ما صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وعلى الرغم من العقوبات، لا تزال طائرة الرئيس الروسي تجول العالم، وكان آخرها في منغوليا، كما أن رؤساء الدول يستمرون في زيارة موسكو، وكان آخرهم رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إضافة إلى قمة "بريكس" القادمة التي ستقام برعاية بوتين وحضوره شخصيا، بمشاركة قامات دولية كبيرة و23 دولة قوية على الصعيدين الشخصي والإقليمي، وهي كلها عوامل تؤكد أن العقوبات ارتدت على أصحابها".
ويعقد المنتدى الاقتصادي الشرقي في الفترة، من 3 إلى 6 سبتمبر/ أيلول الجاري، في حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في مدينة فلاديفوستوك الروسية.