بعد عامين من القطيعة.. دبلوماسيون يدعون إلى إعادة إحياء العلاقات التونسية المغربية

علم المغرب
مثّل اللقاء الذي جمع أخيرا وزير الخارجية التونسي، محمد علي النفطي، بنظيره المغربي، ناصر بوريطة، على هامش منتدى التعاون الصيني الأفريقي في العاصمة بكين، فرصة لفتح ملف العلاقات التونسية المغربية.
Sputnik
ويأتي هذا اللقاء بعد عامين من الأزمة، التي اندلعت بين البلدين، على أثر استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد، زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، للمشاركة في الدورة الثامنة لقمة "تيكاد"، والتي نظمتها اليابان بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي، في شهر أغسطس/ آب من عام 2022.
وقبل أسبوع، هاتف وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، نظيره التونسي، لتهنئته على تقلّد منصب وزارة الخارجية بعد التعديل الوزاري الأخير في تونس.
وأكد الطرفان بالمناسبة على "عمق ومتانة الروابط الأخوية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين والحرص المشترك على دعم أواصر التعاون بين الجمهورية التونسية والمملكة المغربية في مختلف المجالات"، وفق ما أوردته الخارجية التونسية في بيان تلقت "سبوتنيك" نسخة منه.
ويرى العديد من الدبلوماسيين، أنه حان الوقت لتجاوز كل الخلافات، التي تسبّبت في قطيعة بين الجانب التونسي والمغربي.
قمة ثلاثية في تونس باستثناء المغرب وموريتانيا.. ما الملفات المطروحة؟
عودة المياه إلى مجاريها
وفي السياق، اعتبر وزير الخارجية الأسبق، أحمد ونيس، أن "وزير الخارجية التونسي، محمد علي النفطي، أقدم على خطوة جريئة بتواصله مع نظيره المغربي بعد قطيعة دامت سنتين".
وتابع ونيس في حديث له مع "سبوتنيك" بأن "هذا اللقاء يمهّد لانفراجة حقيقية في العلاقات الدبلوماسية وأن المملكة المغربية تفهمت الموقف التونسي وعادت المياه الى مجاريها".

وأوضح وزير الخارجية الأسبق أن "استقبال زعيم جبهة البوليساريو كان بدعوة أفريقية، وليس من جهة تونسية، وبالتالي لم يكن هناك داع لسحب السفراء وتطور الخلاف التونسي المغربي".

وأشار أحمد ونيس إلى أنه "كان من المفترض أن تفسّر الدولة التونسية هذا الاشكال منذ مدة وتحل موضوع السفراء الذين تم سحبهم في كل من الرباط وتونس ولا تختار منهج الصمت".
وشدد ونيس أنه "على الدولة التونسية أن تحرص على إقامة علاقات متوازنة مع الدول المغاربية".
حساسية الصحراء الغربية
ويصف أستاذ القانون الدولي في الجامعة التونسية، عبد المجيد العبدلي، الخلاف الذي حدث بين تونس والمغرب قبل نحو سنتين بـ"العادي"، مشيرا إلى أن "تونس كانت مطالبة باستقبال زعيم جبهة البوليساريو".
وأضاف أستاذ القانون الدولي لـ"سبوتنيك"، بأن "المغرب لديها حساسية مفرطة فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية"، قائلا: "العلاقات التونسية المغربية هي علاقات قديمة وتاريخية، ولا يمكن لمثل هذه الواقعة أن تؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية".
ويعتبر العبدلي أن "قضية الصحراء الغربية ليست شأنا تونسيا، وأن تونس ليست مطالبة بتقديم موقفها، لأن القضية لدى منظمة الأمم المتحدة".
تكتل الجزائر وتونس وليبيا.. محاولة لعزل المغرب أم ترتيبات لتطورات خطيرة؟
مؤشرات مطمئنة
ومن جانبه، يرى الناشط السياسي والناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة، خالد شوكات، بأن "العلاقات التونسية المغربية هي ضمانة لتوازن الاستراتيجية الخارجية الذي تقتضيه مصالح تونس".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك": "مهما بلغت العلاقات التونسية الجزائرية من عمق وجودة فإن تونس مطالبة بالمحافظة على علاقاتها القوية والجيدة مع المغرب".
وتابع شوكات: "تاريخيا لم تشهد العلاقات الثنائية التونسية المغربية أزمة مماثلة لما حدث قبل سنتين، وبالتالي هذه الأزمة يجب تداركها ومعالجتها في أسرع وقت ممكن".

كما أشار المتحدث الرسمي الأسبق باسم الحكومة، إلى أن "المغرب كان البلد الشقيق الوحيد في المنطقة المغاربية الذي حققت معه تونس فائضا في الميزان التجاري وذلك من خلال تصدير العديد من المنتجات التونسية".

وواصل: "يتمتع المغرب بعلاقات جيدة مع العالم الحر، وهذه العلاقات تخدم صورة تونس إقليميا ودوليا".
وأوضح شوكات أن "العلاقات التونسية المغربية كان يفترض أن تكون خطا أحمرا، ولا يجوز تجاوزه، وكان يفترض أن يجتمع المغرب وتونس داخل اتحاد حقيقي".
وأظهرت بيانات مغربية لعام 2021 تطورا في حجم التبادل التجاري بين المغرب وتونس، إذ بلغت واردات المغرب من تونس نحو 2.28 مليار درهم (215.7 مليون دولار)، مقابل صادرات تقدر بنحو 1.3 مليار درهم (123 مليون دولار).
مناقشة