وأكد مدير "سي آي إيه" أن العمل جار على تقديم مقترح "أكثر تفصيلا" بشأن وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن "هذه مسألة إرادة سياسية".
بينما قال مسؤولون أمريكيون، إنهم أجّلوا خطتهم لتقديم اقتراح اتفاق لإسرائيل و"حماس"، إما بقبول الصفقة أو رفضها إلى أجل غير مسمّى.
وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "حماس" قدمت مطلبا جديدا في وقت سابق من هذا الأسبوع جعل الاتفاق بعيد المنال بشكل أكبر في الوقت الحالي. وكانت المفاوضات قد تعثرت بالفعل بسبب المطالب التي قدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل عدة أسابيع.
وكان الطرفان اتفقا بشكل مبدئي، على أنه في مرحلة معينة ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين يقضون عقوبة السجن مدى الحياة مقابل إطلاق "حماس" سراح جنود إسرائيليين، لكن هذا الأسبوع، قالت الحركة إنه يجب مبادلة هؤلاء الأسرى بالمحتجزين المدنيين أيضا.
في الوقت نفسه، تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب وعدد من المدن، للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لعقد اتفاق مع حركة "حماس"، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وقال منظمو هذه التظاهرات، إن نحو 500 ألف شخص شارك في تظاهرات تل أبيب، وهذا من شأنه أن يجعل هذه الاحتجاجات الأكبر على الإطلاق.
وقال العديد من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، إن عشرات الآلاف شاركوا في احتجاجات بحيفا وكفار سابا والقدس، في حين تجمّع الآلاف أيضاً في مدن أخرى.
واتهم المحتجّون نتنياهو بالإصرار على بقاء إسرائيل على ممر فيلادلفيا، الذي يفصل غزة عن مصر، كوسيلة لإحباط صفقة المحتجزين، والحفاظ على حكومته اليمينية المتطرفة.
ورفع العديد من المحتجين شعارات "نتنياهو قاتل"، و"نريد صفقة الآن"، وغيرها من الشعارات المناوئة للحكومة.
قال أستاذ العلوم السياسية، شفيق التلولي، إن "اقتراح أمريكا الجديد سيتحدث عن محور فيلادلفيا، الذي يصر نتنياهو على عدم الانسحاب منه، وهو ما ترفضه حركة حماس، مما يؤدي إلى عرقلة المفاوضات مجددا".
وذكر في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "واشنطن تسعى لتفكيك هذا الاتجاه وجدولة إعادة انتشار الجيش على المحور وأعداد الأسرى الفلسطينيين مقابل الإسرائيليين"، مشيرا إلى أن "المتوقع عدم إحراز تقدم في هذه المحاور، لأن الوقت الأمريكي للضغط على الأطراف ليس في مصلحتها".
اشتباكات عنيفة في الخرطوم ونزوح مئات الأسر على وقع المعارك
تصاعدت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم بعد تراجع حدتها خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقصفت قوات الجيش اليوم بالمدفعية الثقيلة مواقع قوات الدعم السريع شرقي ووسط وجنوبي مدينة الخرطوم.
المعارك الجديدة دفعت مئات الأسر السودانية الى النزوح من مدينة بحري شمال الخرطوم بعد تبادل القصف المدفعي العنيف، وبالتزامن مع زيارة مدير منظمة الصحة العالمية بورتسودان.
وفيما تشتد المعارك في العاصمة، وصل مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى مدينة بورتسودان في زيارة رسمية لمدة يومين.
وعقب وصوله، تفقد غيبريسوس مستشفى بورتسودان ومركزا لمعالجة سوء التغذية لدى الأطفال، وفي هذا الصدد قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم "الزيارة للوقوف على الوضع الصحي في البلاد".
في سياق آخر، قالت البعثة الأممية لتقصي الحقائق في السودان، إن "قوات الدعم السريع" شنت هجمات بدوافع عرقية في إقليم دارفور، وأنها مارست "الاعتقالات التعسفية والتعذيب والعنف الجنسي"، إلى جانب الهجمات العشوائية والغارات الجوية والقصف ضد المدنيين والمدارس والمستشفيات وشبكات الاتصالات وإمدادات المياه والكهرباء.
وطالبت البعثة بوقف الهجمات ضد المدنيين على الفور دون قيد أو شرط، وأوصت بنشر قوة مستقلة ومحايدة لحماية السكان. وقال رئيس بعثة تقصي الحقائق بالسودان محمد شاندي عثمان إن "خطورة هذه النتائج تؤكد على ضرورة التحرك العاجل والفوري لحماية المدنيين".
قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أسامة عثمان، إن "الجيش السوداني بدأ في المرحلة الثانية من عملياته ضد "قوات الدعم السريع" التي تستهدف جيوب تلك القوات، بعد أن فقدت الأخيرة قوات المشاة التي كانت تستهدف المدن والمواطنين".
وأوضح في تصريحات لـ"سبوتنيك" أنه "في بداية الحرب، كانت تسيطر "قوات الدعم السريع" على مناطق في الخرطوم، وحاولت القوات المسلحة إعادة تلك المناطق، فعملت على استدراج قوات الدعم، وتم القضاء على القوة الصلبة فيها، والآن يبدأ الجيش في تنظيف مواقعهم التي لن يتبقى فيها سوى القناصة".
وذكر أن "عمليات النزوح تستهدف المناطق، التي يسيطر عليها الجيش، لاعتقادهم أنها مناطق آمنة، خاصة في مناطق الشمال".
قرابة 50% يشاركون في التصويت بانتخابات الرئاسة الجزائرية ومؤشرات على فوز تبون
كشفت لجنة الانتخابات الجزائرية عن نسبة المشاركة في عمليات التصويت بالانتخابات الرئاسية بداخل البلاد وخارجها.
وقالت اللجنة إن نسبة المشاركة في عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية بالداخل بلغت 48.3 في المئة، عند غلق مكاتب الاقتراع.
وأعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، مساء السبت، تمديد الاقتراع في الانتخابات الرئاسية لمدة ساعة واحدة.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية الرئيس الحالي عبد المجيد تبون ومرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، ومرشح حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف.
ويحق لأكثر من 24 مليون ناخب جزائري الانتخاب وهذه هي الانتخابات الثانية بعد الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت قبل نحو خمس سنوات، وأدت إلى تنحي الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة عن الحكم، بعد أكثر من 20 عاماً على رأس السلطة.
ومن المرجح فورز الرئيس الحالي عبد المجيد تبون بفترة رئاسية ثانية وهو ما يعني أن الجزائر ستظل تحافظ على الأرجح على سياسات تهدف إلى تعزيز صادرات البلاد من الطاقة وتنفيذ إصلاحات محدودة مؤيدة للأعمال التجارية وإحكام السيطرة على المعارضة الداخلية .
أكد الكاتب والمحلل السياسي، عبد القادر جمعة، أنه "لم تكن هناك بوادر على تغيير في الرئاسة الجزائرية، مبينا أن السلطة الجزائرية جنحت للاستمرار بحثا عن الاستقرار واستعادة انسجام القوى المختلفة".
وذكر في تصريحات لـ"سبوتنيك" أنه "بعد الأحداث الكبيرة التي شهدتها البلاد في 2019 و2020، لم تكن هناك مفاجأة بأن يستمر تبون في الرئاسة"، لافتا إلى أن "التوجه العام في البلاد ببقاء تبون، خاصة وأنه لا يوجد رهان حقيقي واحتمالات للتغيير".
وأضاف أن "الحراك الشعبي بعد 5 سنوات لا بد أن يُطرح للنقاش كتجربة فريدة في تاريخ الجزائر، لكن هناك تأجيل للمطالب الأساسية للحراك لأسباب متعددة".
إيران تنفي مزاعم أمريكية وأوروبية بنقل صواريخ باليستية إلى روسيا
ردت وزارة الخارجية الإيرانية، على مزاعم حديثة بشأن "إرسال طهران صواريخ بالستية إلى روسيا".
وأكد المتحدث باسم الوزارة، ناصر كنعاني، أن "إيران لم تكن أبدا جزءا من هذا الصراع العسكري واستمراره منذ بداية الأزمة الأوكرانية، ودعمت دائما الحل السياسي والمحادثات الثنائية لإنهاء هذه الأزمة والصراع"، وفقا لوكالة أنباء "إيرنا" الإيرانية.
وشدد على أن "النهج المبدئي والمعلن لإيران تجاه الأزمة الأوكرانية، لم يتغير، وتكرار ادعاء إرسال الصواريخ البالستية إلى روسيا، هو لأهداف ودوافع سياسية لبعض الدول الغربية، ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن "التعاون العسكري التقليدي بين إيران وروسيا الاتحادية، له تاريخ أقدم بكثير من بداية الأزمة الأوكرانية، وتأتي هذه التعاونات في إطار الاتفاقيات الثنائية، وتستند إلى الأعراف والقوانين الدولية وليس لها أي علاقة بالأزمة الأوكرانية".
وكانت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية تحدثت نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، بأن إيران أرسلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، وذلك رغم تحذيرات غربية لطهران، فيما قال البيت الأبيض إنه "منزعج من هذه الأنباء"، محذراً طهران من التصعيد.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن تسليم إيران الصواريخ الباليستية قصيرة المدى لروسيا، قد يحول أمام آمال الحكومة الإيرانية الجديدة في تهدئة التوترات مع الغرب.
وقال الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، إنه يأمل في تحسين الاقتصاد المحلي، من خلال تخفيف العقوبات الأوروبية والأميركية.
وقال مسؤولون أوروبيون، إنهم يعملون مع نظرائهم الأميركيين للرد على الخطوة الإيرانية، والذي قد يتضمن فرض عقوبات إضافية.
ومن المرجح أن يحظر الأوروبيون على شركة الطيران الوطنية الإيرانية "إيران إير" الطيران إلى المطارات الأوروبية، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات التجارية المتبقية بين الطرفين.
قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، مختار حداد، إن "هذه الادعاءات الأوربية الأمريكية بتحريك إعلامي صهيوني هي نوع من الابتزاز تعودنا عليه من الجانب الغربي، كما أنه يقرأ في إطار التغطية على المجازر المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة وفلسطين".
وأشار في تصريحات لـ"سبوتنيك" إلى أن "إيران نفت هذا الكلام جملة وتفصيلا أكثر من مرة"، لافتا إلى أنه "على الرغم من ذلك، فإن من حق إيران وأي دولة أن تصدر تصديرا عسكريا لأي دولة، وهذا حق مكفول طبقا للقوانين الدولية".
وأضاف حداد أن "أمريكا وأوروبا تستحل لنفسها أن تصدر أسلحة لأوكرانيا، ثم تحرم نفس الحق على أي دولة لا تسير وفق مخططاتهم، مثل إيران وروسيا والصين".
مظاهرات حاشدة في فرنسا ضد ماكرون للاحتجاج على تعيين بارنييه رئيساً للحكومة
تظاهر آلاف الفرنسيين في العاصمة باريس وعدد من المدن الأخرى، بعد دعوة أحزاب اليسار للاحتجاج على قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعيين اليميني ميشيل بارنييه على رأس الحكومة، رغم فوز "الجبهة الشعبية الجديدة" اليسارية في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وتجمّع الآلاف في ساحة "لاباستي" بوسط باريس، حيث رفعوا شعارات ضد ماكرون، معربين عن رفضهم لما اعتبروه "انقلاباً سياسياً" من قبل الرئيس الفرنسي، بعد تعيين بارنييه.
وقدّرت رئيسة كتلة حزب "فرنسا الأبية" في البرلمان ماتيلد بانو، أن 160 ألف شخص خرج للتظاهر في باريس، و300 ألف في كامل البلاد، في "مسيرة العزل"، إذ يستهدف حزبها إطلاق إجراءات في البرلمان من أجل عزل ماكرون بعد رفضه تعيين رئيس للحكومة من الكتلة التي حققت المركز الأول في الانتخابات الأخيرة.
وتتحدى مظاهرات اليوم قرار ماكرون بتجنّب تعيين رئيس وزراء من تحالف اليسار الذي حل في المركز الأول في انتخابات تشريعية مثيرة للانقسام في يوليو الماضي.
ويرى اليسار، وخاصة حزب "فرنسا الأبية" بقيادة جان جان لوك ميلانشون، أن الخلفية المحافظة لبارنييه هي بمثابة رفض لإرادة الناخبين وتعيينه يرقى إلى معنى "الاستيلاء على السلطة".
ورفع المتظاهرون شعارات من اللاءات المتعددة "لا لفرض القوة الذي يقوم به ماكرون"، "لا لسرقة الانتخابات"، و"لا لتجاهل خيار الشعب".
وعيّن ماكرون المحافظ ومفاوض خروج بريطانيا السابق من الاتحاد الأوروبي، بارنييه، رئيسا لوزراء فرنسا، يوم الخميس الماضي، متوّجا بحثا دام شهرين، بعد قراره بالدعوة إلى انتخابات تشريعية، أسفرت عن برلمان معلق مقسم إلى 3 كتل.
وقال بارنييه، إن حكومته التي تفتقر إلى أغلبية واضحة، ستشمل المحافظين وأعضاء معسكر ماكرون، فيما أعرب عن أمله أن يكون بعضهم من اليسار.
ويواجه بارنييه مهمة شاقة، تتمثل في محاولة دفع الإصلاحات وميزانية 2025، إذ تتعرّض فرنسا لضغوط من المفوضية الأوروبية وأسواق السندات، بسب خفض عجزها.
قال الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور زيدان خوليف، إن" الدستور يقّيد اختيارات ماكرون، فالدستور يقول إنه عليه أن يعين من التيار الفائز في الانتخابات، في حين أن اختيار ماكرون كان من آخر المجموعات البرلمانية الفائزة".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "ماكرون اختار على هذا النحو رغبة منه في استقرار المؤسسات، لكنها مهمة البرلمان وليست مهمة الرئيس"، مشيرا إلى أن "هذا الوضع جديد تماما على التاريخ الفرنسي المعاصر، منذ الجمهورية الخامسة جمهورية شارل ديغول".
وأضاف خوليف أن "ميشيل بارنييه هو رجل السياسة الأوربية، وليس رجل السياسة الفرنسية، مما يجعل هذا الوضع المتوتر قابل للتصعيد، فبارنييه ينتمي لليمين، في حين أن الفائز في الانتخابات هو اليسار، وهذه مفارقة غريبة وغير مسبوقة".